الخميس 24 نيسان / أبريل 2025
Close

"ستؤدي إلى قتل أطفال".. تحذيرات من "كارثة" بسبب سوء التغذية

"ستؤدي إلى قتل أطفال".. تحذيرات من "كارثة" بسبب سوء التغذية

شارك القصة

الغذاء العلاجي بلامبي نات
نحو 2300 مركز يقدم رعاية أساسية للأطفال الذين يعانون الهزال الشديد ومضاعفات طبية يواجه خطر الإغلاق أو تقليص خدماتها بشكل كبير - غيتي
الخط
بعد وقف المساعدات الأميركية، يواجه ملايين الأطفال حول العالم مخاطر سوء تغذية حاد بسبب عدم وجود أموال كافية لدى المنظمات التي تقدم خدمات للأطفال.

حذّر العاملون في مكافحة سوء التغذية من "كارثة" ستؤدي إلى "قتل أطفال"، نتيجة وقف المساعدة الأميركية والاقتطاع من ميزانيات التنمية في العديد من الدول.

وقالت أدلين ليسكان مديرة شركة "نوتريسيت" الفرنسية التي تنتج "بلامبي نات": "لم نواجه من قبل كارثة مماثلة، سجلنا إلغاء الكثير من الطلبيات".

وقالت ليسكان إنه مع تفكيك وكالة "يو إس إيد" المفاجئ "تراجعت مبيعاتنا ولم يكن من الممكن تصريف بعض المنتجات المخزنة" لأن الزبائن "لم تعد لديهم أموال كافية لشرائها".

أزمة "بلامبي نات"

و"بلامبي نات" هو غذاء علاجيّ جاهز للاستخدام مصمم لمعالجة سوء التغذية الحاد الوخيم، ويعرفه العاملون في المجال الإنساني جيدًا بأكياسه الصغيرة الحمراء والبيضاء البالغ وزنها 92 غرامًا، والتي تحتوي على عجينة الحليب المدعمة والمغذيات الدقيقة التي تؤمن 500 سعرة حرارية.

وأثبتت أكياس "بلامبي نات" المعتمدة منذ 1999 فاعليتها في مكافحة سوء التغذية، وسمحت -بحسب منظمة أطباء بلا حدود- بزيادة عدد الأطفال الذين يعالجون بسبب سوء التغذية من مئة ألف في مطلع الألفية إلى تسعة ملايين طفل اليوم.

الغذاء العلاجي بلامبي نات
تراجعت مبيعات الشركة المنتجة لـ"بلامبي نات" لعدم وجود أموال لدى زبائنها بسبب وقف المساعدات - غيتي

وتبيع شركة نوتريسيت منتجاتها للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والحكومات بحيث تمثل 50% من الإنتاج العالمي للأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام.

ولكن مع قيام الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو إس إيد"، بات هذا التقدم الذي أحرز في خطر.

فقد كانت واشنطن المانح الأول لبرنامج الأغذية العالمي بنسبة 33% عام 2023، ولمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) بنسبة 15%. كما كانت تؤمن 16% من تمويل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، و14% من تمويل منظمة الصحة العالمية.

ومن بين المنظمات المعنية اليونيسف، التي باتت الأغذية العلاجية لديها على وشك النفاد، في غياب أي تمويل جديد.

وحذرت الوكالة التابعة للأمم المتحدة من أن أكثر من 2,4 مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد قد يُحرمون من الأغذية العلاجية بحلول نهاية 2025.

وأوضحت اليونيسف في بيان أن نحو 2300 مركز يقدم رعاية أساسية للأطفال الذين يعانون الهزال الشديد ومضاعفات طبية، "تواجه خطر الإغلاق أو تقليص خدماتها بشكل كبير"، إضافة إلى نحو 28000 مركز علاجي متنقل "مخصص لمعالجة سوء التغذية".

وينعكس هذا الوضع على المنظمات غير الحكومية.

تراجع المساعدات الحكومية للتنمية

وأوضحت مسؤولة الإعلام في منظمة العمل ضد الجوع "ليا فوليه" أن الإمدادات بغذاء "بلامبي نات" تتولاها بشكل أساسي "اليونيسف في مناطق نشاطنا"، مشيرةً إلى أن "الأموال الأميركية كانت تمثل أكثر من 30% من تمويلنا الإجمالي".

الغذاء العلاجي بلامبي نات
كانت واشنطن المانح الأول لبرنامج الأغذية العالمي بنسبة 33 في المئة عام 2023 - غيتي

وتكفلت شبكة المنظمة خلال عام 2023 بحوالي 229 ألف طفل دون الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد الوخيم. لكن فوليه أضافت: "لم يعد بإمكاننا عمليًا لا استقبال ولا التكفل" بالذين يصلون إلى المراكز الصحية.

واضطرت منظمة "تضامن دولي" غير الحكومية التي تعول على الولايات المتحدة بنسبة 36% من تمويلها للعام 2025، إلى وقف برامجها في موزمبيق واليمن.

وقالت مسؤولة الأمن الغذائي وسبل العيش في المنظمة جولي مايان: "بين ليلة وضحاها لم يعد بإمكاننا مساعدة أكثر من مئتي ألف شخص".

وإن كان وقف التمويل الأميركي استثنائيًا من حيث حدته، إلا أنه ليس قرارًا معزولًا.

فقد سجلت المساعدات الحكومية للتنمية تراجعًا في السنوات الأخيرة في العالم ولا سيما في إيطاليا وبلجيكا وهولندا وفرنسا والمملكة المتحدة، في ظل وضع اقتصادي صعب وزيادة الإنفاق العسكري.

وأوضحت ليا فوليه أن "فرنسا اقتطعت 2,1 مليار يورو من مساعداتها في مشروع الميزانية للعام 2025، أي ما يوازي ثلث ميزانية العام الماضي.

كما أبدت المسؤولة مخاوف حيال تخفيضات كبيرة في الدول المجاورة، بلغت 25 في المئة، على خمس سنوات في بلجيكا، و50 في المئة في ألمانيا، فيما تخلت بريطانيا عن تعهدها بتخصيص 0,7 في المئة من دخلها القومي الإجمالي للمساعدة الإنمائية.

وقدّر البنك الدولي حجم التمويل الجديد الضروري من أجل خفض سوء التغذية بكل أشكاله بـ13 مليار دولار في العام على مدى السنوات العشر المقبلة.

إلا أن قمة لمكافحة سوء التغذية التي نظمت في أواخر مارس/ آذار الماضي في باريس، وغابت عنها الولايات المتحدة، لم تسمح سوى بجمع 27,55 مليار دولار من الالتزامات المالية لأربع سنوات، بحسب المنظمين.

تابع القراءة

المصادر

أ ف ب