لطالما اعتبرت العديد من الثقافات الغربية الرقم 13 دليلًا على سوء الحظ.
وحتى اليوم في عالم أقل تصديقًا للخرافات مما كان عليه في الماضي، يشعر عدد كبير من الناس بخوف حقيقي وعميق من الرقم 13، وهو ما يُعرف باسم "تريسكايديكا فوبيا" أو "الخوف من الرقم 13".
ولهذا السبب، لا تُدرج العديد من الفنادق وجود الطابق الـ13 أو الغرفة الـ13، كما تتخطّى العديد من شركات الطيران الصف 13.
ويؤدي هذا الخوف إلى خسائر مالية تزيد عن 800 مليون دولار سنويًا في الولايات المتحدة، حيث يتجنّب عدد كبير من الأشخاص السفر أو الزواج أو حتى العمل في هذا اليوم.
لماذا يُعتبر الرقم 13 نذير شؤم؟
في حين أنّ المؤرخين والأكاديميين ليسوا متأكدين تمامًا من الأصول الدقيقة للخرافة، إلا أنّ هناك مجموعة من الأمور التاريخية والدينية والأسطورية التي ربما تكون مجتمعة أدت إلى هذا الخوف الحقيقي الذي يُحيط بالرقم 13.
1- شريعة حمورابي
كانت شريعة حمورابي واحدة من أقدم وأشمل الشرائع القانونية التي تم إعلانها وكتابتها. ويعود تاريخها إلى عهد الملك البابلي حمورابي الذي حكم من عام 1792 إلى 1750 قبل الميلاد.
ونصّ القانون المنحوت على عمود حجري ضخم، على نحو 282 مادة، بما في ذلك الغرامات والعقوبات على مختلف الأفعال الخاطئة، ولكن المادة الـ13 كانت مفقودة بشكل ملحوظ.
وغالبًا ما يُستشهد بالقطعة الأثرية باعتبارها واحدة من أقدم الأمثلة المُسجّلة على أنّ الرقم 13 نذير شؤم، وبالتالي تمّ حذفه.
ومع ذلك، يرى بعض العلماء أنه كان مجرد خطأ كتابي. وفي كلتا الحالتين، ربما يكون قد ساهم في الارتباطات السلبية الطويلة الأمد المحيطة بالرقم 13.
2- "لوكي الإله المحتال" (The Trickster God Loki)
ربما نشأت فكرة كون الرقم 13 سيء الحظ، أو على الأقل تم تعزيزها من خلال قصة في الأساطير الإسكندنافية التي تتحدّث عن الإله المحتال "لوكي". في هذه الأسطورة تحديدًا، يقيم 12 إلهًا حفل عشاء في "Valhalla"، عندما يصل الضيف الـ13 رغم أنّه غير مدعو إلى العشاء.
والضيف الـ13 هو "لوكي" المؤذي، الذي يبدأ بابتكار موقف يقوم فيه إله الظلام الأعمى "هودر"، بقتل إله الفرح والسرور بالدر الجميل بسهم.
ومن المرجّح أنّ هذه الأسطورة المشؤومة ساعدت في ترسيخ علاقة الرقم بالفوضى وسوء الحظ في ثقافات الشمال، وفي الحضارة الغربية على نطاق أوسع.
3- العشاء الأخير
ساعدت الديانة المسيحية في تغذية الخرافة المحيطة بالرقم 13. ففي العشاء الأخير، اجتمع يسوع المسيح مع رسله الـ12، ما جعل إجمالي الحضور 13 شخصًا.
وغالبًا ما يُعتبر يهوذا الإسخريوطي الذي خان يسوع، هو الضيف الـ13 الذي جلس في العشاء الأخير، الأمر الذي ربما ساهم في الدلالة السلبية للرقم.
وهذا بدوره، أدى إلى فكرة أنّ نهار الجمعة الذي يحمل تاريخ 13، هو يوم لسوء الحظ أو الحقد، حيث كان العشاء الأخير يوم الخميس، بينما كان اليوم التالي أي الجمعة هو يوم "صلب المسيح" وفق الديانة المسيحية.
4- الرقم الجار سيئ السمعة
ويُرجّح أن الرقم 13 اكتسب سمعة سيئة بسبب الطبيعة الواضحة للرقم 12. ففي علم الأعداد في الإنجيل ، يرمز الرقم 12 إلى قوة الله وسلطته، ويحمل فكرة الكمال (وهو مفهوم موجود أيضًا في مجتمعات ما قبل المسيحية).
وربما عانى الرقم المجاور له نتيجة لذلك، إذ يُنظر إليه على أنّه يتعارض مع هذا الشعور بالخير والكمال، ما يزيد من فكرة قوية ودائمة، مفادها أنّ الرقم 13 رقم سيء الحظ.