الإثنين 15 أبريل / أبريل 2024

زيارة بلينكن إلى المنطقة.. تطويق للنيران أم حماية حكومة نتنياهو؟

زيارة بلينكن إلى المنطقة.. تطويق للنيران أم حماية حكومة نتنياهو؟

Changed

ناقش "للخبر بقية" أهداف جولة بلينكن في الشرق الأوسط، وانعكاساتها على تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة (الصورة: غيتي)
تُطرح تساؤلات عن الجديد في كلمة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وإلى أي مدى تُشكّل تطورًا في الموقف الكلاسيكي لواشنطن.

أدان ما سمّاه العنف، وحثّ الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على اتخاذ خطوات لخفض التوتر، وأكد ضرورة النظر إلى عملية السلام المتوقّفة باعتبارها الطريقة الوحيدة للمضي في كل ذلك، كما أعرب عمّا وصفه بـ"إيمان" واشنطن الراسخ بأن حل الدولتين عبر المفاوضات هو السبيل الوحيد لايجاد حلّ دائم للصراع.

هذه هي ملخص التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارته للقدس قادمًا من القاهرة، في سياق جولة تشمل رام الله.

ما هي مهمة بلينكن؟

وتُطرح تساؤلات عن الجديد في كلمة بلينكن، وإلى أي مدى تُشكّل تطورًا في الموقف الأميركي الكلاسيكي الذي تبنّته، وما زالت، إدارة الرئيس جو بايدن بشأن القضية الفلسطينية منذ وصولها للبيت الأبيض.

ويُعزّز هذه التساؤلات وجهات النظر القائلة إن مهمة بلينكن خلال زيارته الحالية للمنطقة لا تعدو كونها محاولة لتطويق النيران لا أكثر.

وحتى الآن على الأقل، لم يُفصح عميد الدبلوماسية الأميركية عن أي توجّهات لواشنطن للوساطة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على الصعيد السياسي لبدء مفاوضات متوقّفة منذ تسعة أعوام.

وتتنوع أسباب إشاحة إدارة بايدن النظر عن أي وساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأبرزها: أولوية واشنطن الأخرى على الصعيد العالمي، لكن السبب الأهم يتعلّق، بالتأكيد، بـ"إعراض" الحكومات الإسرائيلية علانية عن الانخراط في أي مفاوضات مع الجانب الآخر.

فإسرائيل التي تزداد توغّلًا في اليمين، لا تريد، ببساطة، دولة فلسطينية، ولا تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، وهي ماضية في تكريس احتلالها وسياستها العنصرية والقمعية بكل أشكالها.

فما الجديد في زيارة بلينكن للمنطقة؟ وما هي أجندات العمل؟ وما هي انعكاساتها المحتملة على مجمل الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلّة؟

اعتداءات متواصلة للمستوطنين على منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة - غيتي
اعتداءات متواصلة للمستوطنين على منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة - غيتي

البحث في إمكانية التهدئة

وتعليقًا على زيارة بلينكن إلى المنطقة، يؤكد المبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط دينيس روس أن الهدف الرئيس من زيارة وزير الخارجية الأميركي البحث في إمكانية التهدئة في المنطقة، بعد أن كانت تتمحور في بداية الإعلان عنها، حول معرفة ما إذا كان بإمكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قادرًا على السيطرة على حكومته اليمينية المتطرّفة قبل زيارته المقرّرة إلى واشنطن.

ويقول روس، في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، إن الولايات المتحدة تواجه حكومة إسرائيلية ذات توجّه صعب فيما يتعلّق بالتفاوض حول حل الدولتين، ناهيك عن أن قدرة السلطة الفلسطينية على التفاوض محدودة للغاية نتيجة الإنقسام الفلسطيني.

زيارة بلينكن لن تقدّم جديدًا

من جهته، يوضح الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أن زيارة بلينكن وسياسة بايدن وتصريحاته موجّهة فقط للضغط على الفلسطينيين، ومحاولة الحصول على تهدئة على حساب الفلسطينيين.

ويقول البرغوثي، في حديث إلى "العربي"، من رام الله، إن المنهج الأميركي تجاه القضية الفلسطينية مبني على ثلاثة أمور خاطئة: أولها أنه لا يُمكن لواشنطن أن تلعب دور الوسيط، ما دامت منحازة بشكل مطلق وكامل لطرف الإسرائيليين.

أما ثانيها، هو الافتراض السخيف بأن نتنياهو يختلف عن حكومته، خاصّة وأنه هو المسؤول عن نسف عملية السلام، وتدمير فكرة حل الدولتين، ووصول هؤلاء الفاشيين إلى الحكم، ناهيك عن أنه وضع لنفسه نهج حياة قائم على منع قيام دولة فلسطينية مستقلة، ومنع الفلسطينيين من حق الحرية والاستقلال؛ وبالتالي، فإن الحديث عن أنه سيلجم المتطرّفين "غير مُقنع" لأنه هو شخصيًا متطرّف وسياساته هي التي أدت إلى هذا الانعطاف الخطير نحو العنصرية والفاشية في إسرائيل.

ويضيف أن ثالث الأخطاء هو الحديث عن حل الدولتين، بينما يستشري الاستيطان في مختلف الاتجاهات والأماكن، كما أن الحكومة الإسرائيلية، وبمجرد مغادرة بلينكن، ستُعلن عن تشريع 76 بؤرة استيطانية جديدة غير شرعية حتى بالعرف الإسرائيلي.

ويعتبر أن الحديث عن حل الدولتين هو بمثابة وضع الفلسطينيين في قفص، يُمنع عليهم التحرّك، أو المقاومة، أو اللجوء إلى الأمم المتحدة، أو اللجوء إلى القانون الدولي، بينما يُفرض عليهم الخضوع لنظام "الأبرتهايد" والاحتلال المجرم.

ويرى أن لا فائدة من هذه الزيارة، كما أنها لن تُقدّم جديدًا، لأن إدارة بايدن مستمرة بسياسة الرئيس السابق دونالد ترمب، لناحية التركيز على التطبيع الذي يُستخدم وسيلة لعزل القضية الفلسطينية وتصفيتها.

الأراضي الفلسطينية المحتلة تشهد تصعيدًا إسرائيليًا كبيرًا - غيتي
الأراضي الفلسطينية المحتلة تشهد تصعيدًا إسرائيليًا كبيرًا - غيتي

زيارة بلينكن حبل نجاة لنتنياهو

بدوره، يشرح أنطوان شلحت، الباحث المتخصّص في الشأن الإسرائيلي، أن زيارة بلينكن هي حبل نجاة لنتنياهو، إذ أنها جاءت عقب زيارة سابقة لمسؤولين أميركيين إلى تل أبيب دعمًا لحكومته.

ويقول شلحت، في حديث إلى "العربي"، من عكا، إن الولايات المتحدة ليست في وارد الحديث عن تسوية سياسية، خاصة وأن حل الدولتين لم يعد مدرجًا في أجندة الولايات المتحدة منذ سنوات عدة.

ويضيف أن العنوان العريض لجولة بلينكن هو الحفاظ على الوضع القائم في المنطقة، لكن إسرائيل لا تحافظ على الوضع القائم سواء لناحية الإستيطان المتزايد، أو ممارسة القمع ضد الفلسطينيين.

ويوضح أن العلاقة الأميركية- الإسرائيلية تمرّ بمرحلة مختلفة عمّا كانت عليه في السابق، حين كان لواشنطن تأثير على الحكومة الإسرائيلية، خاصة وأن الحكومة الإسرائيلية الحالية لديها فائض من القوة للوقوف بوجه الولايات المتحدة، والاستمرار في سياستها المعادية للتسوية السياسية المعادية للقضية الفلسطينية، وتكريس نظام الأبرتهايد.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close