الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

سرق وقسم إلى 240 قطعة.. ماذا حدث لدماغ ألبرت أينشتاين بعد وفاته؟

سرق وقسم إلى 240 قطعة.. ماذا حدث لدماغ ألبرت أينشتاين بعد وفاته؟

Changed

رحلة دماغ عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين بعدو وفاته عام 1955 - غيتي
رحلة دماغ عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين بعد وفاته عام 1955 - غيتي
ولد ألبرت أينشتاين في أولم الألمانية في 14 مارس 1879، ليصبح سريعًا واحدًا من أشهر العلماء، حيث تحدت أبحاثه نظرية نيوتن عن الزمان والمكان المطلقين.

من منا لا يعرف عالم الفيزياء الألماني ألبرت أينشتاين، الذي يمتلك وفق كثيرين، أكثر العقول ذكاءً في عصرنا؟

لكنّ ما قد لا يعرفه معظمنا هو أنّ دماغ هذا العبقري لم يرقد لوقت طويل معه بعد وفاته عام 1955، إذ تمت إزالته ودراسته. 

وفي التفاصيل التي قد تبدو "صادمة"، فقد سُحِب دماغ ألبرت أينشتاين بعد سبع ساعات ونصف من وفاته، حيث تمّ تخزينه في وعاء بقسم علم الأمراض في مستشفى برينستون بالولايات المتحدة الأميركية.

أما الشخص الذي "سرق" دماغ أينشتاين فهو توماس هارفي، أخصائي علم الأمراض الذي أجرى تشريحًا على دماغ العالم الشهير، بعد أن أخذ الدماغ من دون إذن مسبق من عائلته.

لمحة عن حياة أينشتاين

ولد ألبرت أينشتاين في أولم الألمانية في 14 مارس/ آذار 1879 لعائلة يهودية من الطبقة المتوسطة. عندما كان صغيرًا، انتقلت عائلته إلى ميونيخ حيث التحق بالمدرسة حتى سن الـ15 قبل أن ينقطع عنها عام 1894. 

استمتع أينشتاين بعزف الموسيقى، وتعلم العلوم والرياضيات. في وقت لاحق من حياته، انتقل إلى سويسرا، حيث قرر متابعة تعليمه مرة أخرى.

عام 1896، التحق أينشتاين بمعهد زيورخ للفنون التطبيقية، وتخلى المواطن الألماني عن جنسيته الأم وظل عديم الجنسية قبل أن يصبح أخيرًا مواطنًا سويسريًا.

بعد بضع سنوات، وتحديدًا عام 1901، تخرج من معهد الفنون التطبيقية في زيورخ، ثم حاول العثور على وظيفة مدرس لكن الحظ لم يحالفه. 

وبدلاً من ذلك، شغل منصب كاتب في مكتب براءات الاختراع السويسري في برن، بعد ذلك تزوج من حب حياته وزميلته في الدراسة ميليفا ماريك، وأنجبا طفلهما الأول ليسيرل عام 1902 وطفلين آخرين، هما هانز (1904) وإدوارد (1910).

بحلول عام 1905، كان لأينشتاين أربع مقالات بحثية غيرت عالم العلم إلى الأبد - غيتي
بحلول عام 1905، كان لأينشتاين أربع مقالات بحثية غيرت عالم العلم إلى الأبد - غيتي

أوراق أينشتاين العلمية

ولم يعرف اسم أينشتاين في المجتمع العلمي، إلا حين كتب ورقة بحثية طوّر فيها النظرية النسبية الخاصة وذلك في أثناء عمله في مكتب براءات الاختراع، حيث كان لديه متسع من الوقت للتفكير في نظرياته والعمل عليها، بحسب موقع "هيستوري ديفايند".

وبحلول عام 1905، كان لأينشتاين أربعة مقالات بحثية غيرت عالم العلم إلى الأبد. فقد تحدت أبحاثه نظرية نيوتن عن الزمان والمكان المطلقين، وزود العالم بنظريات ملموسة للمرة الأولى منذ أكثر من 250 عامًا.

بالإضافة إلى ذلك، تفرعت من أبحاثه ما يُعرف بميكانيكا الكم، وهي نظرية رئيسة في الفيزياء توفر وصفًا للخصائص الفيزيائية للطبيعة على مقياس الذرات والجسيمات دون الذرية، والتي تعد الأساس لتقنيات مثل الليزر والترانزستورات والطاقة النووية. كما عرّف العالم على التأثير الكهروضوئي ونظريات النسبية العامة.

وفاة أينشتاين وسرقة دماغه

بعد انتقاله للتدريس في جامعة برينستون الأميركية، توفي ألبرت أينشتاين نتيجة نزف داخلي ناتج عن تمزق تمدد الأوعية الدموية الأبهرية البطنية، بسبب تمدد الأوعية الدموية الأبهري في 18 أبريل/ نيسان 1955، عن عمر يناهز 76 عامًا.

وقبل وفاته، ترك أينشتاين وصية وهي أن يتم حرق جثمانه ونثر رماده في مكان خاص، أي كان واضحًا بعدم رغبته في أن يدرس. 

لكن توماس هارفي الذي كان الطبيب المسؤول عن تشريح الجثة في المستشفى، قرر عكس ذلك وخطرت له فكرة "جنونية" مفادها سرقة دماغ أشهر عالم فيزياء في عصره.

وبالفعل، قام هارفي بإزالة دماغ أينشتاين بدون إذن من أسرته، وبحسب مقالة نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز"، عندما كانت العائلة تستعد لحرق جثته في نيوجيرسي الأميركية، علم ابنه هانز أن الجثة في التابوت لم تكن كاملة.

رغم صدمة وغضب العائلة من هذه السرقة، تمكّن هارفي من الحصول على إذن من هانز لدراسة دماغ والده، بشرط أن يكون أي بحث يتم إجراؤه في مصلحة العلم فقط. فسعد توماس جدًا على الرغم من أنه فقد وظيفته في مستشفى برينستون نتيجة ذلك.

بعدها، أخذ هارفي دماغ أينشتاين معه إلى فيلادلفيا، حيث قام بتصويره ودراسته بدقة ليتبين أنه كان يزن 1230 غرامًا، أي أخف من متوسط وزن دماغ الرجال في عمر أينشتاين.

ثم قطع دماغ الفيزيائي إلى 240 قطعة وشاركها مع باحثين آخرين، حتى إن حكومة الولايات المتحدة حصلت أيضًا على عينة من دماغ أينشتاين لدراستها بحسب موقع "آل ذات إنترستينغ".

عالم الأمراض توماس هارفي يحمل جزء من دماغ الفيزيائي ألبرت أينشتاين عام 1994 - غيتي
عالم الأمراض توماس هارفي يحمل جزءًا من دماغ الفيزيائي ألبرت أينشتاين عام 1994 - غيتي

نتائج مثيرة للجدل 

وبعد دراسات طويلة، نشر هارفي وبعض المتعاونين معه أول دراسة عن دماغ أينشتاين، في مقالة علمية عام 1985 وصفت بأنها مثيرة للجدل للغاية، إذ زعمت أن دماغ العالم الشهير يحتوي على نسبة غير طبيعية من الخلايا الدبقية والخلايا العصبية، والتي من شأنها أن تحافظ على تزويد الخلايا العصبية بالأكسجين، وبالتالي تسمح له بالتركيز على المعلومات أكثر من غيره.

كما زعمت دراسة أخرى عام 1996 أن الخلايا العصبية لأينشتاين كانت أكثر إحكامًا من المعتاد، ما مكّنه من معالجة المعلومات بشكل أسرع. 

كذلك، ذكرت دراسات أخرى أن الفصيص الجداري السفلي لأينشتاين كان أوسع من الدماغ العادي، مما عزز لديه "التفكير المرئي" أي فهم الرموز والأشكال البصرية بطريقة بديهية.

 ثم زعمت دراسة أجريت عام 2012 أن الجزء الأوسط من الفص الجبهي في دماغ أينشتاين المرتبط بالتخطيط والذاكرة، يحتوي على حافة إضافية مغايرة للدماغ الطبيعي.

نموذج طبق الأصل عن دماغ ألبرت أينشتاين – غيتي
نموذج طبق الأصل عن دماغ ألبرت أينشتاين – غيتي

تشكيك في نتائج الدراسات

و في حين تعتبر هذه النظريات مشروعة، لا توجد أدلة مباشرة لمعرفة ما إذا كان أي من هذه الدراسات موثوق علميًا، إذ يزعم العديد من العلماء، مثل توماس هاينز من جامعة كاليفورنيا، أن الدراسات التي أجريت على دماغ أينشتاين متحيزة وتفتقر إلى الأدلة العلمية.

يرجع ذلك جزئيًا، إلى أن الأدمغة الحية لها خصائص غير محدودة للدراسة بينما الأدمغة الميتة محدودة الدراسة. بمعنى آخر، لا يمكن التعويل على النتائج واعتبارها أدلة قاطعة. 

يذكر أنه قبل وفاته في عام 2007، تبرع هارفي بالأجزاء المتبقية من دماغ أينشتاين التي كانت بحوزته للمجتمع العلمي، وتعرض حاليًا في متحف Mütter في فيلادلفيا. 

المصادر:
ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close