عادةً ما يشكو الموظفون من أوجاع في الظهر والرقبة أو الأكتاف بعد جلوسهم وقتًا طويلاً أمام الحاسوب، ولذلك بدأت تنتشر عبر مواقع التواصل نصائح بزيارة أشخاص يقدمون علاجًا يسمى "تقويم العمود الفقري".
وبحسب الأطباء، يُستخدم هذا العلاج يدويًا لتقويم العظام والمفاصل للمساعدة في تخفيف مشكلات العظام والعضلات والمفاصل وخصوصًا في منطقة الرقبة والظهر، ويعد نوعًا من الطب التكميلي والبديل.
لكن لا يتفق الجميع على سلامة هذا النشاط الطبي، إذ لا يخلو من المخاطر التي لا يعرفها الكثيرون عبر مواقع التواصل، إضافة إلى افتقاره إلى الدعم العلمي الكافي.
ولا يكون العلاج مصاحبًا للألم في العادة، لكن القلق الذي يحذّر منه المختصون يتمثل باحتمال ولو كان ضئيلاً بحصول تمزق أو تسلخ في الشرايين عند التلاعب بعظام الرقبة، خصوصًا أنها أكثر قدرة على الحركة وبالتالي أكثر عرضة للإصابة.
سكتات دماغية أو شلل
ويقول المختص بجرحة العظام، د. وليد الشعراني، إن جلسات تقويم العمود الفقري تعتمد على "الطقطقة"، أما مصطلح التقويم فيشتمل على أولئك الذين يعانون انحرافًا بالعمود الفقري ولا يتحقق التقويم الفعلي إلا بالجراحة.
ويؤكد وجود متخصصين خبراء بعلاج تقويم العمود الفقري، وقد يلجأ المرضى لهذا الطب البديل خوفًا من الجراحات العظمية، متحدثًا عن وجود إيجابيات له، ولا سيما أنّه لا يتم الضغط على الفقرات خلال الجلسات، كما قد ينصح المعالج بأدوية وأغذية معينة يتحسّن من خلالها المريض.
لكن ينطوي العلاج على مخاطر أيضًا، إذ يتخوّف الأطباء وفق الشعراني، من الحركات القوية التي قد يتعرّض لها العمود الفقري أو الرقبة، ولا سيما أن ثلث الدم المتدفق للدماغ يأتي عن طريق شرايين تمرّ في فقرات الرقبة، مما يؤثر على دخول الدم إلى المخ عند تعرّض الرقبة لحركة سريعة وقوية، مع إمكانية التعرّض لخطر السكتات الدماغية.
كما ينوّه إلى أن الضغط على الظهر قد يؤدي إلى الإصابة بانزلاقات أو تمزّقات غضروفية لمريض قد يعاني من تمزق خفيف.
وينصح الشعراني باستشارة طبيب العظام أولاً قبل الذهاب إلى المعالجين، لأن هذا العلاج لا يلائم جميع الحالات الطبية وقد تسوء مشكلة البعض ويمكن لأي خطأ أن يؤدي إلى الإصابة بالشلل.
