الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

سباق مع الوقت.. التنافس الأميركي مع الصين وروسيا ينتقل إلى الفضاء

سباق مع الوقت.. التنافس الأميركي مع الصين وروسيا ينتقل إلى الفضاء

Changed

فقرة من برنامج قضايا تتطرق إلى رحلة "أرتيميس 1" في ظل المنافسة الأميركية مع روسيا والصين في مجال الفضاء (الصورة: وكالة الفضاء الأميركية)
سلطت مهمة "أرتيميس 1" الضوء على السباق إلى الفضاء بين القوى الكبرى في العالم بعدما كانت المنافسة محصورة على الأرض.

أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن تاريخ 27 سبتمبر/ أيلول الحالي سيكون أقرب موعد ممكن لإطلاق مهمتها "أرتيميس 1" إلى القمر.

ويهدف البرنامج إلى إطلاق رحلات مأهولة مستقبلًا إلى القمر والمريخ.

ويأتي هذا الإعلان بعد تأجيلين سابقين للمهمة بسبب مشكلات فنية تمثلت في تسرب وقود الهيدروجين السائل فائق التبريد الذي يتم ضخه في خزانات وقود المرحلة الأساسية للمركبة.

والصاروخ الجديد الذي من المقرر إطلاقه يبلغ طوله 98 مترًا ويزن نحو 3 ملايين كيلوغرام.

وبحسب وكالة ناسا فيمكن إرسال حمولة على متنه إلى القمر تقارب نحو 20 طنًا.

وتوجد في أعلى الصاروخ كبسولة رواد الفضاء التي تسمى أوريون (Orion) وهي النسخة الأحدث من نوعها، بحيث أنها ستسافر من الأرض لمسافة أكثر من 450 ألف كلم وآلاف الكيلومترات وراء القمر، في مهمة تستغرق من 4 إلى 6 أسابيع.

وستطير أوريون التي ستحمل العديد من المشاريع البحثية فوق سطح القمر لمسافة نحو 100 كلم، ثم يتم استخدام قوة الجاذبية القمرية لدفعها إلى مدار جديد عميق إلى الوراء.

المهمة التالية مأهولة

وستعمل وكالة ناسا على ضبط المركبة الفضائية على مسارها عند العودة إلى الأرض لتدخل الغلاف الجوي بسرعة 11 كلم في الثانية، ما سينتج عنه درجات حرارة تبلغ نحو 5000 درجة على مقياس فهرنهايت.

الصاروخ الذي سيتم إطلاقه في إطار مهمة "أرتيميس 1"
الصاروخ الذي سيتم إطلاقه في إطار مهمة "أرتيميس 1" - ناسا

وتتراوح مدة المهمة المخطط لها بين 26 و42 يومًا منذ لحظة انطلاقها، بينها 6 أيام على الأقل ستتخذ فيها مدارًا تراجعيًا بعيدًا عن القمر مع سلسلة من الاقترابات.

وفي حال نجاح المهمة، يتوقع أن تحمل المهمة التالية رواد فضاء إلى القمر، لكنهم لن ينزلوا إليه. وبافتراض نجاح الرحلة الثانية في عام 2024 ستنطلق الرحلة الثالثة والأخيرة عام 2025 حاملة رواد فضاء للنزول إلى سطح القمر.

وستكون هذه المهمة جزءًا من مهمة كبرى تشمل القمر والمريخ، حيث تستهدف ناسا إرسال أولى رحلات المريخ المأهولة من قاعدة قمرية سيتم إنشاؤها بعد نجاح مهمة "أرتيميس 1".

وقت حساس ومنافسة مع الصين وروسيا

رحلة مهمة ناسا إلى القمر تضع التفوق الأميركي على المحك، خصوصًا أنها تأتي في وقت حساس خلال الحرب الروسية الأوكرانية، وبعد أقل من شهر على إعلان موسكو نيتها الانسحاب من محطة الفضاء الدولية بعد عام 2024.

إلا أن تقريرًا لوكالة "أسوشييتد برس" أشار إلى محاولة الصين منافسة الولايات المتحدة في مجال الفضاء، في ظل مساعيها من أجل الهبوط على سطح القمر واستغلال موارده، حيث تعمل بكين جاهدة لانتزاع الريادة في هذا الإطار من واشنطن عبر برامج علنية وأخرى سرية لأغراض عسكرية.

ويدفع الطموح الصيني جهود وكالة الفضاء الأميركية للعودة إلى القمر قريبًا وإنشاء أولى القواعد هناك.

ويوضح قادة سياسيون وعسكريون واستخباراتيون أميركيون أنهم يرون مجموعة من التحديات الإستراتيجية للولايات المتحدة في مواجهة برنامج الفضاء الصيني. 

فعلى الجانب العسكري، تتبادل الولايات المتحدة والصين الاتهامات بالتسابق نحو تسليح الفضاء، إذ يحذر كبار مسؤولي الدفاع في الولايات المتحدة من أن الصين وروسيا تبنيان قدرات منافسة لأنظمة الأقمار الاصطناعية التي تدعم المخابرات الأميركية والاتصالات العسكرية وشبكات الإنذار المبكر هناك.

وبحسب التقرير ذاته، فهناك جانب مدني لسباق الفضاء، حيث تشعر الولايات المتحدة بالقلق من أن تأخذ الصين زمام المبادرة في استكشاف الفضاء واستغلاله تجاريًا، وريادة التقدم التكنولوجي والعلمي الذي من شأنه أن يضع الصين في المقدمة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close