الخميس 28 مارس / مارس 2024

إنجاز ياباني فريد.. "التركيبة السريّة" لميداليات طوكيو الأولمبية

إنجاز ياباني فريد.. "التركيبة السريّة" لميداليات طوكيو الأولمبية

Changed

تمثّل نقوش ميداليات أولمبياد طوكيو الإلهة نايكي وهي تطير (غيتي)
تمثّل نقوش ميداليات أولمبياد طوكيو الإلهة نايكي وهي تطير (غيتي)
أصبحت طوكيو الدولة الأولى في تاريخ الألعاب الأولمبية والبارالمبية التي تُشرك مواطنيها في إنتاج الميداليات وتصنيعها باستخدام معادن أعيد تدويرها.

يبدو أن الفرادة التي يحظى بها أولمبياد طوكيو 2020 لا ينطوي على مجرّد كونه أول أولمبياد رياضي عالمي يقام بعد جائحة كوفيد-19، بل يتعداه إلى الابتكارات التكنولوجية والإجراءات الصديقة للبيئة التي اعتمدها وكان آخرها الميداليات التي ستتوّج الفائزين.

ولا تُمثّل الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية الممنوحة للرياضيين في الألعاب الأولمبية والبارالمبية، أعظم شرف للرياضيين فحسب، بل "إنجازًا" لليابان؛ حيث ركّزت بشكل أساسي على الثقافة اليابانية في عملية الاستدامة البيئية. كما يعكس الشريط الذي يحمل الميدالية فكرة "التنوّع" وتكريم "الابتكار".

ويبلغ قطر الميداليات التي تحمل نقشًا لإلهة النصر اليونانية نايكي وهي تطير، 8.5 سنتميترات، ويبلغ عددها 5 آلاف ميدالية مصنوعة من المعادن الثمينة المُعاد تدويرها من نحو 79 ألف طن من الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأخرى التي تبرّع بها اليابانيون.

ميداليات اولمبياد طوكيو

إشراك الشعب بالإنجاز

ووفقًا لموقع "طوكيو 2020" الرسمي، يعكس تصميم ميداليات طوكيو المفهوم القائل بأنه لـ"تحقيق المجد، يتعيّن على الرياضيين السعي لتحقيق النصر يوميًا". ولهذا السبب تمّ اختيار تصميم بحيث تُشبه الميداليات الحجارة الخشنة المصقولة، وتعكس أنماطًا مختلفة من الضوء، ترمز إلى طاقة الرياضيين ومن يدعمهم.

ومن أجل التوصّل إلى مجموعة من التصاميم للاختيار من بينها، أقامت اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو 2020، مسابقة مفتوحة للمصمّمين المحترفين وطلاب التصميم اجتذبت أكثر من 400 مشاركة.

ونصّت المسابقة على أن التصميم يجب أن يتضمّن: نقشًا لنايكي إلهة النصر اليونانية أمام ملعب باناثينايكوس، والاسم الرسمي لأولمبياد طوكيو الثاني والثلاثون 2020، مع شعار الألعاب الأولمبية. وفاز بالمشروع المصمّم يونيشي كاوانيشي، وهو مصمّم رسوم متحركة من أوساكا.

ومن خلال هذا المشروع، أصبحت طوكيو الدولة الأولى في تاريخ الألعاب الأولمبية والبارالمبية التي تُشرك مواطنيها في إنتاج الميداليات، وتصنيعها باستخدام المعادن المعاد تدويرها.

تصميم شريط الميدالية

كما يستخدم الشريط زخارف التصميم اليابانية التقليدية بشكل محدّث. وتمّ تصميم الشريط ليعكس اليابان نفسها والطريقة التي تظهر بها "الوحدة في التنوع". كما يُعزّز التصميم أيضًا رؤية طوكيو 2020 الخاصّة بـ "الابتكار".

ويتمّ تطبيق خطوط من السيليكون على سطح الشريط للتعرّف على نوع الميدالية (ذهبية أو فضية أو برونزية) بمجرد لمسها. كما تمّ استخدام ألياف البوليستر المعاد تدويرها كيميائيًا، والتي تُنتج كميات أقلّ من ثاني أكسيد الكربون أثناء عملية التصنيع. وتسمح هذه الأشرطة بدمج ألوان رسومات طوكيو 2020 الأساسية، وفي الوقت نفسه تكون متينة للغاية.

ميداليات الألعاب البارالمبية

ميدالية الألعاب البارالمبية

ويتميّز تصميم ميدالية الألعاب البارالمبية في طوكيو 2020 على فكرة المشّجعين اليابانيين التقليديين، والتي تصوّر الألعاب البارالمبية باعتبارها مصدرًا لإنعاش العالم، فضلًا عن تجربة مشتركة متنوّعة تربط القلوب والعقول. وهو من تصميم مهندسة الديكور ساكيكو ماتسوموتو.

ويُمثّل نقش المروحة في الميدالية، الرياضيين من ذوي الإعاقة الذين يجمعون الناس معًا بغض النظر عن جنسيتهم أو عرقهم. كما تُصوّر الزخارف الموجودة على أطراف المروحة حيوية قلوب الناس، وترمز إلى بيئة اليابان الطبيعية الآسرة من صخور، وأزهار، وخشب، وأوراق شجر، وماء.

كما يُعرض شعار "طوكيو 2020" بطريقة "برايل" على الجانب الآخر من الميدالية، كما أن المسافات الدائرية الظاهرة إلى جانب الميداليات تُسهّل تمييز أنواع الميداليات عن طريق اللمس. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الألعاب البارالمبية التي يتمّ فيها توفير هذا الخيار للرياضيين الكفيفين.

حافظة الميدالية البارالمبية.

حافظة الميدالية

من جهة أخرى، صُنعت حافظة ميدالية الألعاب البارالمبية يدويًا من خشب "تامو" باللون النيلي الياباني التقليدي، وبنمط ألياف خشبية خاّص بها مُظلّل بلون نيلي فاتح، ما يرمز إلى تنوّع الألعاب الأولمبية والبارالمبية. تنزلق الحافظة والغطاء المستديران معًا على مغناطيس ليتمّ عرض الميدالية بالداخل. وتأتي الحافظة مع حقيبة مصنوعة حصريًا لحمل الميدالية.

المصادر:
العربي، صحافة أجنبية

شارك القصة

تابع القراءة
Close