الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

قصة أسرع رجل بالعالم.. الأولمبياد يساعد صاحب الميدالية الأشهر على استعادة والده

قصة أسرع رجل بالعالم.. الأولمبياد يساعد صاحب الميدالية الأشهر على استعادة والده

Changed

جاكوبس لحظة احتفاله بالميدالية الذهبية (غيتي)
جاكوبس لحظة احتفاله بالميدالية الذهبية (غيتي)
أصبح الإيطالي الفائز بميدالية الذهب في طوكيو عن سباق الـ100 متر حديث الصحافة العالمية بعد أن تكشفت قصة حياته التي عاشها دون أب حتى ما قبل الأولمبياد.

كتب العداء الإيطالي لامونت مارسيل جاكوبس اسمه في التاريخ، يوم الأحد الماضي، حيث فاز بذهبية 100 متر في أولمبياد طوكيو، التي تعتبر أشهر ميداليات الألعاب الأولمبية.

وقبل لحظات من السباق السريع، لم يكن الإيطالي صاحب الـ26 عامًا من المرشحين للفوز، لكنه وقف على المنصة الأعلى بعد أن قطع الأمتار المئة بـ9.80 ثانية فقط، متقدمًا على فريد كيرلي في المركز الثاني وأندريه دي غراس في المركز الثالث.

وخلال السباق، تجمعت البعثة الإيطالية في القرية الأولمبية بطوكيو لمتابعته عبر الشاشة؛ ولم يكن رياضيو إيطاليا يتصورون أن زميلهم سيصبح الرجل الأسرع في العالم بعد ثوانٍ، ليعيد إلى أوروبا الميدالية الأشهر والتي غابت عن القارة العجوز منذ عام 1992، حيث كان البريطاني لينفورد كريستي قد أحرزها في برشلونة. 

وكان يوم الأحد يومًا استثنائيًا للبلد الذي كانت صور المصابين فيه بفيروس كورونا تثير الرعب في العالم أجمع، مع بداية تفشي الجائحة أول عام 2020.

وإضافة لإنجاز جاكوبس، كان القطري معتز برشم يطالب بتقاسم ميداليته الذهبية في الوثب العالي مع إيطالي آخر وهو جيانماركو تامبيري.

حياة دون أب

بعد الفوز التاريخي، تسمّر الجميع لمتابعة البطل الأولمبي خلال مؤتمره الصحافي؛ ولاحقت عدسات الكاميرا الوجه الرياضي المغمور عالميًا، الذي أصبح الأشهر في العالم. ولتكتمل فصول الدراما، كان لجاكوبس مفاجأة مدوية أخرى حين قال: "عشت طوال حياتي بدون أب" ليتم الكشف عن تاريخ درامي للرجل الأسرع في العالم.

فقد ولد جاكوبس في إل باسو بولاية تكساس الأميركية لأم إيطالية وأب أميركي. ولم يكن يبلغ من العمر إلا أشهر قليلة حتى انتقل هو ووالدته إلى إيطاليا عندما تم إرسال والده الجندي إلى كوريا الجنوبية. وقال جاكوبس: "عندما سألني الناس، من هو والدك؟ كنت أجيب: لا أدري، لا أعرف".

وروت فيفيانا ماسيني والدة جاكوبس لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية الإخبارية في وقت سابق من هذا العام قصة ابنها، فقالت: "التقيت والد مارسيل في فيتشنزا، وكان جنديًا أميركيًا، وكان عمري 16 عامًا وكان عمره 18 عامًا. تزوجنا وانتقلنا إلى تكساس".

أضافت: "بعد حوالي 3 سنوات ولد مارسيل، ولكن بعد عشرين يومًا تم نقل والده إلى كوريا الجنوبية. كان من المستحيل بالنسبة لنا أن نتبعه. ثم قررت العودة إلى إيطاليا".

وبعد أن استقر في بلدة ديسينزانو ديل غاردا في لومباردي، بدأ جاكوبس المنافسة في ألعاب القوى في سن العاشرة. لم تقتصر مسيرته على الركض، مع براعته أيضًا في الوثب الطويل. وفاز بالميدالية الذهبية في بطولة البحر الأبيض المتوسط ​​تحت 23 سنة في تونس عام 2016.

تابعت فيفيانا ابنها مع أـفراد عائلتها في البلدة الإيطالية، حيث اجتاحت الفرحة المنزل المتواضع الذي انفجر سكانه فرحًا لحظة وصول جاكوبس إلى خط النهاية.

عودة الأب والفوز بالذهب

ومرت سنوات قبل أن يتحدث جاكوبس ووالده. قال جاكوبس في مارس/ أذار الماضي، نقلاً عن شبكة إن بي سي نيويورك: "لقد اعتبرته غريبًا، لقد بحث عني على منصة فيسبوك ولم أجب".

أضاف: "لحسن الحظ، بفضل العمل مع مدربي النفسي، تم إعادة إنشاء علاقة. وأنا سأذهب وأراه في الولايات المتحدة".

وتابع: "أول شيء أخبرني به المدرب هو أنه إذا أردت أن أجري أسرع، يجب أن أبدأ علاقة مع والدي وكان هذا طريقًا صعبًا بالنسبة لي لأنني لم أقابله".

ونقلت شبكة ESPN عن جاكوبس قوله عن عودة اتصاله مع أبيه: "لقد أعطتني الرغبة، والسرعة، وهذا ما ساعدني على الوجود هنا والفوز بالأولمبياد".

اليوم يعيش جاكوبس على أمل اللقاء القريب مع والده، وسط فرحة بلاده ببطلها الجديد، وكذلك عائلته الصغيرة. لكن بالتأكيد، إن الخاسر الأكبر من انتقال والدته إلى أوروبا لم يكن الأب فحسب، بل الولايات المتحدة الأميركية التي فاتها تقديم بطل أولمبي جديد من أراضيها.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close