حقّق الملياردير الأميركي إيلون ماسك حلمه بإنشاء مدينة صغيرة في ولاية تكساس حول المجمع الصناعي لشركته الفضائية "سبيس إكس"، بعدما صوّت العشرات من موظفيه لصالح المشروع بالإجماع تقريبًا.
وأصبح المجمع الساحلي الذي تبلغ مساحته أربعة كيلومترات مربعة على خليج بوكا تشيكا على الحدود المكسيكية، مدينة رسمية كاملة الأوصاف تحمل اسم "ستاربايس" (Starbase)، بعدما صوّت 212 شخصًا من سكان المجتمع النائي المحيط بموقع إطلاق الصواريخ ومقر "سبيس إكس" الرئيسي، لصالح المشروع بالإجماع، في مقابل 6 أصوات معارضة، وفقًا للنتائج التي نشرتها إدارة انتخابات مقاطعة كاميرون على الإنترنت.
كما انتخبت المدينة أول مجلس بلدي لها، واختير بوبي بيدن كأول عمدة لها. وتمّ إنشاء حساب خاص بالمدينة الجديدة على منصة "إكس".
واحتفى ماسك في منشور على منصّته الاجتماعية "إكس" بنتائج التصويت، قائلًا إنّها "أصبحت الآن مدينة حقيقية!".
وأكد أن تحويل "ستاربايس" إلى مدينة مستقلّة سيُسهم في مُواصلة بناء أفضل مجتمع للرجال والنساء الذين يبنون مستقبل البشرية في الفضاء، في إشارة إلى موظفي "سبيس إكس" وعائلاتهم الذين يقطنون في المدينة من دون غيرهم.
ما هي "ستاربايس"؟
و"ستاربايس" هي منشأة وموقع لإطلاق برنامج صواريخ "سبيس إكس"، الذي يرتبط بعقد مع وزارة الدفاع ووكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، ويهدف إلى إرسال رواد فضاء إلى القمر والمريخ.
وتبلغ مساحة المدينة الواقعة في الطرف الجنوبي من ولاية تكساس بالقرب من الحدود مع المكسيك، حوالي 3.9 كيلومتر مربع فقط، وتتخلّلها بعض الطرق ومقطورات سكنية ومنازل متواضعة، إضافة إلى تمثال ضخم لماسك.
وعام 2021، طرح ماسك فكرة تأسيس "ستاربايس" لأول مرة.

ومنذ سبع سنوات، أعادت "سبيس إكس" تشكيل خليج بوكا تشيكا بالكامل، بعد أن كانت بلدة هادئة يقطنها متقاعدون، وحوّلتها إلى مركز إنتاج نشط لصاروخ "ستارشيب" الذي يأمل ماسك أن ينقل البشر إلى المريخ يومًا ما.
ولا تزال الشركة تواجه عقبة أساسية تتمثل في أزمة السكن، حيث فشلت في توفير مساكن كافية لمئات العمال الذين يرغبون في العيش بالقرب من مقرها الرئيسي.
ويعيش نحو 260 موظفًا في "ستاربايس" إلى جانب عائلاتهم، ليبلغ إجمالي السكان في المدينة قرابة 500 شخص. بينما يتنقل أكثر من 3 آلاف موظف يوميًا من مدينة براونزفيل أو من مناطق مجاورة.
وتتضمّن الجهود المُصاحبة للتصويت على المدينة، مشاريع قوانين في الهيئة التشريعية للولاية لتحويل السلطة من المقاطعة إلى عمدة المدينة الجديدة ومجلس المدينة.
وتأتي كل هذه الإجراءات في الوقت الذي تطلب فيه شركة "سبيس إكس" من السلطات الفيدرالية الإذن بزيادة عدد عمليات الإطلاق في جنوب تكساس من خمسة إلى 25 عملية في العام.
وحظيت شركة "سبيس إكس" بدعم واسع النطاق من المسؤولين المحليين في "بوكا تشيكا"، فيما يتعلّق بوظائفها واستثماراتها في المنطقة.
لكنّ إنشاء مدينة رسمية للشركة أثار جدلًا محليًا في تكساس، خشية أنّ يؤدي ذلك إلى توسيع سيطرة ماسك على المنطقة، مع إمكانية منحه سلطة إغلاق الشواطئ العامة والمنتزهات الحكومية من أجل إطلاق الصواريخ.