الخميس 28 مارس / مارس 2024

رغم المناشدات والانتقادات.. سعيّد مصمّم على تبرير الحالة الاستثنائية

رغم المناشدات والانتقادات.. سعيّد مصمّم على تبرير الحالة الاستثنائية

Changed

لا يزال الترقب سيد الموقف في تونس في وقت يستمر فيه الرئيس التونسي قيس سعيد بتبرير الحالة الاستثنائية في البلاد معتبرًا أنها إجراءٌ "لحماية الدولة.

لا يزال الرئيس التونسي قيس سعيّد مصمّمًا على تبرير الحالة الاستثنائية في البلاد بأنها إجراءٌ "لحماية الدولة، دون أن يتخّذ أي خطوة لحلحة الأزمة تزامنًا مع انتقاداته للأحزاب، وعلى وقع دعوات متكرّرة بضرورة تعيين رئيس للحكومة.

وآخر هذه الدعوات صدرت عن مجموعة الدول السبع، التي شددت أيضًا على ضرورة العودة إلى النظام الدستوري، وسبقها في ذلك وفد من الكونغرس الأميركي الأسبوع الفائت.

وشدّد بيان مجموعة سفراء الدول السبع الكبرى على أهمية فتح المجال لحوارٍ شامل عن تلك الإصلاحات الدستورية والانتخابية التي اقترحت.

من جهتها، تعيد حركة النهضة التونسية الدعوة إلى إنهاء الإجراءات الاستثنائية وإذابة جليد البرلمان والحكومة، فيما تتمسك الرئاسة بردها أمام أعضاء الكونغرس بأن ما فرض ليس من شأنه الإضرار بالديمقراطية والعملية السياسية.

ويقترح الرئيس السابق منصف المرزوقي لحلّ الأزمة التونسية، تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة تنبثق منها حكومة جديدة وبرلمان. أما رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي فحمّل الوفد البرلماني رسالة إلى رؤساء برلمانات العالم المجتمعين في فيينا، يعرّفهم فيها بقضية تونس ومطالبًا "بفك الحصار عن البرلمان".

حالة من الترقب

ومن تونس، يقول صغير الزكراوي مدير قسم القانون العام في كلية العلوم السياسية إن مسألة البرلمان "انتهى أمرها بصورة نهائية"، وذلك استنادًا لتصريحات سعيد وشعاراته التي أطلقها مؤخرًا، لا سيما تلك التي يشير فيها إلى أن "لا رجعة إلى الوراء".

وتحدّث الزكراوي عن حالة من الترقب في تونس لما سيقرره رئيس الجمهورية، الذي "عليه أن يعلن عن خارطة طريق في المسار السياسي عبر تسمية وزراء أو وزيرًا أول".

ويلفت الزكراوي إلى أن "سعيّد لمح إلى أن النظام المؤقت للسلطات سيكون رئاسيًا، وبالتالي يتولى وزير أول مشاورة رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة وهو يكون مسؤولًا أمام رئيس الجمهورية"، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يبرهن أن "دور رئيس الحكومة في المنظومة السابقة قد انتهى" وستكون أهم الصلاحيات بيد الرئيس".

وفي ما يتعلق بمهام الحكومة، يرجّح الزكراوي أن تكون "الانكباب على معالجة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي تعيشها تونس".

 هل انتهى العمل البرلماني في تونس؟

أما بلقاسم بن حسن القيادي في حركة النهضة، فيذكّر، أن سعيّد إعلن يوم 25 يوليو عن تجميد صلاحيات البرلمان وليس "حلّه أو إلغاءه أو إزالته من المشهد أو ما شابه".

ويضيف بن حسن لـ"العربي" من تونس، أنه يوم 24 أغسطس/آب عاد سعيّد وأعلن عن تعليق أعمال المجلس، وبالتالي لم يقم بحلّه.

ويردّ القيادي في حركة النهضة على الكلام حول أن العمل البرلماني قد "انتهى"، بالقول: "هذه كلها وجهات نظر وآراء.. فإذا راجعنا ما يدور في الشارع التونسي سنرى أن الأغلبية العظمى من القوى السياسية التونسية والمدنية تعارض هذا الرأي".

ويشدّد بن حسن على أن هذه الإجراءات الاستثنائية هي "خرق فادح للدستور بفصله رقم 80".

أما عن عمل الحكومة، فلفت إلى أن سعيد هو من قال إنه سيعين رئيسًا جديدًا للحكومة ولم يقل إنه لن يكون هناك رئيس للوزراء أو سيكون هناك وزير أول. وذكّر بأن الرئيس التونسي قد أعلن أنه متمسك بالدستور والعملية الديمقراطية.

العودة إلى الديمقراطية في تونس أولوية لواشنطن

من جهته، نقل أستاذ العلوم السياسية في جامعة "جونز هوبكنز" إدوارد جوزيف موقف واشنطن من المشهد التونسي الحالي، نافيًا لـ"العربي" أن يكون بيان مجموع الدول السبع يتماشى مع ما يحكى عن تعيين وزير أول.

ويقول من واشنطن: "سفراء الدول السبع بمن فيهم الولايات المتحدة، يريدون أن تعود تونس إلى المسار الديمقراطي وهذه مسألة ما من شكّ فيها".

كما تطرّق جوزيف إلى ما وصفه "بالنقطة المهمة" المتعلقة بالدور الفريد الذي تلعبه تونس، كونها الديمقراطية الوحيد التي انبثقت من موجة الربيع العربي التي انطلقت عام 2011، وهذا ما يعطي الأزمة التونسية أهمية إضافية.

ويتابع أستاذ العلوم السياسية: "الرئيس بايدن يدعم الخيارات الديمقراطية ضدّ الأنظمة الشمولية، وهذه إحدى الأهداف الأساسية للإدارة الأميركية.. لذلك فإن العودة إلى الديمقراطية الناجعة في تونس هي أولوية لواشنطن وكذلك مجموعة الدول السبع".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close