أكد ناشطو أسطول الصمود العالمي تعرضهم للإهانة والتعذيب أثناء احتجازهم في إسرائيل، بعد محاولتهم كسر الحصار وإيصال المساعدات إلى غزة، في حين بدأ نواب فرنسيون إضرابًا عن الطعام.
وقال الصحافي التركي أرسين تشليك: "تعاملوا معنا وكأنهم يتعاملون مع حشرات"، مضيفًا لقد تعرضت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ لسوء معاملة خلال احتجازها وعذبوها.
"زحف وتقبيل العلم الإسرائيلي"
وأضاف تشليك: "لقد أجبروا غريتا على الزحف وتقبيل العلم الإسرائيلي".
من جانبه، أكد ياسين بنجلوين وهو ناشط فرنسي من أصل مغربي، منع قوات الاحتلال الدواء عن النشطاء الذين يحتاجونه.
وأردف: "بالكاد كنا نتناول الطعام.. كما كنا نستيقظ على أصوات الكلاب، علاوة على منعنا من النوم بشكل متواصل حيث يتم إيقاظنا من النوم كل ساعتين".
وتابع: "هكذا يفعلون بنا نحن المدنيون الأبرياء، وهذا ما يجعلنا نتخيل كيف يعاملون الفلسطينيين".
وسعى أسطول الصمود العالمي إلى كسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة المدمَّر، جراء الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج منذ عامين.
وضم الأسطول أكثر من 40 قاربًا مدنيًا تحمل على متنها نحو 500 من البرلمانيين والمحامين والناشطين، منهم الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا ثونبرغ.
ولم ينجح الأسطول في الوصول إلى غزة، واعترضت البحرية الإسرائيلية القوارب وجرى اقتياد النشطاء إلى سجن النقب سيئ السمعة قبل ترحيل 137 منهم إلى تركيا.
"عاملونا مثل الإرهابيين"
وقال محمد جمال، وهو ناشط كويتي: "لقد قضينا في السجن مدة ثلاثة أيام من دون ماء، كان هناك فقط ماء للغسيل، كما لم يتمكن البعض من أخذ الدواء لبعض الأمراض مثل دواء مرض القلب".
اللافت أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير هاجم نشطاء أسطول الصمود العالمي، الذين تم اعتقالهم وهدّدهم بالتعذيب.
وقال عمر الحاسي، وهو رئيس وزراء ليبيا الأسبق: "لقد جاء بن غفير وهدد النشطاء بالتعذيب والسجن".
كما وثّق نشطاء تعرضهم للتمييز العنصري خلال فترة الاعتقال، وهذا ما أكدته الناشطة السويسرية تابيا زوك بقولها: "كانت المعاملة لي كوني ذات بشرة بيضاء وعينيي زرقاوين وأحمل جواز سفر سويسري، بشكل أفضل من الآخرين".
وتابعت: "مع ذلك وضعونا في الشمس ورؤوسنا على الأرض.. لقد عاملونا مثل الإرهابيين".
نواب فرنسيون يضربون عن الطعام
في سياق ذي صلة، أعلن حزب فرنسا الأبية اليوم الأحد أن أربعة من نوابه الذين اعتقلتهم إسرائيل لدى اعتراضها أسطول الصمود المتجه إلى غزة، بدأوا إضرابًا عن الطعام.
وقالت النائبة في البرلمان الأوروبي عن حزب فرنسا الأبية مانون أوبري في حديث مع "فرانس إنفو": "لا أخبار جديدة" عن النواب المعتقلين "سوى كلام قليل مع محاميهم والقنصل الفرنسي الذي تمكن من زيارتهم".
وأضافت: "نعرف أن ظروف احتجازهم صعبة، إذ هناك أكثر من عشرة أشخاص في الزنزانة، وأنهم بدأوا إضرابًا عن الطعام".
والنواب الأربعة هم فرنسوا بيكمال وماري مسمور في الجمعية الوطنية الفرنسية، وريما حسن وإيما فورو في البرلمان الأوروبي.
وتحدثت أوبري أيضًا عن صعوبة في حصولهم على الماء.
وطالبت بتدخل السلطات الفرنسية لاستعادة الفرنسيين المعتقلين لدى إسرائيل والبالغ عددهم ثلاثين، كانوا مشاركين في أسطول الصمود بهدف إيصال مساعدات إنسانية لقطاع غزة المُحاصر.
والسبت، اتهم رئيس الحزب جان لوك ميلانشون مسؤولي الحكومة الفرنسية بأنهم "جبناء"، في ظل عودة رعايا دول أخرى شاركوا في أسطول الصمود إلى بلدانهم بعدما اعتقلتهم إسرائيل.
وكتب على موقع أكس: "مواطنونا ما زالوا في السجن، المجالس (البرلمانية) تتجاهل أعضاءها، القيم والشعارات الكبرى التي يرفعها من يحكموننا ليست سوى نفاق".