Skip to main content

رغم آثاره السلبية.. أسماك تستفيد من تقلص الجليد في القطب الشمالي

السبت 19 فبراير 2022

أفاد بحث جديد أن الأسماك المفترسة الكبيرة تستفيد من تقلص الجليد البحري في القطب الشمالي. فقد غزت أسماك القد والحبار الأطلسي بعدما اخترقت أشعة الشمس المياه التي كانت مظلمة في السابق. 

كما أن هذه الأسماك توفر مصدر غذاء للثدييات، حيث تستطيع الفقمات وحيوانات الفظ الغوص لمسافة تزيد عن 500 متر، بحسب صحيفة "ميترو". 

وقال المؤلف المشارك في البحث الدكتور هوك فلوريس، عالم الأحياء في معهد ألفريد فيجنر في بريمرهافن: "إن توافر الأسماك الصغيرة وحتى بعض الأسماك الكبيرة في طبقة مياه المحيط الأطلسي يمكن أن يفسر سبب وجود الفقمة والفظ والدب القطبي حتى في القطب الشمالي". 

الاتجاه شمالًا

وقد حددت البعثة الدولية لمرصد الانجراف متعدد التخصصات لدراسة مناخ القطب الشمالي؛ أن هذه الحيوانات تتوجه إلى الشمال أكثر من أي وقت مضى.

وقام العلماء على متن كاسحة الجليد الألمانية "بولارستيرن" بتصويرها في المياه العميقة في وسط المحيط المتجمد الشمالي باستخدام كاميرا في أعماق البحار.

وشملت المخلوقات سمك القد والحبار ذو الخطاف وسمك الفانوس. وتتواجد الأسماك الصغيرة بكميات قليلة في طبقة المياه الأطلسية بعمق 200-600 متر. لذلك كانت مفاجأة كبيرة عندما تم صيد أربع أسماك أكبر فجأة على ارتفاع 350-400 متر.

ثلاثة منها كانت من سمك القد الأطلسي، وهو نوع مفترس لا يُفترض أن يعيش في أقصى الشمال. ومع ذلك، تم العثور عليها في حوض أموندسن بعمق 2.5 ميل، على بعد أكثر من 300 ميل من أي خط ساحلي.

ونشأت أسماك القد الأطلسي في مناطق التفريخ النرويجية. وأظهرت التحليلات المعملية أنها عاشت في درجة حرارة المياه في القطب الشمالي (-1 إلى 2 درجة مئوية) لمدة تصل إلى ست سنوات.

وفضلت الأسماك طبقة المياه الأطلسية، وهي كتلة مائية أكثر دفئًا قليلاً (0-2 درجة مئوية) تمتد بعيدًا في حوض القطب الشمالي بين طبقات المياه السطحية والعميقة التي تقل عن الصفر.

وقالت المؤلفة المشاركة البروفيسور بولين سنويجس ليجونمالم، من جامعة ستوكهولم: "لذلك، حتى لو لم يكن لدى سمك القد الأطلسي مخزونه في القطب الشمالي المركزي، فإن هذا البحث يظهر أنه يمكن أن يعيش". 

وأضافت: "يبدو أن عددًا قليلًا من الأفراد يجدون ما يكفي من الطعام للبقاء بصحة جيدة لفترة أطول". 

واعتبرت أن وجود هذا النوع من الأسماك يضيف مستوى جديدًا إلى شبكة الغذاء البحري للنظام البيئي في القطب الشمالي المركزي - الأسماك المفترسة الكبيرة والحبار.

ثروة مؤجلة

وتظهر النتائج التي نُشرت في مجلة "سينس أدفانسز" عدم وجود مخزون سمكي قابل للحصاد اليوم أو في المستقبل القريب.

وقالت البروفيسور ليجونمالم: "كان هذا متوقعًا لأن المحيط المتجمد الشمالي المركزي يحتوي على تركيزات منخفضة جدًا من العناصر الغذائية وإنتاجية بيولوجية منخفضة جدًا". 

ويصيب الاحتباس الحراري منطقة القطب الشمالي أكثر من أي مكان آخر في العالم. وتتنبأ النماذج المناخية بأن انفتاح المحيط المتجمد الشمالي المركزي أمام السفن التي لا تكسر الجليد هو مجرد مسألة عقود.

اتفاقية منع الصيد غير المنظم

ونظرًا لأن معظم المنطقة هي عبارة عن مياه دولية خارج الولايات الوطنيةP تتم مناقشة الأنشطة البشرية المستقبلية المحتملة هناك على المستوى الدولي.

وأضافت ليجونمالم: "عادةً ما يسبق استغلال الموارد الطبيعية التي يمكن الوصول إليها حديثًا إجراءات البحث العلمي والإدارة، كما أن المخزونات السمكية المشتركة دوليًا في أعالي البحار معرضة بشكل خاص للاستغلال المفرط".

وقد دخلت اتفاقية منع الصيد غير المنظم في أعالي البحار في المحيط المتجمد الشمالي الأوسط حيز التنفيذ في 25 يونيو/ حزيران 2021.

ويعتزم الشركاء العشرة للاتفاقية إطلاق برنامج مشترك للبحث العلمي، ورصد لجمع بيانات جديدة عن الأسماك والنظام البيئي في المحيط المتجمد الشمالي الأوسط.

الكتلة الجليدية في القطب الشمالي

وكانت دراسة أجرتها جامعة "يونيفيرسيتي كوليدج" البريطانية قد أظهرت أن الكتلة الجليدية قبالة سواحل المحيط المتجمد الشمالي تذوب بوتيرة متسارعة بنسبة أعلى بمرتين مما تشير إليه التقديرات الحالية، ما يعزز المخاوف بشأن التغير المناخي. 

دقت هذه الدراسة ناقوس الخطر، حيث يعمل الجليد البحري حاجزًا بين المحيط والغلاف الجوي، مما يحد من تبادل الطاقة الميكانيكية بين الغلاف الجوي والمحيطات. 

وتمت الدراسة البريطانية بواسطة قمر اصطناعي لوكالة الفضاء الأوروبية. وتوصل الباحثون من خلالها لقياس سماكة الثلج فوق الجليد. وتأخذ في الاعتبار الأثر المترتب عن عقود عدة من التغيّر المناخي.  

وخلصت الدراسة إلى أن القطب الشمالي يتقلص بنسبة تتراوح بين 70 إلى 100% أكثر من المعدل المتعارف عليه حاليًا، وذلك بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة العالمية. والنتيجة أن فقدان الجليد في هذه المناطق سيؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، كما سيزيد من مخاطر الطقس المتطرف والفيضانات في العديد من المناطق الساحلية حول العالم. 

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة