كشف باحثون من الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس، أنّ يناير/ كانون الثاني الماضي كان الأعلى حرارة على الإطلاق، ليتواصل بذلك تسجيل سلسلة من درجات الحرارة المتطرفة، على الرغم من التحوّل نحو نمط طقس "النينيا" البارد.
وأوضحت خدمة "كوبرنيكوس" لتغيّر المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي في نشرتها الشهرية، أنّ شهر يناير واصل سلسلة من درجات الحرارة الاستثنائية.
وكان متوسط درجة الحرارة العالمية في يناير الماضي أعلى بمقدار 1.75 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
ويأتي ذلك، على الرغم من تحوّل العالم من نمط ظاهرة "إل نينيو" الاحترارية، الذي ساعد في جعل عام 2024 هو العام الأكثر دفئًا في العالم على الإطلاق، نحو نظيره الأكثر برودة في ظاهرة "النينيا" والذي يتضمّن تبريد مياه المحيط الهادئ الاستوائية بما يكبح درجات الحرارة العالمية.
وقالت سامانثا بيرغيس نائبة مدير خدمة "كوبرنيكوس": "حقيقة أننا ما زلنا نشهد درجات حرارة قياسية خارج تأثير ظاهرة إل نينيو أمر مفاجئ بعض الشيء"، مشيرة إلى أنّ ظاهرة "إل نينيو" بلغت ذروتها منذ أكثر من عام.
ورجّحت خدمة "كوبرنيكوس" أنّ ظاهرة "النينيا لم تتطوّر بشكل كامل بعد، وأنّ العالم حاليًا في ظروف محايدة بين المرحلتين.
ويمكن أن تختلف نماذج البيانات الأخرى، حيث أشار علماء أميركيون الشهر الماضي إلى أنّ ظروف ظاهرة "النينيا" قد تشكّلت.
وفي هذا الإطار، قالت بيرغيس إنّه "حتى لو ظهرت ظاهرة النينيا بالكامل، فإنّ تأثيرها التبريدي قد لا يكون كافيًا لكبح درجات الحرارة العالمية بشكل مؤقت، والتي تتأثر أيضًا بعوامل مثل الحرارة الشديدة التي تشهدها أحواض المحيطات الأخرى، وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تُعتبر المحرك الرئيسي لتغيّر المناخ".
وأكدت أنّ "أكبر عامل مساهم في ارتفاع درجة حرارة المناخ، هو حرق الوقود الأحفوري".
إلى ذلك، توقّع علماء في بيركلي إيرث ومكتب الأرصاد الجوية في بريطانيا، أن يكون عام 2025 ثالث أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، وأكثر برودة من عامَي 2024 و2023 بسبب التحوّل نحو ظاهرة "النينيا"، على الرغم من استمرار الشكوك بشأن كيفية تطوّر هذه الظاهرة.