ستكون كرة القدم اللاتينية على موعد مع انطلاق أهم مسابقاتها الكروية، حيث تُفتتح بطولة "كوبا أميركا" الليلة، بمباراة تجمع المنتخب البرازيلي صاحب الضيافة بمنتخب فنزويلا، الذي تلقى ضربة أمس بإصابة 12 من أفراد بعثته بفيروس كورونا.
وتعد البطولة الحالية الأكثر إثارة للجدل بفعل جائحة كوفيد-19، التي دفعت اتحاد اللعبة في أميركا الجنوبية لتأجيلها من العام الماضي إلى اليوم.
كما نُقل مكان استضافة البطولة أكثر من مرة؛ إذ كان من المقرر أن تستضيفها كولومبيا بمشاركة الأرجنتين، قبل أن يستبعد اتحاد "الكونميبول" الأولى بسبب الاضطرابات الأمنية الأخيرة فيها، ثم الثانية بفعل ازدياد معدل الإصابات بالفيروس.
فنزويلا أول المتضررين
وقال مسؤولون أمس السبت: إن 12 فردًا من بعثة المنتخب الفنزويلي، بينهم لاعبون وموظفون، ثبتت إصابتهم بكوفيد-19، وذلك قبل يوم من خوضهم المباراة الافتتاحية للبطولة.
وأوضحت وزارة الصحة البرازيلية أنها أُبلغت بنتائج الاختبارات من قبل منظمي البطولة ليلة الجمعة، دون الإعلان عن أسماء اللاعبين المصابين الذين سيفتقدهم المنتخب في مباراة اليوم.
وشهدت الأيام الماضية سلسلة من الأحداث التي وضعت مصير البطولة في مهب المجهول، خاصة بعد الاعتراضات التي واجهتها الحكومة البرازيلية بسبب قبول البلاد استضافة الحدث القاري الكروي، كون البرازيل من أكثر البلدان تضررًا من الجائحة.
ورفضت المحكمة العليا البرازيلية دعويَين قضائيتَين لمنع إقامة البطولة في البلاد بسبب الجائحة، كان قد تقدم بهما كل من النقابة الوطنية لعمال صناعة المعادن، والحزب الاشتراكي المعارض.
ووصلت الاعتراضات إلى معسكر المنتخب البرازيلي؛ حيث قاد لاعب ريال مدريد كاسيميرو اللاعبين في حملة اعتراضية تجلت بلقاء مع رئيس الاتحاد روجيريو كابوكلو، عاد بعده لاعبو "السيلساو" عن قرارهم، فيما تعرض نجم المنتخب نيمار لضغوط شعبية وسياسية تطالبه بالانسحاب من البطولة.
فضيحة رأس الهرم
ولم تقف سلسلة الأحداث عند هذا الحد؛ فبعد أيام من لقاء أفراد المنتخب بكابوكلو، هزت فضيحة كبيرة أروقة اتحاد اللعبة الذي أعلن إيقاف رئيسه عن ممارسة مهامه لمدة ثلاثين يومًا؛ بعد اتهامه بالتحرش الجنسي.
وعلّق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على الأحداث التي رافقت البطولة وسط تفشي الفيروس في الدول اللاتينية قائلًا: إنه "وضع غريب ومختلف، لكن علينا أن نعيشه. علينا أن نجتمع شيئًا فشيئًا، ونعمل ونستعد لمباريات التصفيات، ونحاول أن نأخذ جميع الاحتياطات التي يخبروننا بها".
وتشارك في البطولة 10 دول من القارة اللاتينية تم تقسيمها إلى مجموعتين، ستثمر لقاءاتها عن خروج متذيل الترتيب في كل مجموعة من المسابقة، قبل أن تتأهل أربعة فرق من كل مجموعة لتخوض المنتخبات دور ربع النهائي.
وتضم المجموعة الأولى منتخبات الجنوب، الأرجنتين وتشيلي وأوروغواي وبوليفيا وباراغواي. فيما تضم الثانية كلًا من البرازيل صاحبة الضيافة بجانب كولومبيا والإكوادور وبيرو وفنزويلا.
وستحتضن المباريات 5 ملاعب موزعة على 4 مدن برازيلية، وهي "ماراكانا" و"نيلتون سانتوس" في مدينة ريو دي جانيرو، والملعب الوطني في برازيليا، و"أرينا بانتانال" في كويابا، والملعب الأولمبي في غويانيا.
وستجري المباراة الثانية من المجموعة نفسها بعد ساعات من مباراة الافتتاح، حيث ستجمع منتخبي كولومبيا والإكوادور.