الخميس 10 تموز / يوليو 2025
Close

"سلاح حرب وأداة للابتزاز".. فشل في توزيع المساعدات يحرج إسرائيل

"سلاح حرب وأداة للابتزاز".. فشل في توزيع المساعدات يحرج إسرائيل

شارك القصة

الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة
وصفت الأمم المتحدة صورًا تظهر آلاف من الفلسطينيين يندفعون نحو مركز لتوزيع المساعدات في غزة بأنها "مؤلمة"- غيتي
الخط
انتقلت إسرائيل للحديث من النجاح المؤكد لتطبيق آلية توزيع المساعدات الجديدة إلى إمكانية الفشل في أول يوم لهذه العملية.

عملت إسرائيل، طوال الأشهر الماضية، على منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كافٍ، بحجة منع وصولها إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وذلك قبيل تشديدها الحصار وإغلاق معابر القطاع قبل نحو 90 يومًا.

وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"فقدان السيطرة مؤقتًا" الثلاثاء عندما اندفعت حشود من الفلسطينيين إلى مركز إغاثة جديد في غزة، بينما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي بسقوط 3 شهداء و46 جريحًا و7 مفقودين جراء إطلاق الاحتلال النار داخل مركز المساعدات في رفح.

"مؤامرة هندسة التجويع"

وقال نتنياهو في خطاب: "وضعنا خطة مع أصدقائنا الأميركيين لمواقع توزيع مضبوطة، حيث ستُوزّع شركة أميركية الطعام على العائلات الفلسطينية... حصل فقدان مؤقت للسيطرة. ولحسن الحظ، استعدنا السيطرة"، حسب قوله.

من جانبه، قال رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر في القطاع حسني المغني، إن فشل الآلية الإسرائيلية - الأميركية لتوزيع المساعدات في القطاع، جاء نتيجة استبعاد المؤسسات الدولية العاملة في المجال الإنساني، واستبدالها بشركات أمنية.

وأشار المغني في بيان، إلى أن العشائر والعائلات الفلسطينية "تصدّت لمحاولات الشركة الأميركية تنفيذ مخططها من خلال استغلال السكان"، مشددًا على أن الفلسطينيين "وقفوا كالصخر" في وجه "مؤامرة هندسة التجويع".

"فشل معروف مسبقًا"

وبعد فشل أول يوم من تطبيق آلية المساعدات الجديدة، انتقلت إسرائيل من الحديث عن "النجاح المؤكد" لهذه الآلية في غزة إلى "إمكانية الفشل"، بحسب ما أفاد به مراسل التلفزيون العربي في القدس، أحمد دراوشة.

وأوضح المراسل أن معهد أبحاث الأمن القومي، وهو أحد أبرز مراكز الدراسات في إسرائيل ويضم عددًا من كبار الضباط السابقين في الجيش الإسرائيلي، نشر تحليلًا عن مراكز توزيع المساعدات، عنونه بـ"فشل معروف مسبقًا".

وبحسب دراوشة، فقد وزّعت إسرائيل صورًا تُظهر مواطنين فلسطينيين يتسلّمون مساعدات في ساعات الصباح الباكر من اليوم الثلاثاء، حيث صرّح مصدر أمني إسرائيلي لوسائل إعلام عبرية بأن ما حدث يمثل "بداية النهاية لحكم حركة حماس" في قطاع غزة، حسب وصفه، وقد صدرت هذه الصور من منطقة رفح.

وأضاف دراوشة أن وسائل إعلام إسرائيلية وصفت الصور القادمة من رفح بأنها تمثّل "تطورًا دراماتيكيًا"، و"حدثًا مهمًا"، و"فوضى"، و"فشلًا" في تنفيذ الآلية الجديدة. واعتبر بعض المعلّقين أن ما جرى يسبب "إحراجًا" لإسرائيل، خصوصًا من قبل أقطاب المعارضة.

ونقل المراسل عن وزير الأمن الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، تشكيكه في إمكانية نجاح آلية توزيع المساعدات في قطاع غزة.

ورأى دراوشة أن "الخلل" - أو "الفضيحة" كما وصفها - يكمن في تقليص عدد نقاط التوزيع من نحو 400 نقطة إلى أربع فقط، ما لا يُلبي حاجات سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة.

"صور مؤلمة" قادمة من غزة

وفي هذا الإطار، وصف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة صورًا تظهر آلاف من الفلسطينيين يندفعون نحو مركز لتوزيع المساعدات في غزة بأنها "مؤلمة".

وقال ستيفان دوجاريك: "لقد شاهدنا الفيديو الصادر من غزة حول إحدى نقاط التوزيع التي أنشأتها مؤسسة غزة الإنسانية. وبصراحة، هذه الفيديوهات والصور مؤلمة جدًا".

وأضاف: "كما أشار الأمين العام الأسبوع الماضي، لدينا وشركاؤنا خطة مفصلة وعملية سليمة، تدعمها الدول الأعضاء لإيصال المساعدات إلى السكان المحتاجين".

من جانبه، أدان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة الحادثة، مؤكدًا أن "الاحتلال الإسرائيلي فشل فشلًا ذريعًا في مشروع توزيع المساعدات بمناطق العزل العنصرية".

وأشار إلى اندفاع "آلاف الجائعين، الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي 90 يومًا، نحو تلك المناطق في مشهد مأساوي ومؤلم، انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل".

وأدان في بيان استخدام المساعدات "كسلاح حرب وأداة للابتزاز السياسي".

وقاطعت الأمم المتحدة وغيرها من منظمات الإغاثة الدولية المشاركة في دعم الآلية الجديدة، قائلين إنها تقوض المبدأ الذي ينص على أن المساعدات الإنسانية يجب توزيعها بصورة مستقلة "عن أطراف الصراع وعلى أساس الحاجة".

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي - وكالات
تغطية خاصة