السبت 13 أبريل / أبريل 2024

دوري "السوبر الأوروبي".. صراع الكبار على "مليارات" اللعبة الشعبية الأولى؟

دوري "السوبر الأوروبي".. صراع الكبار على "مليارات" اللعبة الشعبية الأولى؟

Changed

من بين الأندية المشاركة في الدوري الجديد ريال مدريد وبرشلونة
صورة أرشيفية (غيتي)
يعتبر المحلل الرياضي حفيظ دراجي أنه يصعب جدًا تجسيد فكرة دوري السوبر الذي تم الإعلان عنه على الأقل في الوقت الراهن وبالشكل الذي طرحت به.

أعلنت مجموعة من الأندية الأوروبية الأحد عن دوري "السوبر الأوروبي" برعاية رئيس نادي ريال مدريد الإسباني فلورنتينو بيريز، وهو الإعلان الذي اُعتبر انقلابًا في عالم كرة القدم، مع وجود معارضة على نطاق واسع من عناصر داخل اللعبة وخارجها. 

وأوضحت المنظمة التي تدعى "دوري السوبر" في بيان؛ أن "من بين الأندية المؤسسة ستة من الدوري الإنكليزي الممتاز مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وليفربول وأرسنال وتشيلسي وتوتنهام هوتسبير، بالإضافة إلى قطبي إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة، إلى جانب أتلتيكو مدريد، وكذلك إنتر ميلان ويوفنتوس وميلان من إيطاليا.

وواجهت هذا التحرك انتقادات حادة من سلطات كرة القدم ومن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

أسباب مالية وتجارية وفنية

تعليقًا على هذه التطورات الكروية، أشار المعلق الرياضي حفيظ دراجي في حديث لـ "العربي"، إلى أن إنشاء دوري أوروبي جديد فكرة سابقة لجائحة كوفيد 19، غير أن أزمة كورونا وتداعياتها رسختها ودعمتها، من خلال الخسائر المالية الكبيرة التي مُنيت بها الأندية الأوروبية الكبيرة. 

وأوضح أن "الفكرة كانت قد عرضت على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ثم باتت ملحّة مع الأزمة المالية، وبتنا نسمع اليوم عن زلزال وانفجار وإعلان حرب وتوتر".

وقال إن الأسباب التي تقف وراء هذه الفكرة مالية وتجارية وفنية.

كما أوضح دراجي أن جزءا من الفكرة يتعلق بكرة القدم، وهناك أيضًا جزء مرتبط بالصراعات الموجودة سواء المعلنة أو الخفية في أوساط الاتحاد الأوروبي لكرة القدم من جهة؛ وبين الاتحادين الأوروبي والدولي وبين مالكي تلك الأندية الذين ما عادوا من الأوروبيين بعد دخول الأميركيين والصينيين".

ولفت إلى أنه عندما تدخل أميركا والصين في رؤوس أموال الأندية الكبيرة؛ تدخل التجارة، ويدخل البحث عن الربح بغض النظر عن الأمور الكروية والثقافية والشعبية والجماهيرية التي يحاول بوريس جونسون وإيمانويل ماكرون الدفاع عنها.

وقال إن "ماكرون يعارض بالدرجة الأولى كل ما يتعلق بالجانب المالي والتجاري الذي دخل في هذه اللعبة".

واعتبر دراجي أن ما يحدث الآن يدخل أيضًا في إطار كل التحولات التي شهدها العالم، ليس فقط في ما يتعلق بتداعيات فيروس كورونا؛ ولكن حتى في مجالات أخرى سياسية واقتصادية وتجارية عالمية.

عدم تضييع المكاسب

وعن أثر تأسيس هذا الدوري الجديد على الدوريات الموجودة، وماذا يعني حصره بفرق ثابتة تتنافس في ما بينها، أجاب دراجي: " هذا يعني أن تصبح كرة القدم خاصة فقط بالكبار، بينما هي لعبة الشعوب، والاتحاد الأوروبي كان قد بذل مجهودات كبيرة لدعمها في أوساط الكثير من الدول "الصغيرة".

ويضيف: "الأندية الكبرى تريد ألا تضيّع المكاسب والأرباح، وهي تعتقد  أن الاتحاد الأوروبي لا يعطيها حقها من الأرباح الكبيرة جدًا التي يتحصل عليها".

ويشرح أن الاتحاد يمنح الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا ما معدله 100 مليون يورو، وهذا ما تعتبره أندية مثل الريال ومانسشتر سيتي والمانشستر يونايتد قليلًا جدًا، مقارنة بثلاثة أو أربعة مليارات دولار ستوزع على الأندية الأوروبية في حال المصادقة على هذه المنافسة.

فكرة يصعب تجسيدها

ويرى المحلل الرياضي أنه يصعب جدًا تجسيد فكرة هذا الدوري على الأقل في الوقت الراهن وبالشكل الذي طرحت به، لافتًا إلى إعلان الاتحاد الأوروبي اليوم عن إصلاحات في ما يتعلق بمسابقة دوري أبطال أوروبا ستدخل حيّز التنفيذ ابتداءً من الموسم المقبل.

ويعرب عن اعتقاده بأن تدخّل الحكومات والاتحادات المحلية والمنظمات الجماهيرية، وحتى اللجوء إلى المحاكم سيثني هؤلاء الكبار عن فكرتهم، لا سيما وأن الكثير من اللاعبين الذين ينشطون في الأندية الأوروبية؛ لا يقبلون بعدم المشاركة مع نواديهم في نهائيات اليورو أو المونديال أو الكوبا أميركا".

ويختم بالقول: "أعتقد أننا سندخل في صراع كبير جدًا، يُسمى بصراع كسر عظم، وسيسقط البعض إذ يجب أن تكون الغلبة لجهة على أخرى؛ وبالتالي إما أن "تتفرعن" الأندية الأوروبية وتصبح المتحكمة في لعبة كرة القدم العالمية؛ أو أن يعود التوازن للهيئات الدولية الفيفا والاتحاد الأوروبي".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close