الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

من مقادير الذهب إلى التوأم العاري.. رحلة في تاريخ الميداليات الأولمبية

من مقادير الذهب إلى التوأم العاري.. رحلة في تاريخ الميداليات الأولمبية

Changed

نصب لأولمبياد طوكيو 2020 (غيتي)
نصب لأولمبياد طوكيو 2020 (غيتي)
عام 1896 بُعثت الألعاب الأولمبية في أثينا من جديد، ومرّت ميداليات الفوز بمراحل مختلفة من التغيير في التصميم والشكل حتى وصلت إلى صورتها الحالية.

قطعت مكافأة الفوز بالألعاب الأولمبية شوطًا كبيرًا من التغيير. فكانت الجائزة في الماضي متمثلة بالميدالية الفضية للفائز والبرونزية للوصيف؛ لتتطوّر لاحقًا إلى ذهبية للفائز، وفضية للوصيف الأول، وبرونزية للوصيف الثاني؛ إضافة لتفاوت تصاميمها بين أكاليل زيتون وغار، وآلهة ورياضيين.

فعام 1896، بُعثت الألعاب الأولمبية في أثينا من جديد، وهو التقليد الذي افتقدته اليونان القديمة مع مرّ العصور. ومع "البعث" الجديد، تطوّرت العادات القديمة، وبدأ التطوّر يطال الميداليات أيضًا.

وعام 1896، حصل الفائز في المرتبة الأولى على ميدالية فضية، وغصن زيتون وشهادة، بينما يحصل الفائز بالمرتبة الثانية على ميدالية نحاسية وغصن غار وشهادة. وحملت نقشًا لزيوس، أبو الآلهة اليونانيين الذي أُقيمت الألعاب لتكريمه، وهو يحمل نايكي إلهة النصر. وفي الجانب الخلفي للميدالية نُقش المعبد اليوناني "هضبة أكروبوليس" (Acropolis).

أولمبياد 1896

وللمرة الأولى في أولمبياد عام 1900، تُوّج الرياضيون الفائزون بميداليات مستطيلة من الذهب الخالص، ومن الفضة والبرونز، وحملت نقشًا للإلهة نايكي وآثار من المعرض العالمي الذي يقام في باريس، وصورة لبطل رياضي منتصر على الجهة الأخرى من الميدالية.

وتُمثّل المعادن الثلاثة المستخدمة في الميداليات، العصور الثلاثة الأولى للإنسان في الأساطير اليونانية. العصر الذهبي يُمثّل المرحلة التي عاش فيها الإنسان مع الآلهة، العصر الفضي حيث استمرّت فترة الشباب مئة عام، والعصر البرونزي الذي يُمثّل عصر الأبطال.

أولمبياد عام 1900

وخلال القرن العشرين، اختلفت الميداليات من حيث الحجم والشكل والوزن والتركيب، والنقش الذي تحمله. لكن تلك الميداليات الذهبية الصلبة اللامعة لم تدم طويلًا. ففي أولمبياد ستوكهولم الصيفي عام 1912، مُنحت الميداليات الذهبية الصلبة لآخر مرة قبل الحرب العالمية الأولى.

في تلك الحرب، أصبح الذهب أكثر ندرة، وبالتالي تمّ الاستعانة بخليط من المعادن لتقليل كمية الذهب في الميدالية، بحيث احتوت على 6 غرامات فقط من الذهب.

أولمبياد سان لويس 1904

وفي أولمبياد سانت لويس 1904، تمّ اعتماد أسلوب جديد في تقديم الميداليات، بحيث يتمّ تثبيتها بدبوس على صدر الفائز. وحملت واجهة الميدالية نقشًا لرياضي يحمل تاجًا من الغار، أمام شعار الألعاب الأولمبية القديمة؛ أما الخلفية فحملت صورة للإلهة نايكي.

أولمبياد 1982

وللمرة الأولى في أولمبياد أمستردام 1928، نظّمت اللجنة الأولمبية الدولية مسابقة لتصميم الميداليات؛ ووقع الاختيار على تصميم للفنان الإيطالي جوسيبي كاسيولي، ليتمّ اعتماده حتى عام 1968. والتصميم عبارة عن نقش لإلهة النصر نايكي حاملة سعفة نخل في اليد اليسرى، وتاج الفوز بيدها اليمنى؛ وعلى الجهة الأخرى، نقش لبطل رياضي محمولًا على الأكفّ، أمام خلفية للمدرّج الأولمبي.

أولمبياد روما

كما تحلّت الميدالية في أولمبياد روما 1960، بميزة خاصّة كونها أول ميدالية بسلسلة برونزية على شكل فروع الغار متداخلة مع تصميم الميدالية، وتُعلّق على الرقبة. أما التصميم فكان نفسه الذي تقدّم به كاسيولي عام 1928.

ميدالية أولمبياد ميونيخ

ولمدة 44 عامًا اعتُمدت الميداليات التصميم ذاته. لكن في أولمبياد ميونيخ عام 1972، كسر منظّمو البطولة تقاليد تصميم الميداليات، حيث حملت خلفية الميدالية نقشًا لشابين عاريين يمثّلان التوأم كاستور وبولو، وهما رعاة المنافسات الرياضية والصداقة، وأبناء زيوس وليدا. واحتفظت الواجهة بوجود إلهة النصر نايكي.

ميدالية اولمبياد سيدني.

أما التصميم الأول في الألفية الجديدة في أولمبياد سيدني 2000، فحصل على انتقاد كبير بعد أن اعتُبرت الخلفية وراء إلهة النصر هي مسرح الكولوسيوم الروماني. كما أن خلفية الميدالية، دمجت بين شكلي أوبرا سيدني والشعلة الأولمبية. والميدالية من تصميم مصمم العملات الأسترالي فويتشيك بياترانيك.

ميدالية ريو.

وفي أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، حرص المنظّمون على أن تربط الميدالية أبطال الألعاب الأولمبية بقوى العالم الطبيعي، من خلال تصميم يحمل غصن الغار باعتباره رمزًا قديمًا للانتصار، والحفاظ على تقاليد تصميم الميداليات، بالاحتفاظ بنقش لإلهة الانتصار نايكي وبخلفية يونانية. كما صُنعت الميدالية من الذهب الخالص، بدون استخدام الزئبق. بينما كانت ما نسبته 30% من المواد المستخدمة في الميداليات الفضية والبرونزية قابلة للتدوير.

تاريخ بطولة الألعاب الأولمبية

ويعود تاريخ الألعاب الأولمبية إلى العصور اليونانية؛ حيث تُعتبر من أكثر الفعاليات الرياضية الدولية تنوعًا، وتنظم تحت إشراف اللجنة الدولية الأولمبية. وينتظرها العالم كل عامين، بتناوب بين الألعاب الصيفية والشتوية.

وتستمد الألعاب الأولمبية اسمها من بلدة أولمبيا اليونانية، ويعود تاريخها إلى عام 776 قبل الميلاد.

وتنطلق فكرة هذه الألعاب من أن "هرقل ابن الإله زيوس أسس الألعاب"، حيث كانت تُقام مرة كل 4 سنوات خلال احتفال ديني تكريمًا للإله زيوس، وكان يحضرها نحو 40 ألف متفرج.

وفي دوراتها الـ13 الأولى، كانت تضم هذه البطولة رياضة واحدة وهي سباق العدو، وربح في نسختها الأولى طباخ يوناني يُدعى كوروبيوس إليس.

استمر تنظيم البطولة مع مرور الأعوام، لكن شعبيتها تراجعت؛ قبل أن يقوم الإمبراطور ثيودوسيوس الأول بمنع فعالياتها تمامًا عام 393 ميلادي.

وبعد أكثر من 15 قرنًا، قرر البارون الفرنسي بيير دي كوبرتان إحياء الألعاب الأولمبية، وأقيمت في أثينا عام 1896.

وبما يخص الشعلة، كان الزعيم النازي أدولف هتلر أول من اعتمدها، والهدف منها كان آنذاك استخدامها للدعاية للنازية، وربط ألمانيا بالإمبراطوريات العظمى.

المصادر:
العربي، صحافة أجنبية

شارك القصة

تابع القراءة
Close