الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

سوق الروبوتات البشرية.. خيال علمي تحول إلى أمر واقع ومشكلات أخلاقية

سوق الروبوتات البشرية.. خيال علمي تحول إلى أمر واقع ومشكلات أخلاقية

Changed

ناقش برنامج "قضايا" إمكانية استبدال سوق العمالة البشرية بالروبوتات والمشكلات الأخلاقية التي تطاردها (الصورة: غيتي)
قد تساهم الثورة الصناعية الرابعة في ايجاد عالم متناغم بين الإنسان والآلات للمساعدة في رفاهية البشر، إلا ان هناك مخاوف من سيطرة الذكاء الاصطناعي على البشرية.

أخذ الرجال الآليون حيزًا مهمًا في صناعة السينما حول العالم، بوصفهم ضربًا من الخيال العلمي. لكن هذا الخيال أصبح واقعًا، مع تنافس الشركات العالمية لتطوير الروبوتات البشرية باعتماد تقنية الذكاء الإصطناعي.

وكان آخرها شركة "تسلا" للملياردير إيلون ماسك، والتي كشفت عن نموذجها الأولي لروبوت شبيه بالبشر باسم "أوبتيموس"، يؤمل فيه أن يستبدل العمالة البشرية.

ويبلغ طول "أوبتيموس" حوالي 1.52 مترًا، ويزن 56 كيلوغرامًا، ويستطيع حمل 20 كيلوغرمًا كحد أقصى، وتبلغ سرعته حوالي 8 كيلومترات في الساعة. أما وجهه، فهو عبارة عن شاشة للحصول على معلومات مفيدة.

بدورها، طوّرت شركة "هوندا" الهولندية لصناعة السيارات روبوتها "أسيمو"، لكنها ما لبثت أن توقّفت عن تسويقه.

وبين عامي 2007 و2012، تعاونت شركة "جنرال موتورز"، ووكالة الفضاء الأميركية "ناسا" على تطوير روبوتات بشرية للتجميع لاسكتشاف الفضاء.

كما أحدثت شركة "بوسطن داينامكس" ضجة من خلال نشرها مقاطع فيديو لروبوتاتها البشرية، وهي تعمل وتقفز وترقص.

وعام 2020، اشترت شركة "فورد" روبوتين على شكل بشر لاختبار تسليم طرد إلى باب العميل من سيارة التوصيل.

شهد مجال تصنيع وتطوير الروبوتات البشرية قفزة كبيرة
شهد مجال تصنيع وتطوير الروبوتات البشرية قفزة كبيرة- غيتي

بدورها، صمّمت شركة "تويوتا" اليابانية للسيارات، روبوت "تي اتش آر 3" ليساعد البشر في مجالات عديدة كالعمل في المنزل، والمنشآت الصحية، ومناطق الكوارث، وموقاع البناء، وحتى في الفضاء الخارجي. ويُعتبر "تي أتش آر 3" من أول روبوتات التحكم عن بعد، يبلغ طوله مترًا ونصف، ووزنه 75 كيلوغرامًا.

نمو سوق الروبوتات تاريخيًا

تاريخيًا، كانت صناعة السيارات، وتحديدًا في خمسينيات القرن الماضي، من أوائل الصناعات التي اعتمدت على الروبوتات؛ لكن أغلب هذه الروبوتات لم تكن أكثر من أذرع بشرية تعتمد في تصميمها على البنية التشريحية لحركة الذراع البشرية، وتقوم بأعمال نمطية مثل طلاء السيارات عبر رشّها.

وكانت شركة "جنرال موتورز" من أوائل شركات صناعة السيارات في استخدام هذه التكنولوجيا.

غير أن النماذج الأولية من الأذرع الآلية، كانت تواجه مشكلات فنية عديدة. ومع دخول الذكاء الاصطناعي، شهد مجال تصنيع وتطوير الروبوتات البشرية قفزة كبيرة، كما قفزت مستويات المبيعات إلى أرقام قياسية. ويستعد سوق الروبوتات البشرية لنمو ملحوظ، إذ من المتوقّع أن تبلغ قيمته حوالي 3.9 مليارات دولار عام 2023.

كما تقدّر الإحصاءات الدولية المبنية على معدلات الاستخدام الحالي للروبوتات، نمو هذه الصناعة بمعدل سنوي مركّب يبلغ 16%. ومن المتوقّع أن يبلغ حجم سوق الروبوتات أكثر من 275 مليار دولار عام 2030.

تنافس بين الدول

ولم يعد التنافس محصورًا في شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بل امتد إلى الدول حيث أصبحت الصين، عام 2017، أكبر سوق للروبوتات الصناعية في العالم. وشهدت زيادة في مشترياتها من الروبوتات بنسبة 58% على أساس سنوي.

كما أزاحت شركة "شاموي" عن أول روبوت بشري من إنتاجها، والقادر على اكتشاف المشاعر البشرية والتعرّف على الأشخاص، والاستجابة السريعة ما يسمح له بمحاكاة حركة البشر بالكامل.

تطرح الروبوتات البشرية أسئلة أخلاقية حول كيفية التعامل مع مشاعرها
تطرح الروبوتات البشرية أسئلة أخلاقية حول كيفية التعامل مع مشاعرها-غيتي

وتتراوح التكلفة الإجمالية للروبوت بين 89 و104 آلاف دولار أميركي.

أسئلة أخلاقية

وبما أن هناك حدودًا لما يُمكن للذكاء الاصطناعي تحقيقه، وما يُمكنه ولا يُمكنه فعله على غرار القدرة على التحليل والتفكير مقارنة بالبشر؛ وعلى الرغم من أن الآلات يُمكن أن تمتثل للقانون تمامًا، إلا أنه لا ضمانات في أن يكون هذا الذكاء عقلانيًا أو يراعي الجانب الأخلاقي للقرارات المهمة.

وقد تساهم الثورة الصناعية الرابعة في ايجاد عالم متناغم بين الإنسان والآلات للمساعدة في رفاهية البشر، وإفساح المجال للإبداع البشري. إلا ان هناك مخاوف من سيطرة الذكاء الاصطناعي على البشرية، أو ايجاد انقسامات وصراع بين البشر والآلات.

وفي هذا الإطار، أوضح رياض البغدادي، الباحث في مجال الروبوتات في جامعة نيويورك، أن الروبوتات التي تمّ تصنيعها حتى الآن، عبارة عن روبوتات قادرة على القيام بمهام محدودة جدًا، ولن تحدث ثورة كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي والتي كنا ننتظرها منذ سنوات.

 وقال البغدادي، في حديث إلى "العربي"، من نيويورك: إن مجال الذكاء الاصطناعي شهد قفزة هائلة خلال السنوات العشر الماضية، حيث تمّ تطوير تقنية العصبونات العميقة، التي تحاكي في آلية عمله آلية عمل عصبونات الدماغ البشري نفسها.

وأوضح أنه إذا استمرّ تطور الذكاء الاصطناعي بهذا الشكل، من المؤكد أن يتمّ تصنيع روبوتات قادرة على القيام بمهام مشابهة أو تفوق مهام البشر.

وهو ما يطرح السؤال الأخلاقي حول الاستغناء عن اليد العاملة البشرية، والذي سيُصبح أكثر إلحاحًا خلال السنوات الثلاثين المقبلة.

وأكد أن تطوير هذه الروبوتات البشرية، يطرح الكثير من المشكلات الأخلاقية على غرار كيفية التعامل معه على غرار البشر، واكتسابها حقوقًا مماثلة للبشر، وعن آلية اتخاذ قراراتها في أمور مصيرية، وحتى تسليحها.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close