السبت 24 مايو / مايو 2025
Close

سليمان العسكري.. الكويتي ابن القاهرة الناصرية

سليمان العسكري.. الكويتي ابن القاهرة الناصرية محدث 24 نيسان 2025

شارك القصة

عاش سليمان العسكري شغوفًا بالجمال، جمال الكلمة، وجمال الفكرة، وجمال التشكيل
عاش سليمان العسكري شغوفًا بالجمال، جمال الكلمة، وجمال الفكرة، وجمال التشكيل
الخط
لا تزال ذاكرة سليمان العسكري تحتفظ بتفاصيل اللقاءات الأولى: أول حفلة لأم كلثوم، وأي أغنية كانت، وأي شاعر كتبها، وأي ملحن لحّنها، وأول معرض كتاب على ضفاف النيل.

في الحلقة الأولى من "وجوه من الخليج"، يطلّ المفكر سليمان العسكري، حيث يتحدّث عن تجربته مواطنًا كويتيًا وناصريًا، ومثقفًا أدار مشروعات ثقافية رائدة في الخليج والعالم العربي. فن هو سليمان العسكري؟

عرف جيلُنا سليمان العسكري قبل أن يراه. عرفه من توقيعه على مقالاته في مجلة العربي الكويتية، ومن حضوره اللافت في سلسلة عالم المعرفة التي امتازت بقيمتها المعرفية العالية وسعرها الرمزي في أغلب بلداننا العربية.

لم يكن صدور عدد جديد من المجلة حدثًا عاديًا، بل مناسبة ننتظرها بشغف. لذلك، كان طبيعيًا أن ينطلق برنامج "وجوه من الخليج" بهذا الاسم الذي سكن ذاكرة جيل بأكمله من القرّاء والمثقفين.

من الكويت.. هنا القاهرة

"من الكويت.. هنا القاهرة". هكذا تشعر وأنت تستمع إلى سليمان العسكري وهو يستعيد ذكريات الطفولة والشباب والعمل العام.

تتجلّى القاهرة في أول روضة تعليمية تأسست في الكويت عام 1948-1949، بمناهجها وأغلب أساتذتها القادمين من مصر. وتظهر في التعليم الديني المتنوّر - كما وصفه العسكري - الذي أتاح له قراءة التراث العربي، والشعر الجاهلي، وقصائد أبي نواس، إلى جانب تعلّم العزف على البيانو والأكورديون.

وتحضر القاهرة كذلك في دواوين الآباء والأعمام بعد صلاة العشاء، حيث كانت الأصوات تأتي من الراديو - أو "صندوق أحمد سعيد" كما كانوا يسمّونه - حاملةً أغنيات أم كلثوم وليلى مراد، وأخبار العالم العربي.

في مراهقته، أتم العسكري قراءة أعمال إحسان عبد القدوس كاملة، قبل أن يغادرها متجهًا إلى مصر، لتبدأ علاقة أكثر مباشرة مع القاهرة، حين قصدها أواخر الخمسينيات ليلتحق بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة

العروبي الصغير وعبد الناصر

كان الشاب الكويتي العروبي يتابع أخبار جمال عبد الناصر ومشروعه بشغف، وكان الحلم بالالتحاق بالقاهرة الناصرية أكبر من مجرد وجهة تعليم جامعي.

تحقق هذا الحلم عام 1959، حين وطئت قدماه العاصمة التي سحرته - كما يروي - بمسرحها وسينماها وحياتها الثقافية. هناك، جلس في الصفوف الأولى بحفلات أم كلثوم، إلى جوار شعراء مصر ونقادها، الذين أصبح بعضهم أصدقاء عمر: رجاء النقاش، وأحمد عبد المعطي حجازي، وصلاح عبد الصبور، وصلاح جاهين.

وجوه من الخليج l من المدرسة الدينية إلى الانبهار بالناصرية.. رحلة المفكر الكويتي سليمان العسكري

بداية العلاقة الطويلة بالقاهرة

لا تزال ذاكرة سليمان العسكري تحتفظ بأدق تفاصيل اللقاءات الأولى: أول حفلة لأم كلثوم، وأي أغنية كانت، وأي شاعر كتبها، وأي ملحن لحّنها، وأول معرض كتاب على ضفاف النيل.

يتذكر أول مجموعة كتب اقتناها، وأول مرة قرأ فيها نجيب محفوظ، وتجليد الكتب المصري، وروابط الطلاب، والمؤتمرات، والمظاهرات، والتأثر الكبير بشخصية عبد الناصر، الذي لم يفرض زعامته على الشعوب العربية، كما يرى العسكري، بل "عمّدته" هذه الشعوب زعيمًا لها، بإجماع وجداني، لأنه عبّر عن طموحاتها وآمالها.

البيت الذي يتنفس جمالًا

عاش سليمان العسكري شغوفًا بالجمال، جمال الكلمة، وجمال الفكرة، وجمال التشكيل. هكذا تتحدث جدران بيته إلى زواره، من مكتبته الاستثنائية إلى لوحاته المختارة بعناية، والتي تدور أغلبها حول المرأة، حتى بات بيته كأنه معرض دائم للفن التشكيلي، يعبّر عن ذوق صاحبه وحساسيته الفنية.

وجوه من الخليج l مساهمة المفكر سليمان العسكري في تشييد عدد من المؤسسات الثقافية بالكويت

حين يعصف الغزو.. تفتح القاهرة ذراعيها من جديد

وفي زمن الغزو، فتحت له القاهرة ذراعيها من جديد، فعاد إليها، إلى أصدقائه، ومشاريعه، ودفئه الأول، ليواصل من هناك مسيرته الثقافية التي لم توقفها الحرب.

سليمان العسكري: الرجل، والمشروع، والذاكرة العامرة بالشجن والمعرفة.. بداية استثنائية لبرنامج واعد: "وجوه من الخليج".

يمكن الاطّلاع على الحلقة كاملة، وسائر الحلقات، عبر تطبيق "العربي بلس".
تابع القراءة

المصادر

موقع التلفزيون العربي