في مدينة بوتشا الواقعة شمال غرب العاصمة الأوكرانية كييف، تشكلت فرقة من النسوة ضمن قوات الدفاع أطلق عليها "ساحرات بوتشا".
وتكمن مهمة هذه الفرقة تصيد المسيرات الروسية التي تهاجم المنطقة، والتي وقعت تحت الاحتلال الروسي بداية الحرب.
ورافقت كاميرا التلفزيون العربي فرقة "ساحرات بوتشا" في تدريباتهن، حيث وثّقت الكاميرا لحظات من التدريب الذي تخضع له المجندات.
ساحرات بوتشا
ويبدأ الصباح باكرًا في بوتشا لوحدة الدفاع الإقليمي، حيث تقف النساء جنبًا إلى جنب مع الرجال، يشكلن ما يُعرف بـ"ساحرات بوتشا".
وساحرات بوتشا هي وحدة نيران متنقلة للدفاع الجوي هدفها حماية سماء منطقة كييف من المسيرات الروسية.
وتُعد العودة بسلام من المهام القتالية، هدف رئيسي لقيادة هذه المجموعة، التي تضم نساء من خلفيات متعددة، من طبيبات، ومدرسات، وفنيات تجميل وأمهات يدافعن عن البلاد.
وفي حديث للتلفزيون العربي، قالت المحامية وعضو فريق "ساحرات بوتشا" أوكسانا: "منذ فترة طويلة أردت الانضمام إلى المجموعة وعلى العموم إلى قوة الدفاع مهم جدًا أننا قريبون من البيت ونقوم بالدفاع عن أولادنا وبيوتنا. في الوقت الذي يواصل فيه الرجال الصمود في الخطوط الأمامية".
وعلى مسافة قريبة لا يتوقف التدريب على استخدام السلاح، حيث يطغى صوت الرشاشات والطلقات على المكان.
من جهتها، تفهم ألونا ذلك جيدًا، فهي مدرسة وأم لأطفال لا تريدهم أن يعيشوا سيناريوهات صعبة مثل التي عاشتها بوتشا عام 2022.
وقالت ألونا، هي وعضو فريق "ساحرات بوتشا" للتلفزيون العربي: "قراري بالانضمام إلى المجموعة منذ فترة طويلة باعتبار الفترة الصعبة التي عشناها في بداية الحرب، حينما هربنا مع الأطفال تحت وقع القصف، وقد كان الأمر مروعًا ولذلك أردت مساعدة بلادي وحماية أبنائي وبيتي".
وهكذا تعيد ساحرات بوتشا تعريف أدوارهن اليومية، يكتبن سطرًا جديدًا في تاريخ الدفاع عن أوكرانيا التي تواجه أكبر تحد لها في تاريخها الحديث.
وعلى قدم وساق، تتواصل تدريبات مكثفة لساحرات بوتشا في إحدى الغابات الواسعة التي كانت مسرحًا للعمليات القتالية قبل ثلاث سنوات، والتي قد تتحول في أية لحظة إلى ساحة معركة ضد المسيرات الروسية، حسب مراسل التلفزيون العربي محمد زاوي.
