استشهد 3 لبنانيين وأُصيب آخرون بجروح جراء إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار عليهم صباح اليوم الأحد، لمنعهم من دخول قراهم في جنوب لبنان، مع انتهاء مهلة الستين يومًا لانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وهذا الأخير كان قد بدأ سريانه فجر 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، منهيًا حربًا امتدّت لأكثر من عام على لبنان.
ورغم تحذيرات جيش الاحتلال من العودة إلى 61 قرية في جنوب لبنان، توافد مئات اللبنانيين إلى قراهم الحدودية في محاولة لدخولها، بينما واجههم جيش الاحتلال بإطلاق النار والقنابل الفوسفورية.
وقد أشارت وزارة الصحة اللبنانية إلى سقوط شهيدين و31 جريحًا برصاص الاحتلال خلال محاولة الأهالي الدخول إلى بلداتهم جنوبي البلاد.
ولاحقًا، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 3.
وكان مراسل التلفزيون العربي محمد شبارو، قد أفاد بإصابة 3 لبنانيين جراء إطلاق جيش الاحتلال الرصاص على الأهالي الذين دخلوا إلى قرية كفركلا، التي تعرّضت مداخلها أيضًا لقصف بقنابل فوسفورية لمنع الأهالي من الدخول.
كما أطلقت قوات الاحتلال النيران باتجاه المواطنين عند أطراف بلدتَي ميس الجبل وحولا. وفي هذه الأخيرة أقدم جيش الاحتلال على خطف شخصين دخلا إليها مع قوافل العائدين.
إلى ذلك، دخل عدد من المواطنين بسياراتهم إلى بلدة عيتا الشعب، رغم محاولات الجيش اللبناني منعهم من ذلك حفاظًا على سلامتهم.
والسبت، دعا الجيش اللبناني سكان المناطق الحدودية إلى "التريّث في العودة إلى قراهم، نظرًا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلّفات العدو الإسرائيلي".
وبموجب الاتفاق المبرم بوساطة أميركية، يتوجب على إسرائيل سحب قواتها خلال 60 يومًا، أي بحلول 26 يناير/ كانون الثاني الحالي، وأن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل).
لكن إسرائيل لم تسحب قواتها من جنوب لبنان، بزعم أنّ لبنان لم يُنفّذ الاتفاق "بشكل كامل"، وسط اتهام لبنان لها بـ"المماطلة" في تنفيذ تعهّداتها.
وأكد الجيش اللبناني في بيان، أنّه يُواصل "تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني منذ اليوم الأول" لوقف إطلاق النار، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية المشرفة على تطبيقه وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل)".
وأقرّ بحصول "تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي"، مشددًا على جاهزيته لاستكمال انتشاره "فور انسحاب" هذا الأخير.
والسبت، أعلنت الرئاسة اللبنانية أنّ الرئيس جوزيف عون أكد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة إلزام إسرائيل تطبيق الاتفاق "ووقف انتهاكاتها المتتالية، لا سيما تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية، وجرف الأراضي، الأمر الذي سيُعيق عودة الأهالي الى مناطقهم".
والخميس، حذّر "حزب الله" في بيان، من أنّ عدم احترام إسرائيل مهلة الانسحاب "يُعتبر تجاوزًا فاضحًا للاتفاق وإمعانًا في التعدّي على السيادة اللبنانية ودخول الاحتلال فصلًا جديدًا"، من دون أن يُحدّد طبيعة ردّه على ذلك.