السبت 24 مايو / مايو 2025
Close

رغم بلوغها المئة.. جندية من الحرب العالمية الثانية تُعلّم اليوغا

رغم بلوغها المئة.. جندية من الحرب العالمية الثانية تُعلّم اليوغا

شارك القصة

تُواظب دوروثي بارون على إعطاء دروس في اليوغا منذ ستين عامًا
تُواظب دوروثي بارون على إعطاء دروس في اليوغا منذ ستين عامًا- أ ب
الخط
بينما تستعد أوروبا لإحياء الذكرى الـ80 لانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية، تروي بارون أنّها شعرت بأنّ "ثقلًا أزيح" عن كتفيها عندما سُرِّحت من الخدمة.

بعمر الـ100 عام، لا تزال المُحاربة البريطانية القديمة دوروثي بارون تُحافظ على لياقتها البدنية. فالمرأة التي كانت في صفوف البحرية وساهمت في إنزال "يوم النصر" خلال الحرب العالمية الثانية، أصبحت اليوم مدرّبة يوغا.

وبينما تستعد أوروبا لإحياء الذكرى الـ80 لانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في 8 مايو/ أيار الحالي، تروي بارون تجربتها في الحرب، مشيرة إلى أنّها شعرت بأنّ "ثقلًا أزيح" عن كتفيها عندما سُرِّحت من الخدمة.

وتُضيف المرأة المعمرة النابضة بالحيوية: "قالوا لنا: يمكنكم الاحتفاظ ببزتكم العسكرية. هذه قسائم لشراء الملابس والطعام. يمكنكم العودة إلى دياركم".

حينها، كانت دوروثي بارون تبلغ العشرين من العمر تقريبًا، ولم يكن لديها أي مكان تذهب إليه. وتصف هذه الحقبة بأنّها "صعبة جدًا".

تتمتّع بارون بطاقة غير عادية وبليونة يحسدها عليها ممارسو اليوغا الثلاثينيون
تتمتّع بارون بطاقة غير عادية وبليونة يحسدها عليها ممارسو اليوغا الثلاثينيون- فرانس 24

وبعد 80 عامًا، تُقدّم بارون بفخر شهادتها على سنوات الحرب وإعادة الإعمار.

كما تُشارك في الاحتفالات التي تُنظّم في هولندا ثم في بريطانيا، حيث تُقام طوال أربعة أيام مسيرات وعروض جوية تحضرها العائلة المالكة، بالإضافة إلى حفلات في الشوارع.

دروس يوغا

ورغم كبر سنّها، تُعطي بارون درسًا في اليوغا صباح كل يوم إثنين في قريتها بالقرب من هارلو شمال لندن.

وتُواظب على إعطاء دروس في اليوغا منذ ستين عامًا. وهي تتمتّع بطاقة غير عادية وبليونة يحسدها عليها ممارسو اليوغا الثلاثينيون.

وتُعطي طالباتها الـ12 اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و95 عامًا، تعليمات وتوجيهات، وتعلمهنّ وضعيات صعبة ومنهكة.

وتشير احدى طالباتها وتُدعى سوزي، إلى أنّ معلّمتها "تحب لقاء الناس ويمكن أن تبقى على قيد الحياة لسنوات عدة مقبلة"، مضيفة: "لقد استمتعت العام المنصرم بالأنشطة التي أقيمت للمحاربين القدامى" بمناسبة الذكرى السنوية لإنزال النورماندي.

احتفلت بارون بعيد ميلادها المئة بطلعة في طائرة "سبيتفاير"
احتفلت بارون بعيد ميلادها المئة بطلعة في طائرة "سبيتفاير"- اسوشييتد برس

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2024، احتفلت بارون بعيد ميلادها المئة حيث أجرت طلعة في طائرة "سبيتفاير" التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني والتي أدّت دورًا حاسمًا في معركة بريطانيا عام 1940 ضد القوات الجوية الألمانية.

الغش لدخول البحرية

وتصف بارون التجربة ضاحكةً بأنّها كانت "مثيرة جدًا".

وعندما كانت في الثامنة عشرة، أظهرت بارون تصميمًا قويًا، حيث أرادت بشدة الانضمام إلى البحرية، كما فعلت شقيقتها قبلها.

وقالت: "لم يكن واردًا ترك النازيين يُسيطرون على بلدنا."

لكنّها كانت صغيرة جدًا للانضمام إلى نساء البحرية اللواتي تُطلق عليهنّ تسمية "رينز" (Wrens). لذلك لجأت إلى الغشّ، على ما تقرّ.

وتروي أنّها أدخلت كعبًا من الورق المقوّى في حذائها، و"نفخت" شعرها لتبدو أطول.

انضمّت بارون إلى البحرية البريطانية بعمر الـ18 عامًا
انضمّت بارون إلى البحرية البريطانية بعمر الـ18 عامًا- اسوشييتد برس

وتولّت دوروثي تعليم عناصر البحرية كيفية التواصل مع السفن باستخدام الإشارات البصرية وإشارات مورس. كما ساعدت في اختبار موانئ مالبيري المصنعة سلفًا في بريطانيا، قبل استخدامها في عمليات الإنزال على ساحل النورماندي الفرنسي.

ولم تكن تعلم حينها لأي غرض ستُستخدم هذه الهياكل. وتقول: "كنا نعرف أنّه من غير الجائز لنا طرح أية أسئلة".

ولم تعرف إلّا بعد الحرب أنّ هذه الموانئ استُعملت في عمليات الإنزال "يوم النصر". وتعلّق: "كنت مسرورة جدًا، وشعرت بأنّني فعلت شيئًا مفيدًا".

وخلال الحرب، تعرّفت بزوجها أندرو الذي كان في القوات الجوية الملكية، ولاحقًا رُزقا بابنتين. وهي الآن جدة لجيلين. ومع أنّ أندرو توفي عام 2021، لا تزال دوروثي تستذكره بقدر كبير من الحنان.

ومع أنّ الابتسامة لا تفارق ثغرها، تزعجها الأحداث الجارية.

وتقول: "لا أحد ينتصر في الحرب على الإطلاق"، معربة عن قلقها إزاء الحرب الروسية على أوكرانيا، ومن التوترات في مختلف أنحاء العالم.

تابع القراءة

المصادر

وكالات