فاز منتخب فرنسا على نظيره الألماني بهدف نظيف في المباراة التي جمعت بينهما الثلاثاء الماضي، ضمن كأس "يورو 2020".
واشتعلت المدرجات والشوراع الفرنسية بالمحتفلين بهذا الفوز، الذي أكملت فيه فرنسا سلسلة انتصاراتها بـ 17 مباراة رسمية دون خسارة.
وفازت فرنسا على ألمانيا بنتيجة 1-0 في المباراة الافتتاحية ضمن منافسات المجموعة السادسة، وهو انتصار يضمن لبطل العالم فرصًا كبيرة للتأهل إلى الدور المقبل ضمن أصعب مجموعة.
"مثل الثامن عشر"
لكن هذا الفوز الرياضي غلّفته الصحافة الفرنسية برسائل سياسية أثارت جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فقد عنونت صحيفة "ليكيب" الفرنسية الرياضية على غلافها: "مثل الـ18".
وسرعان ما انهالت الانتقادات التي اتهمت الصحيفة بالإشارة إلى عام 1918، وهو العام الذي انتصر فيه الحلفاء وعلى رأسهم فرنسا بالحرب العالمية الأولى التي اندلعت عام 1914.
وعلّق ناشطون ألمان على العنوان بغضب شديد، وسرعان ما اتخذت التعليقات طابعًا سياسيًا تاريخيًا.
وشاطر بعض المعلقين الفرنسيين رأي الألمان، فاعتبروا أن العنوان مخزٍ، لاسيما أن 1.3 مليون فرنسي لقوا حتفهم خلال هذه الحرب. وطالب البعض أن تبقى الأمور في منحاها الرياضي.
وفيما دافع آخرون عن العنوان واعتبروا أنه يرمز إلى بطولة كأس العالم 2018 التي فازت بها فرنسا، رفض فرنسيون ما اعتبروه تحريفًا للمعنى؛ وعلّق أحدهم: "هذا حرج واضح، نفكر بالطبع في كأس العالم الأخيرة، لكننا نفكر أيضًا في هدنة عام 1918 وهزيمة ألمانيا، لقد بدت العبارة واضحة في إشارة حربية، وهكذا ستُفهم".
Maladresse évidente. On pense bien sûr au dernier Mondial mais on pense aussi à l’armistice de 1918 et la défaite de l’Allemagne. Référence belliqueuse plus que douteuse. Je vous ai connus en meilleure forme @lequipe !
— Avignon (@WillyAvignon) June 16, 2021
وربط آخرون العنوان بخطاب شارل دي غول يوم 18 يونيو/ حزيران عن إعلان استمرار الحرب ضد ألمانيا، وهو يوم يعتبر عيدًا وطنيًا في فرنسا.
فبتاريخ 18 يونيو 1940، دعا الجنرال شارل ديغول في أول خطاب له عبر إذاعة "بي بي سي" في لندن؛ إلى عدم وقف القتال ضد "ألمانيا النازية"، حيث قال إنها الحرب الثانية.
وعلق أحدهم: "لقد وصلنا إلى قاع القومية الشوفينية. أنتم تقارنون مباراة كرة قدم بمجزرة جماعية. وتخيلوا ألمانيا هي التي انتصرت بالحرب، وخرجت علينا عناوين صحافتها كما في أربعينيات القرن الماضي".
Le fond du national-chauvinisme est atteint. Comparer un match de foot à une boucherie de masse. Et Imaginez qu'après une victoire allemande, la presse allemande titre "comme en 40" ....
— Fabrice Riceputi (@campvolant) June 16, 2021
عنوان بمعانٍ كثيرة
وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن مقالة "ليكيب" تشير إلى طريقة فوز المنتخب الفرنسي على نظيره الأسترالي في دوري كأس العالم عام 2018.
وسجل مدافع المنتخب الأسترالي آنذاك هدفًا في مرماه، كما فعل أمس مدافع المنتخب الألماني وسجل بالخطأ هدفًا في مرمى منتخبه.
L’Edito parle bien de 2018 !!! On peu rengainer les flingues 😭
— 🚨 RC Lens Expat’ 🇫🇷 (@RCLensExpat) June 15, 2021
لكن يرى البعض أن العنوان كان مقصودًا كونه حمل رقم 18 فقط وليس 2018، وعليه علّق المغردون قائلين إنه يجب مراعاة "الحدود قليلًا"، وبأن "الأمور تخرج عن السيطرة".
لأول مرة.. ألمانيا تخسر مباراتها الافتتاحية في نهائيات بطولة أوروبا #يورو2020 https://t.co/UGRV8hKO7N
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 16, 2021