الإثنين 25 مارس / مارس 2024

سكان ووهان يحتفلون بحريتهم بعد عام على الإغلاق الشامل.. وقيود جديدة حول العالم

سكان ووهان يحتفلون بحريتهم بعد عام على الإغلاق الشامل.. وقيود جديدة حول العالم

Changed

ووهان تبدو اليوم ملاذًا صحيًا مقارنةً ببقية أنحاء العالم؛ فشوارع المدينة تزدحم بسيارات المواطنين وعربات النقل العام، والأرصفة تكتظ بالمارة.

يصادف اليوم السبت ذكرى مرور عام على فرض تدابير عزل صارمة استمرت 76 يومًا في مدينة ووهان الصينية؛ للحد من وباء كوفيد-19، بينما تفرض عدة دول أخرى في العالم تدابير جديدة لاحتواء الفيروس الذي لم يتراجع، بل يثير مزيدًا من القلق مع ظهور نسخ متحورة منه.

ويأتي ذلك غداة تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن من أن حصيلة الوباء في الولايات المتحدة قد تتخطى 600 ألف وفاة.

وتشهد بعض المناطق الصينية في الأيام الأخيرة عودة محدودة للوباء، وبدأت بكين، أمس الجمعة، حملة فحوص لمليوني شخص، بعد رصد بضع إصابات بالفيروس، بعضها بالنسخة المتحورة الإنكليزية.

لكن المشهد مختلف في ووهان، حيث احتفل السكان بحريتهم؛ فقد ازدحمت شوارع المدينة بسيارات المواطنين وعربات النقل العام، واكتظت أرصفة المارة؛ ما يؤكد حجم التعافي في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، ورُصدت فيها أولى الإصابات بالفيروس، قبل أن يجتاح العالم ويودي بمليوني شخص حتى الآن.

ومن المبكر جدًا معرفة ما إذا كانت الصين مصدر الفيروس، وفق ما أعلنت منظمة الصحة العالمية التي تقوم بمهمة في البلاد، تبدو ووهان اليوم ملاذًا صحيًا مقارنةً ببقية أنحاء العالم.

قيود وسأم

فُرضت قيود جديدة في العديد من الدول وسط قلق متصاعد من الوباء ومخاطر تفرضها النسخ المتحورة الجديدة من الفيروس، رغم حالة السأم التي تسود.

ففي هولندا، دخل السبت حظر تجول ليلي حيز التنفيذ، فيما أقرت كولومبيا إغلاقًا جديدًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، كما ألزمت الحكومة الإسرائيلة جميع القادمين إلى البلاد بإجراء فحص كورونا قبل الدخول إليها.

وأعلنت النروج بدورها السبت تدابير إغلاق في العاصمة أوسلو ومنطقتها، هي الأكثر تشدداً منذ بدء الوباء، بعد رصدها إصابات بالفيروس المتحور الإنكليزي.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعلنت دول أوروبية عدة تشديد قيودها، ومنعت بلجيكا السفر غير الضروري على سكانها اعتبارًا من الأربعاء حتى الأول من مارس/ آذار.

وأغلقت البرتغال الخاضعة للإغلاق منذ أسبوع، المدارس والحضانات والجامعات اعتبارًا من الجمعة ولمدة 15 يوماً.

في إسبانيا، تسببت احتفالات نهاية العام برفع عدد الإصابات، وأعلنت منطقة مدريد الأكثر تضررًا من هذه الموجة تدابير جديدة، منها زيادة ساعات حظر التجول وتقريب موعد إغلاق الحانات والمطاعم.

بدورها فرضت هونغ كونغ أول إغلاق لعطلة نهاية الأسبوع في حي فقير ومكتظ.

ولا تمر هذه القيود الجديدة بدون احتجاج سكان في العالم، يريدون استعادة حياتهم السابقة، والعودة إلى طاولات المطاعم والمقاهي وقاعات المسارح والسينما.

وفتحت المطاعم والمقاهي أبوابها السبت في جينس في الجمهورية التشيكية؛ احتجاجًا على قرارات الإغلاق. وفي كوبنهاغن، يفترض أن تجري تظاهرة بعد ظهر السبت لمعارضين للقيود.

أكثر فتكًا

قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس الجمعة، إن نسخة جديدة ظهرت في المملكة المتحدة قد تكون أكثر فتكًا وعدوى من تلك التي هددت ووهان قبل عام.

وكانت الوكالة الأوروبية المتخصصة بالأوبئة قد حددت من جهتها بـ"مرتفع إلى مرتفع جداً" الخطر المرتبط بالنسخ الجديدة من الفيروس، متوقعةً تشديدًا سريعًا للقيود في الأسابيع المقبلة.

وظهرت أنباء قاتمة على جبهة اللقاحات؛ إذ حذرت شركة الأدوية البريطانية أسترازينيكا الجمعة من أن إمدادات لقاحها المضاد لكوفيد-19 إلى أوروبا ستكون أقل مما كان متوقعًا مبدئيًا بسبب انخفاض إنتاج موقع تصنيع تابع لها.

وطلبت فرنسا من جهتها من مختبر فايزر الأميركي احترام التزاماته في تسليم اللقاح.

في الأثناء، أعلنت الحكومة المَجرية الجمعة أنها توصّلت إلى اتفاق لشراء مليوني جرعة من لقاح "سبوتنيك-في" الروسي ضد كوفيد-19، رغم أن الاتحاد الأوروبي لم يوافق عليه بعد.

لا كرنفال في ريو

وبعد بلوغه ذروة في الانتشار، تباطأ الوباء في كل أنحاء العالم هذا الأسبوع. وسجل ما معدله 643200 إصابة يومية جديدة، أي أقل بنسبة 12% من الأسبوع السابق، إلا في أميركا اللاتينية حيث أحجمت مدينة ريو دي جانيرو عن تنظيم الكرنفال التقليدي هذا العام.

وبدأت البرازيل، التي تعاني موجة وبائية ثانية، حملة تلقيح لكنها تشهد بعض المشكلات، فيما حذّر خبراء من نقص محتمل بالجرعات وبعض المكونات وحتى الحقن.

من جانب آخر، نجحت مبادرة مواطنين في ملاوي بجمع 100 ألف دولار خلال أسبوع تهدف إلى زيادة الموارد في مكافحة كوفيد-19 في المستشفيات العامة.

في سريلانكا، تبينت إصابة وزيرة الصحة بافيترا وانياراششي بالفيروس، وستدخل في العزل.

وأدى الوباء حتى الآن إلى وفاة 2,107,903 أشخاص، وأصاب 98 مليوناً. وسجل ثلث الإصابات الجديدة في أوروبا وأميركا الشمالية.

 

المصادر:
فرانس برس / التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close