رفضًا لخطة ترمب.. ما حقيقة فيديو استعدادات الجيش المصري لأي مواجهة؟
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه يُظهر جنودًا مصريين في حالة تأهّب في أنفاق تحت الأرض، استعدادًا لأي مواجهات مع إسرائيل.
وجاء تداول الفيديو وسط توترات متزايدة بشأن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، الذي واجه معارضة شديدة من كلا البلدين.
ما قصة الفيديو؟
وبينما وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المقترح بأنّه "ظلم لا يُمكن أن نُشارك فيه"، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إنّ بلاده تظل "ثابتة" في موقفها ضد التهجير القسري للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
ويُظهر الفيديو المتداول رجلًا بملابس عسكرية يدخل نفقًا، وتبدو فيه كتابات بالعبرية وعلم مصري موضوع فوق علم إسرائيلي، مرفقًا بتعليق: "حالة تأهّب في إسرائيل بعد ظهور مقطع يُظهر الجيش المصري في أنفاق تحت الأرض وفي حالة تأهب قتالي عالية".
إلا أنّه بالبحث عن حقيقة الفيديو، وجدت خدمة تقصّي صحة الأخبار من وكالة "فرانس برس" أنّ المقطع المتداول مضلّل، حيث أنّه لا يُظهر استعدادات عسكرية مصرية بل يعود إلى متحف عسكري في جنوب سيناء.
وأظهر البحث عن لقطات من الفيديو أنّه نُشر أولًا على صفحة في موقع "إنستغرام" بتاريخ 30 يناير/ كانون الثاني 2025.
مزار سياحي ومتحف
ويُعرّف صاحب الصفحة التي تحمل اسم "mo7amedgamal87" عن نفسه بأنّه ضابط في الجيش المصري، وغالبًا ما ينشر مقاطع تُظهر آليات عسكرية.
كما أنّ وجود كتابات ولافتات بالعبرية وهاتف قديم وخوذة عليها نجمة داوود في الموقع، يُثير الشكوك في أن يكون المقطع مصوّرًا في منشأة عسكرية قيد الاستخدام.
وإثر ذلك، أرشد التعمّق بالبحث إلى أنّ الفيديو مُصوّر في متحف "عيون موسى" العسكري في جنوب سيناء.
ويضمّ الموقع أنفاقًا محصنة ومركز قيادة، وكان تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي قبل أن يستعيده الجيش المصري خلال حرب أكتوبر عام 1973. وهو اليوم مزار سياحي ومتحف.
كما تتطابق لقطات من الفيديو المتداول مع تقارير مصوّرة عدة بثّتها وسائل إعلام مصرية حول هذا المتحف، ومقاطع فيديو وصور نشرها زوّاره عبر خدمة خرائط "غوغل".