Skip to main content

رغم استعدادها "لأي احتمال".. موسكو ترغب بعلاقة "طبيعية" مع واشنطن

الجمعة 6 ديسمبر 2024
أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لا يوجد ما يمنع روسيا والولايات المتحدة من التعاون من أجل مصلحة العالم - رويترز

حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن موسكو مستعدة لاستخدام "كل الوسائل" كي لا تُهزَم في حربها ضد أوكرانيا

وفي مقابلة أجراها معه في موسكو الإعلامي الأميركي تاكر كارلسن، المقرّب من الرئيس المنتخب دونالد ترمب، وبثت الخميس، أمل لافروف بأن يكون الغرب قد "أخذ على محمل الجدّ" إطلاق بلاده صاروخًا فرط صوتي جديدًا ضدّ أوكرانيا.

وقال لافروف: "نحن نرسل إشارات ونأمل في أن تكون الإشارة الأخيرة التي أرسلناها قبل أسبوعين" حين أطلق الجيش الروسي على أوكرانيا صاروخ أوريشنيك الفرط صوتي، قد "أُخِذت على محمل الجدّ".

واعتبر أنّه يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها "أن يفهموا أنّنا مستعدّون لاستخدام كل الوسائل لمنعهم من تحقيق ما يسمّونه هزيمة إستراتيجية لروسيا". 

روسيا تتطلع لعلاقة "طبيعية" مع الولايات المتحدة

وشدّد لافروف على أن روسيا ترغب في "تجنب أي سوء تفاهم" مع واشنطن وشركائها، محذرًا من أنها ستبعث "رسائل إضافية إذا لم يستخلصوا الاستنتاجات اللازمة".

وتابع: "نود أن تكون لدينا علاقات طبيعية مع جميع جيراننا في شكل عام، مع كل البلدان، وبخاصة مع دولة كبيرة مثل الولايات المتحدة".

وتأتي هذه التصريحات قبل أقل من شهرين من تنصيب ترمب، في حين تقول إدارة الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته جو بايدن إنّها تريد "ضمان أن تكون لدى أوكرانيا القدرات التي تحتاجها للدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي".

وقد اتهم وزير الخارجية الروسي إدارة بايدن بتصعيد النزاع في أوكرانيا "كي تترك لإدارة ترمب إرثًا سيئًا قدر الإمكان".

"حرب هجينة" 

وقال لافروف: "لا نرى سببًا يمنع روسيا والولايات المتحدة من التعاون من أجل مصلحة العالم"، مضيفًا: "رسميًا نحن لسنا في حالة حرب، لكنّ ما يحصل في أوكرانيا يسميه البعض حربًا هجينة، وأود أن أسميه أيضًا حربًا هجينة. من الواضح أن الأوكرانيين لا يستطيعون أن يفعلوا ما يفعلونه بأسلحة متقدمة بعيدة المدى من دون المشاركة المباشرة لأفراد عسكريين أميركيين". 

وكانت روسيا قد استخدمت في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني للمرة الأولى صاروخ أوريشنيك الفرط صوتي ضد مدينة دنيبرو الأوكرانية، في تصعيد كبير للحرب المستمرّة منذ حوالى ثلاث سنوات.

ويمكن لصاروخ "أوريشنيك" البالستي المتوسط المدى (يصل إلى 5500 كيلومتر)، حمل رؤوس نووية، والتحليق بسرعة 10 ماخ أي ثلاثة كيلومترات في الثانية، وفق موسكو.

وقالت روسيا إنها نفذت هذه الضربة ردًا على ضربتين شنتهما أوكرانيا على الأراضي الروسية بصواريخ ATACMS الأميركية وصواريخ ستورم شادو البريطانية، وهي أسلحة يبلغ مداها نحو 300 كيلومتر.

موسكو تفضّل الحل السلمي

وإذ حذّر لافروف من أن موسكو "مستعدة لأي احتمال"، أصرّ مع ذلك على أنها "تفضل كثيرًا التوصل إلى حل سلمي من خلال المفاوضات على أساس احترام المصالح المشروعة لروسيا".

ومتطرقًا إلى الشكل الذي قد يتخذه اتفاق السلام، قال الوزير الروسي إن كييف ستضطر، من بين أمور أخرى، إلى قبول السيطرة الروسية على "مناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا". وأكد أن "هذه المناطق أصبحت الآن جزءًا من الاتحاد الروسي، وفقًا للدستور، وهذا أمر واقع".

وتعليقًا على انتخاب ترمب، وصف لافروف الرئيس الأميركي المنتخب بأنه "شخص قوي جدًا، ويريد تحقيق نتائج، ولا يحب المماطلة في أي شيء كان". وكان ترمب الذي يتولى منصبه في يناير/ كانون الثاني تعهد بإنهاء الحرب في أوكرانيا سريعًا، دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.

 لافروف تطرق أيضًا إلى ملف الشرق الأوسط، واصفًا العدوان الإسرائيلي على غزة بأنه "عقاب جماعي" للفلسطينيين "يتعارض مع القانون الإنساني الدولي".

وأعرب الوزير الروسي أنه "قلق جدا" بشأن الوضع في سوريا، مشيرًا إلى أنه يعتزم إجراء محادثات الجمعة مع مسؤولين أتراك وإيرانيين حول الوضع.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة