الجمعة 29 مارس / مارس 2024

زخم دولي يرافق محادثات فيينا.. "أجواء إيجابية" لا تحجب "العقبات"

زخم دولي يرافق محادثات فيينا.. "أجواء إيجابية" لا تحجب "العقبات"

Changed

استؤنفت المحادثات الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني الإثنين في فيينا في ظل أجواء اعتُبرت "ايجابية" (رويترز)
استؤنفت المحادثات الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني الإثنين في فيينا في ظل أجواء اعتُبرت "إيجابية" (رويترز)
جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعوته لإيران إلى الانخراط "بشكل بناء" في المحادثات النووية، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي.

بعد خمسة أشهر من تعليقها، استؤنفت المحادثات الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني الإثنين في فيينا في ظل أجواء اعتُبرت "إيجابية" رغم استمرار وجود عقبات عدة أمام إحياء الاتفاق المبرم العام 2015.

وقد انطلقت الجولة السابعة من المحادثات، فيما أعلنت إيران أنها لن تعقد لقاءات ثنائية مباشرة مع الجانب الأميركي في هذه الجولة، مؤكدة أن الهدف من هذه المفاوضات هو إلغاء العقوبات التي تفرضها عليها المجموعة الدولية والولايات المتحدة.

وعلى مدى الأشهر الماضية، تجاهلت الإدارة الجديدة في إيران دعوات الدول الغربية لاستئناف المحادثات، فيما عملت على تعزيز قدرات برنامجها النووي. وتصر طهران الآن على "رفع جميع العقوبات بشكل مضمون ويمكن التحقق منه".

"تفاؤل" يعقب الجلسة الأولى

في المواقف، قال مبعوث روسيا إلى محادثات إيران النووية المنعقدة في فيينا إنّ أول اجتماع انتهى، وإنّه بدأ بنجاح إلى حد بعيد، حسب وصفه.

بدوره، أعرب كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري عن تفاؤله بعد الاجتماعات الأولى للمباحثات النووية في فيينا.

من جهته، قال المبعوث الصيني إلى المحادثات النووية الإيرانية السفير وانغ تشون: إن على الولايات المتحدة رفع جميع العقوبات التي لا تتماشى مع اتفاق إيران النووي المبرم في 2015 مع قوى كبرى، بما في ذلك تلك العقوبات التي تطبق على الصين.

وشدد على أن الحوار والمفاوضات الطريق الصحيح الوحيد لتسوية القضية النووية الإيرانية، "ويجب على الولايات المتحدة رفع جميع العقوبات غير المتماشية مع خطة العمل الشاملة المشتركة ضد إيران وأطراف ثالثة، منها الصين".

اتصال بين ماكرون ورئيسي

في غضون ذلك، جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعوته لإيران إلى الانخراط "بشكل بنّاء" في المحادثات النووية التي استؤنفت الإثنين، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، وفق ما أفاد قصر الإليزيه.

وأشار ماكرون إلى أن هدف باريس هو "عودة إيران إلى الاحترام الكامل لجميع التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، وعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق"، وفق ما أفادت الرئاسة الفرنسية مستعملة الاسم الرسمي للاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا بعد ذلك بثلاث سنوات.

وأضاف الإليزيه أن الرئيس الفرنسي "شدد على ضرورة أن تنخرط إيران بشكل بناء في هذا الاتجاه حتى تقود المحادثات إلى عودة سريعة إلى الاتفاق". 

واعتبر ماكرون خلال اتصاله مع الرئيس الإيراني أن على طهران أن "تعود بدون تأخير إلى احترام جميع التزاماتها وواجباتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن تستأنف بسرعة التعاون الذي يمكن الوكالة من أداء مهمتها".

المحادثات ليست "نافذة مفتوحة"

على المستوى الإيراني، قال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إن على الولايات المتحدة والدول الأوروبية أن تدرك أنّ محادثات الاتفاق النووي ليست نافذة مفتوحة للأبد، وأن بلاده لن تقبل أي تفاوض خارج إطار الاتفاق.

وأضاف عبد اللهيان أنّ واشنطن تدرك أنه لن يكون هناك طريق للعودة إلى الاتفاق دون رفع جميع العقوبات المفروضة على إيران، مع ضمانات أنها لن تنسحب منه مرة أخرى.

ورأى وزير الخارجية الإيراني أن التوصل إلى اتفاق ممكن ومتاح إن وجدت إرادة سياسية لدى الأطراف الأخرى، على حدّ قوله.

وقبل انعقاد المحادثات، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إنّ إيران جاءت إلى فيينا بهدف واضح هو رفع العقوبات عنها دون أي مقابل تقريبًا.

وأضاف: "لن تحافظ إيران على برنامجها النووي فحسب، بل ستحصل على المال مقابله".

"الخلافات لا تزال كبيرة"

ويتحدث رئيس مؤسسة المصلحة الوطنية في واشنطن خالد صفوري عن مؤشرات متضاربة رغم الحديث عن إيجابية حتى من الدول الأوروبية.

ويوضح في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، أنّ المطالب الإيرانية والأميركية لا تتقابل في منطقة قريبة، مشيرًا إلى أنّ الخلافات لا تزال كثيرة بين الجانبين.

ويلفت إلى أنّ أحد مطالب إيران الأساسية رفع العقوبات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترمب عليها، في حين أنّ ذلك صعب من جانب إدارة الرئيس جو بايدن.

ويعتبر أنّ الولايات المتحدة تحتاج إلى أن تلتفّ حول القوانين التي أصدرها ترمب وإدارته لتحاول تجاوز العقوبات.

ويشير إلى أنّ واشنطن قدّمت "تسهيلات" لإيران، حيث سمحت لكوريا الجنوبية أن تفرج عن أموال كانت محتجزة نتيجة العقوبات، وسمحت بتمرير صفقات نفطية وغير ذلك.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ إيران لديها أوراق قوية تفاوض عليها، لا سيما أنّ لديها ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج قنبلة نووية في غضون أشهر، وهذا أقصى ما تخشاه أميركا وإسرائيل.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close