قررت محكمة العدل الأوروبية الاستجابة إلى الدعوى التي رفعتها أندية "دوري السوبر الأوروبي" ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس، بقيادة رئيس النادي الملكي فلرنتينو بيريز على الاتحاد الدولي "الفيفا" والاتحاد الأوروبي "اليويفا"، بسبب ما أسمته الأندية الثلاثة "انتهاك قواعد المنافسة".
وفي هذا السياق، يوضح الصحافي الرياضي محمد الجزار إلى أنه لا يمكن لأحد الادعاء أن دوري السوبر الأوروبي يخرق قواعد المنافسة، لا سيما أنه أتى باعتباره فكرة لتطوير اللعبة بسبب الخسائر المادية الكبيرة، خاصة مع دخول مصرف مورغان الشهير لتمويله بمبلغ كبير جدًا وصل إلى 3.5 مليار يورو.
ويشير الجزار، في حديث إلى "العربي" من الدوحة، إلى أن فكرة التطوير التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي بزيادة عدد الفرق في دوري أبطال أوروبا لن ترضي الفرق الأوروبية الكبيرة.
وتتمسك أندية ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس بالمسابقة المقترحة رغم انسحاب الأندية الإنجليزية الستة منها، بالإضافة لقطبي مدينة ميلانو إنتر وأي.سي وأتلتيكو مدريد الإسباني.
ويعتقد فريق برشلونة أن مشاركته في الدوري "المنشق" قد تؤمّن له سد العجز المالي الذي يصيب النادي الكتالوني؛ إذ بلغت ديون برشلونة نحو مليوني يورو، في حين ستؤمّن له المسابقة قرابة 3 ملايين يورو.
من جهته، يرى نادي يوفنتوس أن الدوري الحديث سيوفر له حلولًا للوضع الحالي غير المستدام في صناعة كرة القدم.
ويرى الجزّار أن جائحة كورونا لعبت دورًا أساسيًا في خسائر تلك الفرق.
الحوار هو الحل
وبدأ اتحادا الفيفا واليويفا اتخاذ إجراءات تأديبية ضد هذه الفرق، قد تصل لحرمانها من المشاركة بدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
ورأى رئيس الاتحاد الأوروبي ألكسندر تشيفرين أن الأندية الثلاثة أصابت نفسها بالشلل، مشيرًا إلى أن فكرة دوري السوبر الأوروبي قد تقتل متعة كرة القدم.
ويعتبر الجزار أن الأزمة الحالية تفاقمت بسبب افتقاد أطرافها لسياسة "الحوار"، خاصة أن فلورنتينو بيريز أكد، رغم الضربة التي تلقاها دوري السوبر، أن "الفكرة لم تمت".
ويقول الجزار: "إن الانسحابات التي شهدتها المسابقة أتت لتهدئة الرأي العام الذي ثار على خلفية إعلان إطلاقها، لكن يبدو أن هناك إصرارًا على المضي بها، خاصة مع الدهاء الذي يتمتع به بيريز".
وأضاف الجزار: "بيريز بدا وكأنه قد توقع الخطوات التي ستلي الإعلان عن انطلاق البطولة، وبالتالي فإنه من الذكاء أن يلجأ "يويفا" إلى الحوار، خاصة مع وجود خسائر قد تؤدي إلى إعلان تلك الأندية إفلاسها".