السبت 24 مايو / مايو 2025
Close

رغم نقص الدعم.. باحثون في ليبيا يرممون خرائط نادرة لحفظ تاريخهم

رغم نقص الدعم.. باحثون في ليبيا يرممون خرائط نادرة لحفظ تاريخهم

شارك القصة

ترميم مخطوطات ليبية
بعض الخرائط الليبية استعيد بممحاة وأشياء بسيطة- رويترز
الخط
يواجه باحثون أثريون ليبيون في مهمة ترميم وتوثيق خرائط نادرة غياب الدعم الرسمي وعدم وجود متحف في بنغازي يضم هذه الوثائق.

يعتبر مشروع ترميم خرائط نادرة لمعالم ليبيا يعود بعضها إلى منتصف القرن العشرين هدفًا لمجموعة من الباحثين والأثريين الذين يتطلعون إلى الحفاظ على تاريخ بلدهم والإبقاء على ملامحه الجغرافية.

وفي ظل انقسامات منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 لا يجد قطاع الآثار اهتمامًا رسميًا كافيًا من الحكومات المتعاقبة أو المتنازعة على السلطة في البلد النفطي وهو ما جعل مهمة ترميم نحو 200 خريطة تاريخية أشبه بالإبحار وسط محيط دون أشرعة.

لكن الباحثين في مراقبة آثار بنغازي، وهي هيئة حكومية، نجحوا في ترميم حوالي 75 خريطة من أصل 200 تقريبًا يعود بعضها لخمسينيات القرن الماضي بأقل الإمكانيات رغم ما تشكله هذه العملية من صعوبة وما تحتاجه من دقة وما تستلزمه من أدوات وتقنيات حديثة.

وثائق بالغة الأهمية

وقال مراقب آثار بنغازي المكلف عبدالله مفتاح إن أهمية هذه الخرائط "تكمن في كونها مرجعًا أساسيًا لمن يريد أن يدرس علم الآثار بصفة عامة وتاريخ ليبيا خاصة"، مشيرًا إلى أن الخرائط تظهر مباني ومواقع أثرية مهمة صورت جوًا بواسطة الأميركيين والبريطانيين إبان فترة الاحتلال الإيطالي وما بعدها.

وقال: "أهم الخرائط هنا ترجع لفترة السبعينيات التي اشتغل عليها الأميركان، وعندك في فترة الإنكليز خرائط مخططات لمواقع مباني أثرية يوجد منها الذي شبه اختفي وانمسحت واندثرت".

ترميم مخطوطات ليبية
هناك خرائط تظهر مباني ومواقع أثرية مهمة صورت جوًا- رويترز

وأضاف: "هذه (الخرائط) تكمن أهميتها في أن المباني هذه على أرض الواقع ليست موجودة، لكن بفضل هذه الخرائط الآن أصبح بوسعنا نرجعولها ونعرفو كيف كان شكلها وكان تصميمها، لكن في المجمل العام كلها بالغات الأهمية الحق".

وظلت ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي من عام 1911 وحتى عام 1943، لكن بعد الحرب العالمية الثانية تم تقسيمها إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية حتى نالت استقلالها عام 1951.

وقال رئيس قسم الشؤون الفنية بمراقبة آثار بنغازي منعم محمد منصور: "أقدم خريطة وجدناها خريطة المبني هذا القشله، خرائط القواطع بالكامل، عدد الخرائط هنا أكثر من 200 خريطة، للأسف مهملات وجدناها بشكل مهمل بشكل غريب. التي تم ترميمها حاليًا حوالي 50 أو 75 لا أستطيع أن أحصر لك بالضبط".

لا يوجد متحف في بنغازي

وأضاف: "سنقوم بتصوير الخرائط بمجرد الانتهاء من عمل الترميم الكامل، سنأخذ الخرائط وسنقوم بتصويرها بالسكان (الماسح الضوئي)".

وأوضح أن الاستفادة من هذا الجهد سيصب في صالح البحث العلمي وسيوفر الوقت والجهد.

وقال: "سيقوم أي باحث أو مهندس أو أي شخص يريد أي موقع ما بدلًا من ذهاب إلى الخريطة، ونزيد نمزقها أو نهملها أكثر، على طول نأتي إلى الكمبيوتر ونسحب خريطة بالكامل".

وأضاف "طبعا بالنسبة لهذه الخرائط بمجرد إنجازها وأرشفتها وترميمها وتصويرها بالسكان، ويتم وضعها على جهاز الكمبيوتر، من المفترض أن يتم وضعها في متحف، لكن للأسف الشديد أن بنغازي لا يوجد لديها متحف مع أنها ثاني أكبر مدينة في ليبيا وتعتبر من المواقع الأثرية المهمة جدًا".

وقال رئيس وحدة الترميم بمراقبة آثار بنغازي محمد عبدالله عمر التير: "هناك صعوبة واجهتنا في عمليه الترميم اللي هنا، لها فترة طويلة مركونة في مخازن مرميات عبثًا، وجزء منها ضاع من خلال عمليتنا في الترميم بأبسط الإمكانيات".

وأضاف: "بعض الخرائط استعيد بممحاة وأشياء بسيطة مثل هذه لكن للأسف لم نتحصل على شيء من دعم سواء من جهة الدولة أو من خارج الدولة".

وتابع قائلًا: "أهم خريطة رممناها يعود تاريخها لفترة الخمسينيات والستينيات، وهي لمواقع أثرية رومانية وإغريقية وفي منها بيزنطية وفي بعض منها إسلامي".

تابع القراءة

المصادر

رويترز