أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الخميس، أنه لن يتحقّق أي تقدم في محادثات السلام بشأن أوكرانيا قبل اجتماعه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف ترمب في حديث للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية الأميركية قبيل هبوطها في الإمارات، المحطة الثالثة من جولته في الخليج العربي: "لن يحدث شيء حتى أجتمع أنا وبوتين".
وأضعف غياب بوتين عن محادثات أوكرانيا المرتقبة في تركيا اليوم الخميس فرص نجاحها، بينما لن يشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المباحثات المقررة في اسطنبول، بل سيرسل وفدًا للقاء الروس.
"استطلاع موقف موسكو"
وقال مصدر دبلوماسي أوكراني الخميس إن بلاده تدرس إرسال فريق لإجراء محادثات مع روسيا في اسطنبول لاستطلاع موقف وفد موسكو، وكذلك لتحديد ما إذا كان الوفد مخولًا باتخاذ أي قرارات.
وانتهت المحادثات بين الرئيس الأوكراني ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة التي تجرى على هامش مباحثات أوكرانية روسية مرتقبة في اسطنبول.
وأكد المتحدث باسم زيلينسكي، سيرغي نيكيفوروف، لصحافيين أن "الاجتماع مع أردوغان انتهى". كما أوضح مسؤول أوكراني كبير أن الاجتماع استمر ثلاث إلى أربع ساعات، وكان "جيدًا".
وعقب الاجتماع مع أردوغان، قال زيلينسكي، إنّ مهمة الوفد الأوكراني المفاوض هي مناقشة وقف إطلاق النار مع روسيا، مشيرًا إلى أن وزير الدفاع الأوكراني يقود وفد المفاوضات مع روسيا في اسطنبول.
"ترمب يريد إنهاء الحرب"
من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة "تتطلع" لحصول تقدم في المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا وهي مستعدة للبحث في "أي آلية" للتوصل إلى إنهاء الحرب بشكل مستدام.
وأوضح روبيو خلال اجتماع لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أنطاليا بتركيا: "أمامنا عمل كثير ونبقى منخرطين في هذا المسار. نحن على غرار الجميع، نتطلع لمعرفة ما سيحصل، بيد أن الوضع الصعب. لكن نأمل أن يتحقق تقدم على هذا الصعيد قريبًا".
وقال روبيو إن الرئيس ترمب "أوضح أنه يريد إنهاء الحرب".
وشدد وزير الخارجية الأميركي على أنه "منفتح على جميع الآليات لتحقيق سلام عادل ودائم لن يضع فقط حدًا لهذه الحرب بل سيمنع اندلاع حرب جديدة في يوم من الأيام".
ورأى نظيره الفرنسي جان نويل بارو أنه ينبغي أولًا التوصل إلى وقف لإطلاق النار لأن "التفاوض لا يتم تحت القنابل".
"تجنب الوقوع في الأخطاء السابقة"
ووصل وفد روسي أرسله فلاديمير بوتين إلى إسطنبول الخميس في غياب الرئيس الروسي، لأول جولة محادثات مباشرة مع أوكرانيا منذ ربيع 2022 حول وقف الحرب. ولا تزال آلية الاجتماع غير واضحة.
وأكد الوزير الفرنسي لدى وصوله إلى أنطاليا أنه من خلال هذه "المحادثات التقنية التي ستعقد هنا في تركيا، يمكننا أن نأمل في التوصل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، مما سيسمح ببدء المفاوضات".
وأضاف بارو: "علينا تجنب الوقوع مجددًا" في الأخطاء التي تسببت بفشل المحادثات السابقة في اسطنبول عام 2022.
وشدد على أن "أول هذه الأخطاء هو أن يتم التفاوض من دون وقف لإطلاق النار".
وأوضح أن الخطأ الآخر سيكون "نزع سلاح أوكرانيا" ما سيحرمها مسبقًا من الضمانات الأمنية التي ستحتاج إليها في حال التوصل إلى اتفاق سلام.
وأعرب وزراء أوروبيون في أنطاليا عن شكوكهم في رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السلام.
وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول "روسيا لا تريد مفاوضات جادة في هذه المرحلة". وأضاف "سيكون لذلك عواقب. أوروبا عازمة على اتخاذ قرار بشأن فرض عقوبات جديدة" على موسكو.
من جانبه، أشار بارو إلى فرض عقوبات "ضخمة لإرغام فلاديمير بوتين على بدء مفاوضات السلام إذا استمر في التهرب".
وقال الوزير الألماني إن على الرئيس الروسي "أن يدرك أنه لا يملك كل الأوراق". وأكد أن "العالم ينتظر منه أن يلبي أخيرًا دعوة الجلوس إلى طاولة المفاوضات".
من جهته، أوضح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته الخميس أنه يشعر "بتفاؤل حذر" حيال تقدم محتمل في المفاوضات بشأن أوكرانيا شرط أن يقوم الروس "بالخطوات المقبلة".
وأوضح "يمكن إحراز تقدم خلال الأسبوعين المقبلين" مضيفًا أن "الكرة باتت الآن في ملعب روسيا".