رغم تقدمهن في السن، تسعى نساء أميات كثيرات في اليمن للوصول إلى مراحل تعليمية متقدمة.
والتحقت عشرات النساء اللواتي حرمتهن العادات والظروف المعيشية الصعبة من التعليم، بفصول محو الأمية لتعلم أبجديات القراءة والكتابة، ومزيد من المعرفة.
فاليمنية رقية الإدريسي أدركت نفسها بالتعليم قبل فوات العمر، إذ تدرس في الصف الخامس من فصل محو الأمية بمؤسسة "جنتي للتنمية" في صنعاء.
وترى رقية التي حفظت القرآن الكريم قبل إتقانها أبجديات القراءة والكتابة أنها بالتعليم خرجت من ظلام الجهل إلى نور الحياة.
وتلتحق العشرات من النساء والنازحات بفصول محو الأمية بمؤسسة جنتي الخاصة للتنمية في صنعاء سنويًا، وبأسعار رمزية، فيما تلتحق المئات مثلهن بأقسام الأشغال والحرف اليدوية المختلفة في المؤسسة لتوفير نفقات دراستهن من جهة، وإعالة عائلاتهن من جهة أخرى.
ويعد معدل التحاق النساء بفصول محو الأمية في اليمن، أكثر من الرجال بنسبة تصل إلى 95% حسب تقارير محلية.
إقبال كبير على فصول محو الأمية
وفي هذا الإطار، يرى رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار أحمد الكبسي أن التحاق الكثير من النساء في فصول محو الأمية في ظل تدني وشح الإمكانيات يؤكد حرص المرأة على أن تتعلم وأن تتدرب في الوقت نفسه.
ويضيف في حديث إلى "العربي" من صنعاء أن المرأة اليمنية أثبتت قدرتها على تعليم نفسها حتى بعد تخرجها من فصول محو الأمية، خاصة أن أعداد الأميات في اليمن هائلة.
ويتابع الكبسي أن نسبة الأمية في أوساط النساء تزيد عن 60% في بعض المحافظات في اليمن، كالحديدة التي تصل فيها أعداد الأميين والأميات إلى أكثر من 1,2 مليون، 62% منها من الإناث.
تحديات ومعوقات
ويردف أن اليمن شهد في الفترة الأخيرة إقبالًا كبيرًا على فصول محو الأمية وتعليم الكبار، مشيرًا إلى أن جهاز محو الأمية يعاني من عجز في استيعاب كل الأميات بين عمر 10 سنوات إلى الـ60 عامًا.
ويلفت إلى وجود تحديات ومعوقات تواجه مراكز محو الأمية في اليمن وهي شح الإمكانيات بالنسبة لمستحقات المعلمات والمدربات، مشيرًا إلى أن المعلمات يواصلن التعليم بدون مقابل وبشكل طوعي.
والتحدي الآخر، حسب الكبسي هو عدم حصولهن على الكتب والمناهج والمقررات الدراسية، والمستلزمات الدراسية، بالإضافة إلى نفقات تشغيل مراكز محو الأمية.
ويرجع الكبسي عدم التحاق بعض النساء بفصول محو الأمية لبعد المراكز عن أماكن سكنهن خاصة بالنسبة للصغيرات في السن.