الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

ستدخل مرحلة الخطر عام 2035.. توقعات بازدياد معدلات الحرارة في الكويت

ستدخل مرحلة الخطر عام 2035.. توقعات بازدياد معدلات الحرارة في الكويت

Changed

حلقة لـ "العربي" في ديسمبر 2021 تسلط الضوء على خطط الدول الخليجية لمواجهة التغير المناخي (الصورة: غيتي - أرشيف)
رجحت التقديرات دخول الكويت مرحلة الخطر في السنوات المقبلة إذا ازدادت المعدلات السنوية لدرجات الحرارة بنحو درجتين عما كانت عليه عام 2010.

حذّر مراقب التنبؤات الجوية في إدارة الأرصاد الجوية الكويتية، عبد العزيز القراوي، من أن الكويت ستدخل في "مرحلة الخطر" بحلول عام 2035، مع توقعات بأن تزيد المعدلات السنوية لدرجات الحرارة بنحو درجتين مئويتين، عما كانت عليه في 2010.

وأوضح القراوي في تصريح لـ"رويترز"، أن هذه المعدلات ارتفعت بالفعل 1.1 درجة في السنوات من 2010 إلى 2021 مقارنة بالسنوات الثلاثين التي سبقتها.

وبحسب القراوي، فقد سجل مرصد جوي في منطقة تسمى مطربة في شمال غرب الكويت، حرارة بلغت 54.4 درجة مئوية في 21 يوليو/ تموز 2016، هي الأعلى في قارة آسيا على الإطلاق، والثالثة عالميًا منذ بدء تسجيل درجات الحرارة عام 1886.

وفي السنوات القليلة الماضية، سجلت الكويت درجات حرارة قياسية، منها 54 درجة في منطقة الجهراء شمال غرب العاصمة عام 2021، و53 درجة في منطقة الصليبية غرب العاصمة في 2020، وهما من المناطق المأهولة بالسكان.

وقال القراوي: إن معدلات الحرارة فوق 50 درجة مئوية، كانت تُسجل بالكويت ليوم أو يومين أو حتى أربعة أيام في السنة في الثمانينيات والتسعينيات، لكنها تُسجل الآن ربما عشرين يومًا في السنة.

عواصف جوية وترابية

كذلك، شهدت الكويت تزايدًا في العواصف الجوية والرعدية والترابية التي تضرب البلاد، التي عادة ما تكون محملة بغبار يؤدي لحالات اختناق لا سيما لذوي الأمراض الصدرية، كما ينقل البكتيريا الضارة ويزيد من انتشار الأمراض الجلدية.

وتعرضت الكويت لأمطار غزيرة وسيول في أنحاء الدولة، وُصفت بأنها غير مسبوقة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، واستقال على إثرها وزير الأشغال العامة آنذاك حُسام الرومي، بعدما لحقت أضرار كبيرة بالممتلكات وتعطلت الحركة بالطرق والشوارع.

وقال القراوي: إن الأعاصير التي تضرب جنوب شبه الجزيرة العربية لا سيما سلطنة عمان واليمن تتكرر أكثر من السابق وتزداد عنفًا.

وفي الكويت، يزيد عنف العواصف المطرية مع معدل أقل في تكرارها السنوي لكن كميات المطر أصبحت أكثر من ذي قبل. وأوضح القراوي أن مواسم الجفاف أصبحت أطول، وهو ما زاد من العواصف الرملية التي جاءت الصيف الماضي في شهر مايو/ أيار الماضي على غير العادة، إذ تكون دائمًا في الفترات الانتقالية بين الفصول.

وغطت موجات غبار هذا العام سماء عدة دول خليجية من بينها الكويت، مصحوبة برياح وصلت إلى نحو 50 كلم في الساعة، حيث تسببت في تعطّل أوجه كثيرة للحياة من بينها حركة الملاحة الجوية والبحرية.

تشجير مساحات واسعة

ويرى كثيرون أن الكويت يمكنها بجهد فردي أو بتعاون الدول القريبة لا سيما العراق والسعودية، تخفيف حدة الارتفاع في درجات الحرارة وتقليلها إذا تمكنت من تشجير مساحات واسعة من الصحاري، الممتدة شمالًا وجنوبًا.

ولدى الكويت رؤية لتحويل 15% من الطاقة التي تستهلكها إلى مصادر متجددة بحلول 2030. ولتحقيق هذه الرؤية، أنشأت الكويت مجمع "الشقايا للطاقة المتجددة" شمال غرب البلاد، في مبادرة يتبناها وينفذها معهد الكويت للأبحاث العلمية، وتهدف إلى نقل وتوطين مزيج من تقنيات الطاقة المتجددة في البلاد لإنتاج الكهرباء.

كما تبنت الحكومة إنشاء مبان صديقة للبيئة في مشروعاتها الجديدة وأهمها مشروع مطار الكويت الجديد الذي يتم بناؤه حاليًا.

لكن الخبير الفلكي والمؤرخ عادل السعدون يرى أن الحل الناجع يكمن في زراعة نحو عشرين مليون شجرة في الكويت لتقليل درجات الحرارة بنحو خمس درجات مئوية، بحسب "رويترز".

ويشير السعدون إلى أن الأولوية في عملية التشجير ينبغي أن تكون للمناطق الشمالية والغربية لأنها المصدر الرئيس للرياح المُحملة بالغبار الذي يشكل مشكلة لغالبية السكان خصوصا في فصل الصيف، وتابع: "الحلول مكلفة لكن سنجني منها الكثير.. المياه المحلاة تكلف أكثر... لو تعاونا مع العراق ستنتعش الحياة"، وفق "رويترز".

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close