الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

روسيا والصين مستاءتان من دعوة بايدن لقمة افتراضية حول الديمقراطية

روسيا والصين مستاءتان من دعوة بايدن لقمة افتراضية حول الديمقراطية

Changed

لم يخفِ الرئيس الديمقراطي جو بايدن أنّ سياسته الخارجية تقوم على صراع بين ديمقراطيات تتزعّمها بلاده و"أنظمة استبدادية" يمثّلها في نظره الصين وروسيا (غيتي)
لم يخفِ بايدن أنّ سياسته الخارجية تقوم على صراع بين ديمقراطيات تتزعّمها بلاده و"أنظمة استبدادية" تمثّلها في نظره الصين وروسيا (غيتي)
دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى قمة افتراضية حول الديمقراطية في ديسمبر/ كانون الأول بمشاركة نحو 110 دول مستثنيًا الصين وروسيا.

أثار الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الأربعاء استياء روسيا والصين غير المدعوتين إلى قمة افتراضية حول الديمقراطية دعا إلى عقدها في ديسمبر/ كانون الأول بمشاركة نحو 110 دولة ومنطقة.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحافي: "إن الولايات المتحدة تفضّل خلق خطوط تقسيم جديدة، تفريق الدول بين تلك الجيّدة بحسب رأيها، وأخرى سيئة".

وأعربت بكين عن "معارضتها الشديدة" لدعوة تايوان إلى هذه القمة الافتراضية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان: "إن ليس لتايوان مكانة أخرى في القانون الدولي غير مكانتها كجزء لا يتجزأ من الصين". 

"تجربة نجاح" 

في الوقت نفسه تقريبًا، شكرت سلطات تايوان الرئيس الأميركي على قراره دعوة الجزيرة. وقال المتحدث باسم مكتب الرئاسة التايوانية كزافييه تشانغ في تصريح للصحافيين: "من خلال هذه القمة، يمكن لتايوان أن تتشارك قصة نجاحها في الديمقراطية". 

وتغيب عن قائمة الدول المدعوة التي نُشرت الثلاثاء، كلّ من روسيا والصين، وهما العدوّتان الجيوسياسيتان الأساسيتان لواشنطن.

ولا تعترف الولايات المتحدة بتايوان دولة مستقلة بل تعتبرها نموذجًا ديموقراطيًا يحتذى في مواجهة العملاق الآسيوي الذي يعتبر الجزيرة جزءًا لا يتجزّأ من أراضيه ويتعهّد بإعادة ضمّها يومًا ما وبالقوة إذا لزم الأمر.

وفي الأسابيع الماضية، تكثف تبادل الانتقادات بين بكين وواشنطن حول مصير تايوان التي تحظى بنظام ديمقراطي ولديها حكومة وعملة وجيش.

ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني، لم يخفِ الرئيس الديمقراطي أنّ سياسته الخارجية تقوم على صراع بين ديمقراطيات تتزعّمها بلاده و"أنظمة استبدادية" خير من يمثّلها في نظره الصين وروسيا.

ولا بل إنّ "قمّة الديمقراطية" هذه هي أحد وعود حملته الانتخابية وقد قرّر عقد هذه النسخة الأولى منها افتراضيًا يومي 9 و10 ديسمبر/ كانون الأول المقبل بسبب جائحة كوفيد-19 على أن تعقد النسخة الثانية في نهاية العام المقبل حضوريًا.

وستشارك في القمّة الهند التي وإن كانت تلقّب بـ"أضخم ديمقراطية في العالم" فإنّ رئيس وزرائها الهندوسي القومي ناريندرا مودي موضع انتقادات شديدة من جانب منظمات تدافع عن حقوق الإنسان. كما ستشارك في القمّة باكستان على الرّغم من العلاقة المتقلبّة التي تربط بينها وبين الولايات المتّحدة.

وتركيا، حليفة واشنطن في حلف شمال الأطلسي لم تدعَ إلى القمة.

"معالجة الأزمة" 

ومن الشرق الأوسط، ضمّت اللائحة فقط إسرائيل والعراق. ولم تدعَ إلى هذه القمّة أيّ من الدول العربية الحليفة تقليديًا للولايات المتّحدة.

بالمقابل فقد دعا بايدن إلى القمّة البرازيل، على الرّغم من أنّ الدولة الأميركية اللاتينية العملاقة يقودها رئيس يميني متشدّد مثير للجدل هو جايير بولسونارو.

ومن أوروبا ضمّت قائمة الدول المدعوّة للمشاركة في القمّة بولندا التي يتّهمها الاتحاد الأوروبي بعدم احترام دولة القانون، لكنّها خلت بالمقابل من المجر التي يقودها رئيس وزراء مثير للجدل كثيرًا هو فيكتور أوربان.

أمّا من إفريقيا، فقد ضمّت قائمة الدول المدعوّة كلاً من جنوب إفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا والنيجر.

وقالت لاله اصفهاني من مؤسسة "اوبن سوسايتي" قبل نشر اللائحة، لوكالة فرانس برس: "لقمة أولى، هناك أسباب جيدة لكي تكون هناك مجموعة كبرى من الأطراف حاضرة وهذا يتيح تبادلًا أفضل للأفكار".

وتضيف، بدلًا من جعله لقاء ضد الصين - وهو "ما كان سيشكل فرصة ضائعة" - سيستفيد جو بايدن من هذه اللقاءات التي ستضم القادة والمجتمع المدني على حد سواء "لمعالجة الأزمة التي يشكلها التراجع الخطير للديمقراطية في مختلف أنحاء العالم، بما يشمل نماذج متينة نسبيًا مثل الولايات المتحدة". 

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close