الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

سلمى بهجت ضحية جديدة للجرائم ضد النساء.. هل من رادع لهذه الظواهر؟

سلمى بهجت ضحية جديدة للجرائم ضد النساء.. هل من رادع لهذه الظواهر؟

Changed

"العربي" يفتح قضية مقتل سلمى بهجت على ضوء تزايد الجرائم ضد النساء (الصورة: غيتي)
يتحدث الناشط الحقوقي المصري هيثم غنيم لـ"العربي" عن أسباب ازدياد حالات قتل وتعنيف النساء، وسبل الحد من هذه الظاهرة.

قتلت الطالبة الجامعية المصرية سلمى بهجت التي تبلغ من العمر 22 عامًا، بسبب تعرضها للطعن 17 مرّة على يد زميل لها، في جريمة جديدة هزّت الشارع المصري والعربي.

وتأتي هذه الجريمة المروعة، بعد أسابيع قليلة فقط من أخرى مماثلة، أسفرت عن مقتل الطالبة المصرية نيرة أشرف أمام جامعتها في يونيو/ حزيران الماضي.

وبحسب الأمم المتحدة وجهاز الإحصاء المصري عام 2015، تعرضت نحو 8 ملايين امرأة للعنف في مصر من قبل أزواجهنّ أو أقاربهنّ أو محيطهنّ، في الأماكن العامة.

تفاصيل جريمة قتل سلمى بهجت

وعقب الجريمة التي أودت بحياة طالبة الإعلام بجامعة الشروق المصرية، أمر النائب العام المصري بتشكيل فريق للحقيق العاجل في الواقعة، وأكدت النيابة العامة أنه ألقي القبض على المتهم إسلام محمد "وجارٍ استجوابه".

وبدأت التحقيقات في مسرح الجريمة بالقرب من محكمة الزقازيق، حيث جمعت أجهزة تسجيل آلات المراقبة في محيط المكان، إلى جانب هاتفي المجني عليها والسلاح المستخدم في الجريمة.

كما كشفت النيابة العامة المصرية، أن التحقيقات الأولية بيّنت أن المتهم نفّذ جريمته بعد ملاحقة المجني عليها لفترة هددها فيها وذويها بالإساءة لسمعتها وقتل، "وذلك بعد رفضهم خطبته لها لسوء سلوكه وتعاطيه المواد المخدرة وشذوذ أفكاره ومعتقداته".

بدوره، اعترف إسلام بارتكابه جريمته عمدًا بعد سبق الإصرار والترصد، بدافع الانتقام بعد أن قررت سلمى إنهاء علاقة جمعتهما مؤخرًا رغم رفضه من قبل ذويها والسبب كان محاولته منعها من العمل أو لقاء صديقاتها بدعوى حرصه عليها، بحسب أقواله التي نشرتها النيابة العامة.

لكن للشهود أقوال أخرى، إذ أكدوا أن إسلام لاحق سلمى في الفترة الأخيرة إلى كل مكان ذهبت إليه تقريبًا.

العوامل التي تساهم في ظاهرة الاعتداء على النساء

ومن إسطنبول، يتحدث الناشط الحقوقي المصري هيثم غنيم عن ازدياد حالات قتل وتعنيف النساء بدافع الانتقام، مشيرًا إلى أن هذه النسبة زادت بشكل ملحوظ خلال العام الفائت بنسبة 30% عن الأعوام السابقة.

وعن أبرز العوامل التي تساهم في هذه الظاهرة الخطيرة، يقول غنيم إنها تتمثل في ضعف دور القوى الأمنية في تتبع والحد من الضرر الذي يلحق بأي شخص يتعرض لتهديد أو اعتداء، "ليس في مصر فقط، بل في عدة دول عربية أخرى".

ويلفت الناشط الحقوقي أيضًا إلى التأثير السلبي للدراما المصرية خلال السنوات الماضية، "التي أصدرت أنماطًا معينة للشباب عن شخصية الشاب البلطجي الذي يستطيع أن يأخذ حقه بيده، ولا تستطيع حبيبته أن تقوم بتركه وإن قامت بذلك يقوم بالاعتداء عليها".

ويضيف لـ"العربي": "هذه الأنماط أصبحت تشكل وعي الجيل الجديد الذي يشاهد هذه الأعمال الفنية من مسلسلات وأفلام وغيرها، ما ينعكس سلبًا على تصرفات الشباب".

كما تطرق غنيم إلى تأثير الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، والتي تضعف دور الأسرة لانشغال أولياء الأمور بمحاولة تأمين لقمة العيش، على حد قوله.

إلى جانب كل ذلك، يحمل غنيم بعض المسؤولية إلى ضعف الواعز الديني عبر تراجع دور المؤسسات الدينية في مصر عن دورها، نتيجة القيود الأمنية أو عدم منحها المساحة الملائمة وتعظيم دور القبضة الأمنية في ما يتعلق بالأمور السياسية مقابل نقصها في الأمور المجتمعية.

هل تشكل العقوبات العلنية رادعًا لهذه الجرائم؟ 

وفي ما يتعلق بمطالبة النشطاء بسن عقوبات علنية رادعة، يقول الناشط المصري إنه لا يوجد عقوبة أردع من عقوبة الإعدام في مصر، وبالتالي يرى غنيم أن مثل هذه العقوبات لا يمثّل حلًا جذريًا لهذه المشكلة.

لذلك، يعتقد أن الحل هو في إيجاد حلول نهائية وليست أمنية تكون مؤقتة، عبر تتبع العوامل التي أدت تفاقم هذه الظاهرة للانطلاق في علاجها من خلال تعزيز دور الإعلام التوعوي الإيجابي، ومن خلال قيام المؤسسات الدينية بدورها عن طريق الوعظ والإرشاد، إلى جانب دور المعلمين في المدارس والجامعات.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close