Skip to main content

زيادة أمراض الجهاز الهضمي لدى الشباب.. بمَ ينصح الأطباء؟

السبت 22 مارس 2025
يمكن للأطباء تشخيص حالات سرطان القولون بشكل مبكر - غيتي

تطال أمراض الجهاز الهضمي مثل سرطان القولون عددًا متزايدًا من الشباب بينما كان من النادر سابقًا إصابة مَن هم دون الخمسين عامًا بها، أما أسبابها التي تكون أحيانًا وراثية، فلا تزال غير واضحة.

بدأ حمزة (23 عامًا) منذ أن كان عمره ثماني سنوات يعاني من التهاب القولون التقرحي، وهو مرض التهابي مزمن يصيب الأمعاء الغليظة والمستقيم، وتحوّل إلى مرض كرون.

وأوضح حمزة أنه كان يعاني من إسهال وآثار دم في البراز وألم شديد في المعدة لدرجة أنه لم يعد قادرًا على الوقوف، لافتًا إلى أنه في المرحلة الثانوية، قضى 60% من سنوات الدراسة إما في المستشفى أو المنزل.

علاج فعّال

وراح يقول لوكالة فرانس برس: "كنت أشعر أنني مختلف عن الآخرين، وأشعر بالحرج من الذهاب إلى المرحاض باستمرار". فمنذ ثلاث سنوات، وبفضل علاج فعّال، عاود الشاب اكتساب الوزن وبدأ من جديد يمارس الرياضة ويعمل لحسابه الخاص.

وللحد من الأعراض، عدّل حمزة نظامه الغذائي، فقلل من تناول السكر وابتعد عن "الأطعمة المقلية والمشروبات الغازية وكل المنتجات المصنّعة"، مستبدلًا إياها بـ"الخضروات والأسماك والمعكرونة والأرز المصنوعة من الحبوب الكاملة".

في هذا السياق، يشير الأستاذ في علم التغذية سيرج إيركبيرغ الذي ترأس لفترة طويلة البرنامج الوطني للتغذية والصحة التابع لوزارة الصحة الفرنسية، إلى أن هناك عوامل في التغذية تؤثر على خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

ويضيف بالقول: "هناك تكهّنات كثيرة" أخرى، كالتعرض المبكر لعوامل الخطر أي الالتهابات المزمنة، والمواد المسرطنة والأغذية الفائقة المعالجة والمواد البلاستيكية الدقيقة والمبيدات الحشرية.

ويُتابَع وضع حمزة في مستشفى جورج بومبيدو في باريس، الذي يشكل جزءًا من شبكة مؤلفة من سبعة مراكز يعمل فيها متخصصون في إدارة مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وأنواع السرطان التي يكون لدى المرضى استعدادات وراثية للإصابة بها.

وينوه البروفيسور كريستوف سيلييه، رئيس قسم أمراض الكبد والجهاز الهضمي في بومبيدو إلى أنه عندما يعاني الشخص في صغره من أعراض في الجهاز الهضمي - كالدم في البراز وآلام متكررة في المعدة وفقر الدم ونقص في الحديد - ينبغي ألا يتردد في استشارة طبيب، وألا يقول إنّ كل ذلك بسبب البواسير.

ويضيف، في حين أن حالات سرطان القولون التي تُشخّص مبكرًا نستطيع معالجتها كلها تقريبًا، إلا أن الناس لا يتشجعون لاستشارة طبيب أو لا يشعرون بالارتياح عند الحديث عن أعراضهم، مما يعني أن بعض أنواع السرطان يتم تشخيصها بشكل متأخر.

الخوف من الفحوصات

بيّنت دراسة حديثة أجرتها الجمعية الوطنية الفرنسية لأمراض الجهاز الهضمي، أنّ أكثر من ثلث (37%) الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا لا يستشيرون متخصصًا في الرعاية الصحية خوفًا من اضطرارهم لإجراء فحوصات محرجة مثل تنظير القولون، والتي تمكّن من الكشف عن الأورام الحميدة وإزالتها قبل أن تتحول إلى أورام خبيثة.

ويقول سيليه "في فرنسا، كما هي الحال في الولايات المتحدة وبلدان أخرى، تُصاب نسبة صغيرة من السكان بالسرطان قبل سن الخمسين، وهو العمر الذي تبدأ فيه الفحوص المنتظمة للكشف عن سرطان القولون والمستقيم. ولا نعرف السبب الحقيقي لذلك".

في مختلف أنحاء العالم، تضاعف تقريبًا معدل الإصابة بالسرطان (+80%) لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا بين عامي 1990 و2019، على ما ذكرت دراسة واسعة نُشرت في مجلة "بي ام جاي اونكولوجي".

ويقول البروفيسور فابريس بارليسي، المدير العام لمستشفى غوستاف روسي المتخصص في علاج السرطان والواقع قرب باريس "لا يزال هناك جهد كبير يتعيّن بذله لفهم الأسباب بشكل أفضل".

ويُعدّ سرطان القولون والمستقيم أحد أنواع السرطان الستة - إلى جانب سرطانات المخ والكلى والثدي - التي زاد معدل الإصابة بها بين عامي 2000 و2020 في فرنسا لدى المراهقين والشباب، بحسب دراسة حديثة أجرتها هيئة الصحة العامة في فرنسا.

وترتبط بعض أنواع السرطان التي تشكل أقل من 10% من المجموع، بالاستعداد الوراثي، وبالتالي "يتم اكتشافها بشكل أفضل، مما يتيح وضع خطط وقائية"، مع تنظير القولون بدءًا من سن 20 عامًا، وهو ما يحد من الإصابة بالسرطان "في 70% من الحالات"، بحسب سيلييه.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة