طوى أولمبياد طوكيو 2020 صفحته، مع إعلان رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ رسميًا انتهاءه، بعد رفع العلم الفرنسي داخل الملعب الأولمبي، لتنتقل دورة الألعاب إلى باريس في عام 2024.
وبالنظر لعدد الرياضيين العرب الذين مثلوا بلدانهم فيها، وما حققوه من إنجازات وما حصدوه من ميداليات، اعتُبرت المشاركة العربية في هذه الدورة خجولة.
وقد طرح هذا الأمر العديد من الأسئلة المتعلقة بوضع الرياضة في الدول العربية، وما يحظى به اللاعبون من اهتمام ودعم من قبل حكومات بلدانهم.
فيما يلي إطلالة على هذه المشاركة العربية، وما حصدته من ميداليات.
18 ميدالية
سجل أولمبياد طوكيو 2020 توزيع 1100 ميدالية على رياضيين من 86 دولة، بينما عاد رياضيون من 120 دولة إلى بلادهم مكتفين بتمثيلها.
وعلى جري العادة، تربّعت على عرش المنافسات كبرى الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين واليابان، تليها بريطانيا ثم الرياضيون الروس تحت علم اللجنة الأولمبية الروسية.
وقد توّج العرب بـ18 ميدالية، من بينها خمس ذهبية.
ولئن يعتبر هذا الرقم الأعلى في الميداليات الذهبية، إلا أن الحصيلة العربية لا تمثل سوى 1.6% من إجمالي الميداليات، ولا تضاهي حصيلة دولة مثل كوبا، التي فازت لوحدها بسبع ميداليات ذهبية، أو المجر التي عاد رياضيوها بعشرين ميدالية من بينها 6 ذهبيات، مع العلم أن نيوزيلاند، توجت بسبع ميداليات ذهبية، رغم أن عدد سكانها لا يتجاوز 5 ملايين نسمة.
ميداليات ومراكز
من بين 19 دولة عربية مشاركة بـ 451 رياضيًا، تمكنت 9 دول فقط من الفوز بميدالية واحدة على الأقل، من بينها 4 دول توجت بالذهب، وهي: قطر، وتونس، والمغرب، ومصر.
وفي حين توجت الأردن والبحرين والسعودية بالفضية، أحرزت الكويت وسوريا ميدالية برونزية لكل منهما.
وتمكنت قطر من تحقيق 3 ميداليات أولمبية بينها ذهبيتان وبرونزية، ما مكنها من أن تكون في المركز 41.
وحقق بطل الوثب العالي القطري معتز برشم الذهبية الشهيرة، التي تقاسمها مناصفة مع منافسه الإيطالي.
أما الذهبية الأخرى، فكانت من نصيب الربّاع القطري فارس ابراهيم حسونة. كما تمكن الثنائي شريف يونس وأحمد تيجان من تحقيق الميدالية البرونزية في كرة الطائرة الشاطئية.
المركز 54 كان من نصيب مصر، التي تمكنت من تحقيق 6 ميداليات أولمبية، إحداها ذهبية حققتها بفضل لاعبة الكاراتيه فريال عبدالعزيز.
كما حقق اللاعب المصري أحمد الجندي الفضية الوحيدة لبلاده في منافسة الخماسي الحديث.
وأحرزت مصر 4 ميداليات برونزية في الكاراتيه والتكواندو والمصارعة.
من جانبها، حلت تونس في المركز 58. وقد حققت ميداليتين أولمبيتين، كانت إحداها ذهبية وحققها السباح أحمد حفناوي، عن فئة سباحة حرة 400 مترًا.
كما نال لاعب التكواندو محمد الجندوبي الميدالية الفضية.
ولم تتمكن المغرب من تحقيق أكثر من ميدالية ذهبية، ما جعلها في المركز 63. والميدالية حققها العداء سفيان البقالي عن فئة 3000 مترًا للرجال. وهي أول ميدالية للمغرب منذ عام 2004.
بعد المغرب، حل الأردن في المركز 74. أما البحرين والسعودية ففي المركز 77، ثم الكويت وسوريا في المركز 86.
إلى ذلك، غابت عن أي ترتيب كل من: الإمارات، وفلسطين، واليمن، وعمان، وجيبوتي، وليبيا، وجزر القمر، والصومال، والعراق، وموريتانيا، ومنتخب اللاجئين الذي يضم 9 سوريين، لعدم إحرازها أي ميدالية في هذا الأولمبياد.
حصيلة متواضعة
في تعليقه على حصيلة المشاركة العربية لهذا العام، يشير الصحافي الرياضي خلدون الشيخ إلى أنها أعلى من أولمبياد ريو 2016 وأثينا 2004، عندما كانت الحصيلة الكاملة 14 ميدالية، وبالتالي هو تقدم.
ثم يتدارك في حديثه إلى "العربي" من لندن، بالقول إن هذه "الحصيلة متواضعة بالمقارنة مع بعض الدول".
ومع ذلك فهو يذكّر بأن قطر أحرزت ذهبية هي الأولى في تاريخ مشاركاتها، وكل من المغرب ومصر أحرزتا ذهبية للمرة الأولى منذ 2004، وبالتالي هناك تقدم في ذلك، ليتحدث في المقابل عن خيبة لغياب الجزائر.
وفيما يشير إلى انبهاره بمشاركة السيدات العربية، لا سيما في الألعاب القتالية، يلفت إلى أنه توقع بروزهن أيضًا في رياضات أخرى مثل السباحة والفروسية.