الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

زيارة البرهان إلى القاهرة.. أيّ دور مصري لحلحلة الأزمة في السودان؟

زيارة البرهان إلى القاهرة.. أيّ دور مصري لحلحلة الأزمة في السودان؟

Changed

نافذة ضمن "العربي" تسلط الضوء على دلالات زيارة عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة (الصورة: الرئاسة المصرية)
وفق مصادر سودانية، تحتاج الخرطوم دعمًا مصريًا لفك قرار تجميد عضويتها في الاتحاد الإفريقي، ويمكن للقاهرة أداء دور في تحقيق ذلك.

التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية بالقاهرة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان.

وأكّد الناطق باسم الرئاسة المصرية أنّ السيسي أشاد بالعلاقات الأزلية بين مصر والسودان، وأعرب عن تطلع بلاده على تعميقها على المستويات الأمنية والاقتصادية والتجارية.

وتمتد العلاقات السودانية المصرية لأكثر من مباحثات عادية بين البلدين، حيث تضمنت زيارة البرهان الأخيرة إلى القاهرة مفاصل مهمة لحلحلة الأزمة في السودان.

قرارات مرتقبة

وقال بيان الرئاسة المصرية إنّ اللقاء شهد استعراضًا لمجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، بينما قالت مصادر صحفية لـ"العربي الجديد": إن مباحثات البرهان في القاهرة تناولت قرارات مرتقبة سيعلن عنها خلال أيام، أبرزها تعيين مجلس أعلى للقوات المسلحة يتولى إدارة السودان، إضافة إلى حلّ مجلس السيادة.

وسيخرج المسعى السوداني عن نطاق الأزمة الداخلية، وفق مصادر سودانية، حيث تحتاج الخرطوم دعمًا مصريًا لفك قرار تجميد عضويتها في الاتحاد الإفريقي، ويمكن للقاهرة أداء دور في تحقيق ذلك.

ولا يتوقف التباحث المصري السوداني عند هذا الحدّ، فالقضايا المشتركة بين البلدين تتشعب اقتصاديًا وأمنيًا، وأزمة سد النهضة كانت محورًا أساسيًا في الاجتماعات، حيث تم التوافق على استمرار التشاور المكثف في هذا السياق.

واستبق البرهان زيارته إلى القاهرة بإعلان صريح بعدم نيته الترشح للانتخابات المقبلة، مؤكدًا أنّ الجيش لن ينتظر كثيرًا لإجرائها، تاركًا مسؤولية هذا الملف للسلطة السياسية المنتظرة.

أمن السودان أولوية مصرية

وتعليقًا على الزيارة الأخيرة للبرهان، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس سعيد الزغبي أنّ زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني إلى القاهرة تدخل في نطاق "زيارة الأشقاء"، مؤكدًا أن مصر تعتبر السودان ودول الجوار جزءًا أساسيًا من أمنها واستقرارها.

ويشير الزغبي في حديث إلى "العربي"، من القاهرة، إلى أنّ مسألة الأمن والاستقرار في المنطقة كانت من النقاط الأساسية في زيارة البرهان الأخيرة.

ويرى أستاذ العلوم السياسية أنّ البرهان كان يؤكد على أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية وأن الجيش السوداني سيترك المشهد السياسي في البلاد. كما يلفت إلى أن زيارته إلى القاهرة جاءت مباشرة في أعقاب مشاركته في الدورة الـ77 لأشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويبيّن الزغبي أنّ البرهان والسيسي ناقشا "الآلية الرباعية" التي أشرفت عليها الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات، وهدفها نشر الأمن والاستقرار في السودان، ودمج الحركات المسلحة في الجيش السوداني.

تنسيق سياسي بين البلدين

من جانبه، يعتبر المحلل السياسي أحمد الطيب السماني أنّ العلاقات السودانية المصرية "راسخة ومتجذرة ولها بعد إستراتيجي"، مشيرًا إلى أنّ "هناك مصلحة متبادلة ومشتركة" بين البلدين.

ويلفت في حديث إلى "العربي"، من الخرطوم، إلى أنّ وجود تنسيق سياسي على المستوى الإفريقي بين مصر والسودان، إضافة إلى أزمة سد النهضة الإثيوبي.

ويرى السماني أنّ السودان يمثل "العمق الإستراتيجي بالنسبة إلى مصر"، مؤكدًا أنه يمكن للقاهرة أنّ تلعب دورًا كبيرًا وأساسيًا في مسألة الخلافات والأزمة بين المكونَين المدني والعسكري في الخرطوم.

كما يشير إلى إمكانية أن تلعب القاهرة دورًا في الاتحاد الإفريقي نظرًا إلى أن عضوية الخرطوم مجمدة.

وبشأن الوضع الداخلي السوداني، يعتبر المحلل السياسي أحمد الطيب السماني أن المكوّن العسكري يمكن له قيادة الفترة الانتقالية إلى حين تشكيل حكومة كفاءات وطنية من المدنيين. ولا يستبعد أن تقوم الخرطوم بالتنسيق مع القاهرة في الكثير من المسائل الموجودة في السودان.

كما يتوقع أنّ يتم الإعلان عن حكومة مدنية خلال الأيام القليلة المقبلة، ولا سيما بعد عودة البرهان من نيويورك، مذكّرًا بالدور المصري الهام في الملف السوداني منذ عام 1956.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close