السبت 20 أبريل / أبريل 2024

رغم رفض حكومة واشنطن.. القضاء ينظر في قضية تعذيب أحد معتقلي غوانتانامو

رغم رفض حكومة واشنطن.. القضاء ينظر في قضية تعذيب أحد معتقلي غوانتانامو

Changed

اتهم أبو زبيدة وكالة الاستخبارات المركزية بتعذيبه في موقع سري في بولندا في 2002 و2003 (أرشيف-غيتي)
اتهم أبو زبيدة وكالة الاستخبارات المركزية بتعذيبه في موقع سري في بولندا في 2002 و2003 (أرشيف - غيتي)
تريد حكومة واشنطن منع التحقيق في اتهامات أحد معتقلي غوانتانامو بتعذيبه في مواقع سرية قبل سنوات، مبررة ذلك بالحفاظ على "أسرار الدولة".

قررت المحكمة العليا في الولايات المتحدة اليوم الأربعاء، النظر في قضية أبي زبيدة الذي يتهم وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) بتعذيبه في موقع سري في بولندا في 2002 و2003، وذلك في تحدٍ لرغبة الحكومة في الحفاظ على سرية المعلومات المتعلقة بالمعاملة التي تلقاها.

وطلب أبو زبيدة من المحكمة الأميركية العليا، إجبار طبيبين نفسيين في وكالة الاستخبارات المركزية توليا إدارة عمليات استجواب المشتبه بهم خلال "الحرب على الإرهاب" بعد اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، على الإدلاء بشهادتيهما في قضيته ضد بولندا.

لكن وكالة الاستخبارات ووزارة العدل الأميركيتان، ترفضان ذلك مشددتين على "حفظ أسرار الدولة" لحماية المعلومات المتعلقة بالأمن القومي.

وزين العابدين محمد حسين الملقب بأبي زبيدة (50 عامًا) هو فلسطيني وُلد في المملكة العربية السعودية.

ومنذ اعتقاله للمرة الأولى في باكستان عام 2002، لم تُوجّه إليه أي تهمة، وقد تمّ نقله بين سجون سرية عديدة تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية لاستجوابه، قبل أن يُنقل إلى معتقل غوانتانامو الأميركي في كوبا عام 2006.

وكان زين العابدين أول معتقل لدى الأميركيين، يتعرض لتقنية الإيهام بالغرق وغيرها من التقنيات القاسية الأخرى، بعدما اعتبرته الولايات المتحدة أحد أهم مدبري اعتداءات  سبتمبر/ أيلول.

كما يُعتقد أن أبا زبيدة تعرّض للتعذيب في مواقع سرية تديرها وكالة الاستخبارات الأميركية في تايلاند وبولندا وأماكن أخرى.

لكن منذ إرساله إلى غوانتانامو، اعترفت الـ "سي آي إيه" بأنه لم يكن يومًا عضوًا في تنظيم القاعدة ولم يشارك في التخطيط لهجمات سبتمبر/ أيلول، بحسب ما ورد في تقرير لمجلس الشيوخ حول عمليات الاستجواب عام 2014.

ورغم ذلك، ما زال أبو زبيدة محتجزًا بدون تهمة في غوانتانامو، وقد تم منع الإفراج عنه مرارًا إذ تؤكد الحكومة أنه مؤيد غير نادم لتنظيم القاعدة، فيما طالب بإطلاق سراحه في أبريل/ نيسان الماضي وكشفت حينها محاميته هيلين دافي، عن استعداده لتقديم شكوى إلى إحدى وكالات الأمم المتحدة للاحتجاج على اعتقاله.

وعام 2010، رفع أبو زبيدة دعوى قضائية في بولندا، على أمل تحميل حكومتها مسؤولية المعاملة التي تلقاها.

وبدعم من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، يحتاج إلى إفادتي من الطبيبين النفسيين جيمس ميتشل وبروس جيسن، لدعم ادعائه بتعرضه للتعذيب في موقع سري للـ"سي آي ايه" في بولندا بتواطؤ من المسؤولين البولنديين.

"ضرر بالأمن القومي"

لكن حكومة واشنطن ووكالة الاستخبارات المركزية تريدان منع ذلك، على الرغم من اعتراف مسؤولين بولنديين بوجود موقع للاستخبارات المركزية في بولندا وتوثيق مجلس الشيوخ الأميركي للمعاملة التي تلقاها أبو زبيدة.

وتبرر الحكومة الأميركية ذلك بالقول: "لا يمكن رفع السرية عن فئات محددة من المعلومات- بما في ذلك هويات شركائها الأجانب في الاستخبارات ومواقع مرافق الاحتجاز السابقة التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية في بلدانهم- من دون المجازفة بإلحاق ضرر غير مبرر بالأمن القومي"، حسب وثائق القضية.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close