تعود صفقة الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد البريطاني لكرة القدم إلى الواجهة؛ مع دخول رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ومبعوثه الخاص إلى الخليج على الخط والكلام عن دور في وساطة لم تحقق المطلوب مع رابطة الدوري الإنكليزي الممتاز.
كيف أعيقت الصفقة؟
بدأ الحديث عن صفقة لاستحواذ جهات سعودية على النادي بقيمة 300 مليون جنيه أسترليني العام الماضي. وواجه المشترون؛ أماندا ستافيلي مديرة شركة "بي سي بي كابيتال بارتنرز"، والأخوان روبن، وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، تعقيدات مع رابطة الدوري الإنكليزي الممتاز حول من سيكون المالك المستفيد للنادي.
أعاق الدوري إتمام الصفقة التي أيّدها مشجعو النادي الذين وجدوا بها طريق ازدهار ناديهم.
حاول المالكون التأكيد على أن صندوق الاستثمارات العامة هو المسؤول، وليس الحكومة السعودية. ويبدو أن تلك التأكيدات لم تحرز أي تقدم إذ إن رئيس صندوق الاستثمارات العامة في السعودية هو ولي العهد.
وساطة سياسية
يثير خبر مغادرة مساعد جونسون اللورد أودني ليستر، الذي تولى منصبه في السعودية في فبراير/ شباط الماضي فقط، الشكوك مجددا حول علاقة الرجلان بصفة نيوكاسل، ولا سيما و إن ليستر يعمل في الدائرة الضيقة لجونسون منذ أن كان رئيسًا لبلدية لندن.
وذكرت وسائل إعلام بريطانية، أن جونسون "طلب من ليستر التحقيق بعد أن اشتكى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان؛ من أن رابطة الدوري الإنكليزي الممتاز تعيق محاولة السعودية للاستحواذ على نيوكاسل يونايتد".
أوردت تقارير صحافية أخرى أن جونسون تدخل في صفقة نيوكاسل بعد تحذير من ولي العهد.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن ولي العهد السعودي طلب من رئيس الوزراء البريطاني التدخل "لتصحيح" قرار الدوري الإنكليزي "الخاطئ" بعدم تمرير صفقة الاستحواذ.
وأوردت "أن بن سلمان حذر من أن الخلاف بشأن بيع النادي قد يضر بالعلاقات بين البلدين". واختار جونسون حينها مساعده القديم ليستر للتحقق من الأمر.
وقال ليستر: "كان السعوديون مستائين، لم نناضل من أجلهم لشراء النادي أو عدم شرائه، لكننا أردنا رابطة الدوري الإنكليزي الممتاز أن يكونوا صريحين ويقولون نعم أو لا".
من جهة أخرى، رد مكتب رئيس الوزراء أن الصفقة كانت "مسألة تجارية للأطراف المعنية" وأن الحكومة لم تشارك في المحادثات "في أي وقت"، بحسب موقع "كرونيكلي لايف".
وبحسب الموقع، فعلى الرغم من أن هذا الصفقة مثلت "استثمارًا أجنبيًا كبيرًا محتملاً في المملكة المتحدة" ، فقد أكد المتحدث باسم مكتب جونسون أنه لم يُطلب من ليستر التدخل.
بعد السياسة.. القضاء
انهارت الصفقة في يوليو/ تموز الماضي، حيث سحب الفريق السعودي عرضه، لكن مايك آشلي مالك النادي تقدم بدعوى قضائية ضد رابطة الدوري الممتاز على خلفية فشل صفقة الاستحواذ المقدّمة من صندوق الاستثمارات السعودي. وسينتهي البت في الدعوى والنطق بالحكم هذا الصيف.
وكان الصندوق قد وضع وديعة بلغت 17 مليون باوند في حساب آشلي. ولا ترتبط هذه الوديعة بمصير الصفقة حيث لا يمكن إعادة هذا المبلغ.