اتسعت رقعة أعمال العنف التي تشهدها مدن جنوب إفريقيا، عقب سجن رئيس البلاد السابق جاكوب زوما؛ حيث تعرّضت متاجر للنهب، وأُغلق جزء من طريق سريع، وخرج محتجون يلوحون بالعصي في جوهانسبرغ، المركز الاقتصادي للبلاد.
وشهد إقليم كوازولو ناتال، مسقط رأس زوما، القدر الأكبر من أعمال العنف، وهو الإقليم الذي سيقضي فيه زوما عقوبة السجن 15 شهرًا بتهمة ازدراء المحكمة.
واعتُبر الحكم على زوما وتنفيذه اختبارًا لقدرة الدولة على تطبيق القانون بعدالة في عهد ما بعد الفصل العنصري، حتى على ساسة من ذوي النفوذ. لكن سجن زوما أغضب مؤيديه وكشف انقسامات داخل الحزب.
وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوسا الأحد: لا يوجد مبرر للعنف، وإن الاضطرابات "تضرّ بجهودنا لإعادة بناء الاقتصاد" وسط جائحة كوفيد-19.
62 عملية اعتقال
ونفّذت الشرطة 62 عملية اعتقال منذ الجمعة، 37 منها في مقاطعة كوازولو ناتال (شرق)، و25 في الأحياء الفقيرة في العاصمة الاقتصادية جوهانسبرغ.
وقالت الشرطة: إن "بعض العناصر الإجرامية تستغلّ الغضب الذي يشعر به البعض من سجن زوما للسرقة وإلحاق الأضرار بالممتلكات". وحذّرت هيئة المخابرات الوطنية من أن المحرّضين على العنف قد يواجهون اتهامات جنائية.
وفي منطقة جيبه، فرّقت الشرطة حشدًا من 300 شخص أقاموا حواجز على طريق رئيسي قبل نهب محلات. كذلك كان الحال في بلدة ألكسندرا المقفرة، حيث اشتبك قرابة 800 من مثيري الشغب مع الشرطة، ما أدى إلى إصابة شرطي بالرصاص.
ولا تزال الشرطة في وضع استنفار في المنطقتين، وهي "في حالة تأهب" على الطرق الرئيسية والنقاط الساخنة.
زوما يطعن بالحكم
وكانت المحكمة قد أصدرت حكمًا بسجن زوما 15 شهرًا بسبب رفضه تنفيذ أمر من المحكمة الدستورية في فبراير/ شباط الماضي، بتقديم أدلة لتحقيق في فساد خلال فترة حكمه التي استمرت تسع سنوات حتى عام 2018.
وقدّم زوما طعنًا على الحكم الصادر بحقه أمام المحكمة الدستورية على أسس من بينها تدهور صحته وخطر عدوى كوفيد-19، وسينظر في الطعن اليوم.
وقال مسؤولون في البرلمان: "هناك تعاطف مع المصاعب الشخصية التي يواجهها الرئيس السابق جاكوب زوما. لكن يجب أن يسود حكم القانون والدستور".
لكن شخصية المقاتل السابق ضد الفصل العنصري و"الرجل العصامي" الذي تدرّج في كل الرتب، لا تزال تحظى بشعبية وتثير الإعجاب خصوصًا في مسقط رأسه.
وكان زوما سلّم نفسه، الأربعاء، للسلطات تنفيذًا لحكم السجن الصادر بحقّه.