الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

رغم القرار الحكومي.. عقبات أمام تدريس اللغة الإنكليزية في الجزائر

رغم القرار الحكومي.. عقبات أمام تدريس اللغة الإنكليزية في الجزائر

Changed

"أنا العربي" يلقي الضوء على تصريحات ماكرون التي أدت للأزمة الجزائرية الفرنسية (الصورة: الأناضول)
فتح قرار إدراج اللغة الإنكليزية في المناهج التعليمية لطلاب المرحلة الابتدائية إلى جانب اللغة الفرنسية، النقاش حول آليات تطبيقه ومداها الزمني.

بين لغتي فولتير وشكسبير جاء قرار مجلس الوزراء الجزائري ليحسم الجدل، ويقرر إدراج اللغة الإنكليزية في المناهج التعليمية لطلاب المرحلة الابتدائية إلى جانب اللغة الفرنسية.

وبينما يبرر البعض اعتماد لغة أجنبية ثانية ذات أهمية بالغة في مجالي المال والأعمال؛ يخشى كثيرون من الزج باللغات في حرب إيديولوجية لا يستفيد منها التلاميذ شيئًا.

فهذا القرار القديم الجديد، تضمن أيضًا العمل على تأهيل معلمين جدد للقيام بذلك، ما فتح النقاش واسعًا عن آليات تطبيقه ومداها الزمني بحيث يقول الصادق الدريزي رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين إن هذا القرار لم يجدوا له تفسيرًا واضحًا.

ويردف الدريزي في هذا الإطار أنه في حال كانت العملية ستبدأ انطلاقًا من الموسم القادم، فسيدرس الأمر من طرف الخبراء والمهتمين ومن جميع الجوانب.

سلسلة من الإجراءات "لوقف الهيمنة اللغوية"

ومما لا شك فيه، أن قرار الحكومة ينهي هيمنة اللغة الفرنسية المتوارثة تاريخيًا في الجزائر والتي تربعت على عرش الخطاب الرسمي والشعبي لعقود طويلة بواقع فرضه التاريخ المشترك للبلدين الذي يمتد منذ قرن و30 سنة.

كما أن اختيار تدريس لغة أجنبية ثانية إلى جانب الفرنسية، يأتي بعد أن صدرت قرارات رسمية محدودة النطاق في هذا الصدد منها منع بعض الوزارات الرسمية نشر بيناتها باللغة الفرنسية والاكتفاء بالعربية فقط.

كذلك قامت وزارة التعليم العالي بإجراء استطلاع شعبي في السابق على مواقع التواصل الاجتماعي، حول تأييد الرأي العام لاعتماد اللغة الإنكليزية لغة أولى في الجامعات عوضًا عن الفرنسية.

حينها، صوت المشاركون بنسبة 90% لصالح قرار اعتماد اللغة الإنكليزية، وذلك وسط أخذ ورد سياسي وإيديولوجي لطالما استعملت فيه اللغة كأداة.

"اللوبي الفرنكوفوني"

 بدوره، تخوّف مسعود عمراوي النقابي السابق من وجود "لوبي فرنكفوني" قوي، قد يشكل عقبة وعرقلة أمام إقحام اللغة الإنكليزية في التعليم الابتدائي.

ويذهب عمراوي إلى أن "مؤامرة" دبرت لمجلس الوزراء بعد إقراره تجربة مماثلة عام 1990، حين دعا إلى تدريس اللغة الإنكليزية في المناهج التعليمية، وحينها "تم إجهاض" هذا "والتضحية" بوزير التربية في حينه، علي بن محمد على حد قوله.

وبعيدًا عن جوانبه النظرية، يستوجب تطبيق القرار فتح ورشات مختصة حول كيفية دخوله حيز التنفيذ وتأهيل الأساتذة وإصدار كتب مدرسية تمكن تلاميذ الابتدائي من استيعاب كاملٍ للغة أجنبية جديدة.

أما سياسيا، فتحاول فرنسا والجزائر منذ أشهر إعطاء دفعة جديدة لعلاقاتهما بعد أزمة خلفتها تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبر فيها أن الجزائر أقامت بعد استقلالها عام 1962 إثر 132 عامًا من الاستعمار الفرنسي، "ريعًا للذاكرة" كرّسه "نظامها السياسي-العسكري".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close