السبت 15 مارس / مارس 2025
Close

سمكة "كبش فداء" في قضية الحرائق.. ترمب يواجه انتقادات علمية واسعة

سمكة "كبش فداء" في قضية الحرائق.. ترمب يواجه انتقادات علمية واسعة

شارك القصة

حرائق كاليفورنيا
يؤكد بعض العلماء أنّ تصريحات ترمب تعكس جهلًا بالجهود البيئية التي تبذلها كاليفورنيا- رويترز
الخط
واجهت تعليقات نشرها دونالد ترمب تخص حرائق كاليفورنيا انتقادات علمية واسعة أشارت إلى جهله بالجهود البيئية بالمدينة.

ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب باللوم في شأن تفاقم الحرائق التي تشهدها لوس أنجلوس منذ أكثر من أسبوعين على الجهود المبذولة لحماية نوع من الأسماك مهدد بالانقراض في كاليفورنيا.

ولقت تعليقات الرئيس الأميركي على منصته "تروث سوشل"، والتي رسّخها في مرسوم وقّعه عند عودته إلى البيت الأبيض يوم الإثنين، انتقادات الأوساط العلمية.

ويشرح الخبراء أن علاقة سمكة دلتا سميلت (أي هفّ الدلتا) بالإمدادات المائية في لوس أنجلوس محدودة، على الرغم من ذكرها حديثًا في مرسوم يتناول تدابير حماية الأنواع وقّعه ترمب ويرمي إلى تحويل مياه الدلتا في شمال الولاية.

وفي هذا المرسوم الذي يطلب من الهيئات البيئية إعطاء الأولوية "للمواطنين بدل الأسماك" ووقف "الاهتمام البيئي المتطرف" في كاليفورنيا، عاود ترمب التشديد على وجود صلة بين حماية سمك دلتا سميلت والإمدادات المائية للمناطق المتضررة أخيرًا من الحرائق.

"تعزيز الشك بقضايا المناخ"

ويؤكد بعض العلماء أنّ تصريحات ترمب تعكس جهلًا بالجهود البيئية التي تبذلها كاليفورنيا، وتعزز الشك في ما يتعلق بقضايا المناخ.

ويرى المستشار القانوني في مجال التنوع البيولوجي جون بيوس لوكالة "فرانس برس"، أن كل ما في الأمر هو إيجاد "كبش فداء لتحميله مسؤولية كل مشاكلنا، وفي هذه الحالة الحرائق والجفاف، وتركيز غضب عامة الناس" على سمكة صغيرة.

ويوضح العلماء أن ولاية كاليفورنيا تعاني من أزمة مياه معقدة، تفاقمت بسبب التغير المناخي والجفاف، وإن سمكة دلتا سميلت ليست معنية بالمشكلة.

ويؤكد المتخصص في الأنواع في جامعة كاليفورنيا في ديفيس بيتر مويل، أنّ أعداد هذه الأسماك كانت وفيرة سابقًا في شمال مصب النهر.

لكن تدهور موائلها نتيجة الاحتياجات الزراعية والمُدنية وكذلك التعرض للتلوث، جعلها سنة 1993 من الأنواع المهددة بالانقراض.

ويلحق الضخ الضخم للمياه من الشمال إلى الجنوب أضرارًا بدلتا سميلت وأنواع مائية أخرى في الدلتا، مما يتطلب إعادة توجيه للتيارات المائية من أجل الحفاظ عليها.

تأثير معدل هطول الأمطار

لكن هذه الإجراءات ليس لها أي تأثير تقريبًا على إمدادات المياه إلى لوس أنجلوس، وبالتالي على إدارة الحرائق في المنطقة، وفق المتخصصين.

ويظهر ذلك من خلال ارتفاع منسوب المياه في الخزانات الرئيسية في مختلف أنحاء الولاية وخصوصًا في الجنوب، طيلة شهر يناير/ كانون الثاني، بحسب بيانات رسمية اطلعت عليها وكالة "فرانس برس".

وحتى خلال السنوات التي شهدت جفافًا، ليست التدابير البيئية التي تحمي دلتا سميلت مسؤولة سوى عن جزء صغير من انخفاض تدفق المياه في كاليفورنيا.

والعامل الرئيسي المحدِّد لحجم المياه التي يتم ضخها من الشمال إلى الجنوب، هو معدل هطول الأمطار وذوبان الثلوج التي تدخل مصب نهر سان فرانسيسكو.

وبحسب كالب سكوفيل، وهو عالم اجتماع في جامعة تافتس في ماساتشوستس، أصبحت دلتا سميلت بسبب صغر حجمها ووضعها غير المعروف نسبيًا لعامة الناس، هدفًا سهلًا لبعض الشخصيات المحافظة، مما أدى إلى تحويل جدل محلي بشأن إدارة المياه في كاليفورنيا إلى صراع وطني يضع حماية النظم البيئية في مواجهة سلامة المواطنين.

وبدل معالجة الأسباب الأساسية لأزمة المياه في كاليفورنيا، بما في ذلك ظاهرة الاحترار المناخي، يفضّل ترمب أن يرى فيها تحيّزًا سياسيًا، بحسب سكوفيل.

وعند وصوله إلى السلطة، انسحب ترمب مجددًا من اتفاقية باريس للمناخ، وهي خطوة إلى الوراء في مكافحة التغير المناخي.

تابع القراءة

المصادر

أ ف ب
تغطية خاصة