اتفقت الولايات المتحدة وأوكرانيا على بنود مسودة اتفاق للمعادن يمثل محورًا لمساعي كييف لكسب دعم واشنطن في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس دونالد ترمب إلى إنهاء الحرب مع روسيا سريعًا، حسبما قال مصدران لوكالة "رويترز".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد طالب أوكرانيا بمنح بلاده حق الوصول إلى معادنها النادرة تعويضًا عن مساعدات أميركية بمليارات الدولارات تلقتها خلال عهد سلفه جو بايدن.
وقد يتيح الاتفاق استغلال ثروات أوكرانيا المعدنية الهائلة أمام الولايات المتحدة.
أميركا وأوكرانيا تتفقان على بنود صفقة المعادن
وأوضح مصدر مطلع على بنود مسودة الاتفاق أنها لا تحدد أي ضمانات أمنية أميركية، أو تذكر استمرار تدفق الأسلحة، لكنها تقول إن الولايات المتحدة تريد أن تكون أوكرانيا "حرة وذات سيادة وآمنة".
وذكر أحد المصادر المطلعة على الصفقة أن شحنات الأسلحة المستقبلية لا تزال قيد المناقشة بين واشنطن وكييف.
وقالت المصادر إن مسؤولين من الجانبين وافقوا على المسودة ونصحوا بضرورة التوقيع عليها.
وكان زيلينسكي رفض التوقيع على مسودة سابقة لاتفاق المعادن إذ سعت واشنطن للحصول على حقوق ثروة طبيعية أوكرانية تبلغ قيمتها 500 مليار دولار. واعترضت كييف قائلة إنها تلقت مساعدات أميركية قيمتها أقل بكثير من ذلك وإن الصفقة لا تشمل ضمانات أمنية تحتاج إليها.
ووفقًا لمصادر مطلعة على بنود مسودة الاتفاق، فهي تنص على إنشاء الولايات المتحدة وأوكرانيا صندوق استثمار لإعادة الإعمار لجمع وإعادة استثمار الإيرادات من الموارد الأوكرانية مثل المعادن والهيدروكربونات وغيرها من المواد القابلة للاستخراج.
وتنص الاتفاقية على أن تساهم أوكرانيا في الصندوق بنسبة 50% من الإيرادات مطروحًا منها نفقات التشغيل، وتستمر المساهمة حتى تصل إلى مبلغ 500 مليار دولار. كما ستقدم الولايات المتحدة التزامًا ماليًا طويل الأجل لتنمية "أوكرانيا لتكون مستقرة ومزدهرة اقتصاديًا".
ووفقًا للبيانات الأوكرانية، تمتلك كييف رواسب 22 من أصل 34 معدنًا يصنفها الاتحاد الأوروبي معادن بالغة الأهمية.
وتمثل احتياطيات أوكرانيا من الغرافيت، المكون الرئيسي في بطاريات السيارات الكهربائية والمفاعلات النووية، 20% من الموارد العالمية.
زيلينسكي إلى واشنطن الجمعة
وبعد حرب كلامية بين الزعيمين الأسبوع الماضي، قال ترمب للصحفيين: إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يريد أن يأتي إلى واشنطن يوم الجمعة لتوقيع "صفقة كبيرة للغاية".
وأشار ترمب، الذي وصف الاتفاق بأنه يهدف لسداد قيمة مساعدات لكييف بمليارات الدولارات، إلى الحاجة لشكل من أشكال قوات حفظ السلام في أوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع. وترفض موسكو، التي شنت هجومًا على أوكرانيا قبل ثلاث سنوات، نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي.
ولدى سؤاله عما ستحصل عليه أوكرانيا في مقابل صفقة المعادن، أشار ترمب إلى ما قال إنه مبلغ 350 مليار دولار قدمته الولايات المتحدة بالفعل "والكثير من... المعدات العسكرية والحق في مواصلة القتال".
وفي سياق متصل، أكدت بعض الدول الأوروبية أنها مستعدة لإرسال قوات لحفظ السلام إلى أوكرانيا. وأعلن ترمب يوم الإثنين أن موسكو ستقبل نشر مثل هذه القوات، لكن الكرملين نفى ذلك أمس الثلاثاء.
وأثار اندفاع ترمب لفرض نهاية للحرب الروسية في أوكرانيا مخاوف من تقديم الولايات المتحدة تنازلات كبيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تقوض الأمن في أوكرانيا وأوروبا وتغير المشهد الجيوسياسي.
وفي الأسبوع الماضي، وصف ترمب زيلينسكي بأنه "دكتاتور" لا يتمتع بشعبية وحذره من خسارة بلاده في حال عدم إبرام اتفاق سلام سريعًا. وقال الزعيم الأوكراني: إن ترمب وقع في "فقاعة تضليل".