الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

زلزال قضية ديوكوفيتش.. رسائل عاطفية من بلغراد وارتباك في أستراليا

زلزال قضية ديوكوفيتش.. رسائل عاطفية من بلغراد وارتباك في أستراليا

Changed

أحاط أنصار البطل العالمي في التنس بمبنى البرلمان في صربيا (غيتي)
أحاط أنصار البطل العالمي في التنس بمبنى البرلمان في صربيا (غيتي)
أعلنت أستراليا أن نجم كرة المضرب العالمي ديوكوفيتش حر في المغادرة، فيما أبرق كل من زوجته ووالده برسالتين لمناصريه الذين خرجوا في تظاهرتين في بلغراد وملبورن.

خرجت زوجة بطل العالم في كرة المضرب الصربي نوفاك ديوكوفيتش عن صمتها حيال قضية توقيفه التي أثارت الرأي العام العالمي، وتسببت بأزمة دبلوماسية بين أستراليا وصربيا. 

وعدَلت السلطات الأسترالية عن قرارها بالترحيل الفوري لنجم كرة المضرب الصربي، والمصنف أول عالميًا وقررت إبقاءه في مركز احتجاز المسافرين، لتتحول بذلك قضيته إلى الحدث العالمي الرياضي الأبرز حاليًا في العالم. 

رسالة الزوجة

ومع مصادفة قضية توقيفه، بعيد الميلاد بحسب تقويم الطائفة المسيحية الكاثوليكية، قالت جيلينا ديوكوفيتش على حسابها في منصة تويتر اليوم الجمعة: "إنه عيد الميلاد اليوم بالنسبة لنا، أتمنى أن يتمتع الجميع بالصحة والسعادة والأمان مع عائلاتهم. وكنا نتمنى أن نكون جميعًا معًا اليوم، لكن عزائي هو أننا على الأقل بصحة جيدة. وستقوينا هذه التجربة".

وتابعت زوجة النجم العالمي: "شكرًا أيها الأعزاء، في جميع أنحاء العالم لأصواتكم المليئة بالحب لزوجي. إنني أتنفس بعمق لأهدأ، وأجد التفهم في هذه اللحظة لكل ما يحدث".

وختمت: "القانون الوحيد الذي يجب أن نحترمه جميعًا عبر كل الحدود، هو الحب والاحترام لإنسان آخر. فالحب والتسامح ليسا بالأمر الخاطئ أبدًا بل إنهما قوة جبارة".

ويأتي ذلك، عقب كشف أستراليا عن تحقيقات تجريها مع لاعبين آخرين قدموا للمشاركة في البطولة المفتوحة للتنس والتي تعد أهم بطولات غراند شليم.

وقالت وزيرة الشؤون الداخلية كارين أندروز في مقابلة متلفزة للقناة التاسعة في البلاد: إن هناك معلومات استخباراتية "تشير إلى وجود بعض الأفراد هنا الآن لم يستوفوا شروط الدخول وعلينا التحقيق في ذلك"، دون أن تذكر عدد اللاعبين الآخرين الذين يخضعون للتحقيق. 

إساءة بحق البطل

ونُقل ديوكوفيتش من مطار تالامارين بملبورن إلى فندق الاحتجاز الحكومي في ضواحي كارلتون أمس الخميس في انتظار قرار محكمة الاستئناف الإثنين، وأظهرت صور تلفزيونية وصول اللاعب الصربي إلى حديقة الفندق.

ورفضت أندروز الادعاء أن بلادها تحتجز النجم الصربي، واعتبرت أن نجم التنس لم يكن محتجزًا. مضيفة: "هو حر في المغادرة في أي وقت يختاره، وستقوم قوة الحدود بتسهيل ذلك".

وحصل ديوكوفيتش، الذي قال إنه يعارض التطعيم، على إعفاء طبي من اللعب في البطولة لأسباب غير محددة، وهو القرار الذي أغضب الكثير من الأستراليين.  

وقال منظمو البطولة: إن الإعفاء تم منحه من قبل لجنتين طبيتين مستقلتين نظمتهما هيئة التنس في أستراليا، وهي المخولة بإدارة الحدث الرياضي الكبير، إضافة لحكومة ولاية فيكتوريا.

لكن مسؤولي قوة الحدود الأسترالية (ABF) قالوا يوم الأربعاء: إن اللاعب البالغ من العمر 34 عامًا "فشل في تقديم الدليل المناسب" داخل مطار ملبورن. وقال نائب رئيس الوزراء بارنابي جويس لبي بي سي البريطانية: "إن الشخص الذي ارتكب الخطأ هو السيد ديوكوفيتش".

وفي صربيا، استنفرت الدولة بأعلى مستوياتها لأجل هذه القضية. وطالبت السلطات الصربية أستراليا بنقل ديوكوفيتش إلى فندق أفضل. واتهم الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أستراليا بـ"إساءة معاملة البطل". 

تظاهرات بين ملبورن وبلغراد

وشهدت شوارع ملبورن وبلغراد تظاهرتين مؤيدتين لديكوفيتش، وقال والد النجم العالمي أمام المتظاهرين في بلاده: إن نجله قام بتلبية جميع الشروط الضرورية من أجل الدخول، والمشاركة في البطولة التي كان "سيفوز بها حتمًا لأنه أفضل لاعب كرة مضرب في العالم" بحسب وصفه. 

وأضاف سردان ديكوفيتش في مظاهرة أحاطت بمبنى البرلمان: "المسيح صُلب وخضع للكثير من الأمور لكنه صمد ولا يزال حيًا بيننا. ونوفاك صُلب أيضًا بالطريقة ذاتها، لكنه سيصمد أيضا لأنه أفضل رياضي وشخص في العالم".

وتحولت التظاهرتان في كلا البلدين لمناسبة نددت باللقاح الإلزامي ضد كوفيد 19، وبما اعتبره المتظاهرون في بلغراد "فاشية فيروس كورونا". واعتصمت الجالية الصربية أمام الفندق في ملبورن وطالب المتظاهرون بتحرير بطلهم. 

بالمقابل، نفى رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون أن يكون إلغاء تأشيرة ديوكوفيتش أمرًا موجهًا ضد صربيا، 

الزلزال 

وباتت قضية ديوكوفيتش أشبه بزلزال رياضي طال كل المجالات، السياسية والاجتماعية والرياضية والصحية، فعدا عن التوتر الدبلوماسي، فتحت القضية باب "التلقيح الإلزامي" على مصراعيه في العالم، فيما رأى ناقدون من مختلف العالم أنها دعمت موقف رافضي إلزامية اللقاح. 

وفيما تشهد صربيا غليانًا رسميًا وشعبيًا تجاه معاملة أستراليا لواحد من أبرز رموزها. تسود أستراليا حالة من الارتباك بين الإدارات، ففيما دعمت الحكومة موقف حرس الحدود، مع تصاعد الغضب الشعبي إزاء تأشيرة إعفاء ديوكوفيتش؛ تقاذفت هيئة التنس وولاية فيكتوريا المسؤولية. 

فحكومة ولاية فيكتوريا، فرضت التطعيم على كل المشاركين في بطولة أستراليا المفتوحة بما فيهم العاملين، لكنها تركت ثغرة الاستثناء بدافع الطلب الطبي لذلك. فيما رفض نائب رئيس وزراء ولاية فيكتوريا، جيمس ميرلينو، أن تكون الإعفاءات الطبية ثغرة لدخول لاعبي التنس الكبار بحسب تصريح له. 

فيما قالت إدارة البطولة: إن العديد من المشاركين تقدموا بطلبات إعفاء وتم منح جزء قليل منهم ذلك، لأسباب طبية محضة. 

وبعد انفجار أزمة ديوكوفيتش، سعت حكومة فيكتوريا إلى النأي بنفسها عما وصفته صحيفة الغارديان البريطانية بالكارثة، وذلك من خلال الادعاء بأن الموافقة على التأشيرة كانت مسؤولية الكومنولث، وقالت اليوم الجمعة: إنه لم يتم إخبارها بالرسائل الموجهة إلى نادي أستراليا للتنس من الحكومة.  

وقال القائم بأعمال رئيس الوزراء الأسترالي، جاسينتا آلان: "لقد علمت أن أعضاء حكومة فيكتوريا لم يروا تلك المراسلات". وأضاف: "بالتالي فإن حكومة الكومنولث هي المسؤولة عن إصدار التأشيرات ونقاش ذلك مع هيئة تنس أستراليا مسألة تخصهما". 

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close