بعد عقود هيمن فيها الدولار الأميركي على تسويات واردات موسكو التجارية الخارجية، ها هي العملة الأميركية تجد نفسها في موقف لم تعتد عليه.
ويأتي هذا بالتزامن مع صعود نجم نظيرتها الصينية اليوان التي لجأت إليها موسكو وسيلة تلتف بها على العقوبات الغربية المفروضة عليها عقب ما أطلقت عليه اسم "العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا".
وقبل بداية الحرب في شرقي أوروبا، شكّل اليوان 4% فقط من تسويات واردات موسكو طيلة 2011 لكن العملة الصينية استحوذت خلال العام الماضي على 23% منها. وهو ما يعني قرابة ستة أضعاف سابقه.
مؤشر يؤكد استدارة روسيا نحو الشرق بعد أن اعتمدت طويلًا على الدولار واليورو وبدرجة أقل على الفرنك السويسري والجنيه الإسترليني لإدامة التواصل مع الفضاء التجاري الدولي.
اللجوء إلى عملات أخرى
كما أدى تعطل أنبوب "نورد ستريم" الذي كان يمد أوروبا بالغاز إلى تعطل العلاقات التجارية مع القارة العجوز. فقد اُجبرت موسكو على البحث عن بدائل جديدة لهذه السوق الكبيرة ووجدت ضالتها في الصين التي لن تجد مشكلة في شراء الغاز والنفط بأسعار تفضيلية مقابل اليوان الذي يستحوذ فقط على 3% من مجمل سوق العملات العالمية مقابل 58% للدولار.
الروبل الروسي يرتفع إلى أعلى مستوى خلال شهرين، مقابل تراجع اليورو تقرير: علي القيسية #العربي_على_أرض_عربية pic.twitter.com/v2Yg3vvDEP
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 2, 2022
وهذه نسبة قد تتبدل مع مرور الوقت إن استطاع الكرملين فتح جبهات جديدة تشمل الهند وايران اللتان لا تمانعان في التعامل مع موسكو بالروبية والريال والروبل كذلك.
ويدعم الرئيس فيلاديمير بوتين تغيير النظام المالي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة ودولارها، العملة التي خاضت واشنطن الكثير من أجلها حتى تجعلها متفوقة على روسيا والصين وسواهما، كما أنها العملة التي تضمن لها سيادة المشهد الاقتصادي العالمي.