الجمعة 29 مارس / مارس 2024

"ماذا نطعم صغارنا؟".. حليب الأطفال مفقود في لبنان

"ماذا نطعم صغارنا؟".. حليب الأطفال مفقود في لبنان

Changed

يُرجّح أن تكون نسبة الفقر ارتفعت في طرابلس على وقع الانهيار الاقتصادي.
من احتجاجات طرابلس أمس الثلاثاء. غيتي
يُطلق لبنانيون، باستخدام وسم #حليب_الأطفال_مقطوع على موقع تويتر، صرخة أمام واحدة من أسوأ ذيول الأزمة، مناشدين السلطات تأمين قوت صغارهم.

تتداعى مظاهر الحياة الروتينية في لبنان منذ ما يقرب العام. فتحت وطأة الأزمة الاقتصادية والمالية التي انهارت معها قيمة العملة المحلية، تضاعفت معدلات الفقر وخسر اللبنانيون قدرتهم الشرائية. 

وبينما دخلت البلاد إقفالًا عامًا هو الثالث منذ بدء جائحة كورونا، ويستمر حتى الثامن من فبراير/ شباط المقبل بموجب قرار التمديد؛ أبدت منظمة "أنقذوا الأطفال" (سايف ذي تشيلدرن) قلقها "العميق" من أن يؤثر الإغلاق على العائلات والأطفال الذين يعانون من أوضاع اقتصادية هشّة، ما لم يتم دعمهم بشكل فوري.   

غير أن تفاقم الشكوى من فقدان حليب الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي، نبّه إلى وضع خطير يهدد أطفال لبنان في كل مكان، ليس فقط من ناحية غلاء السلع الأساسية بل أيضًا عدم توافرها على الأرفف حتى في الصيدليات. 

فباستخدام وسم #حليب_الأطفال_مقطوع أطلق لبنانيون صرخة على موقع "تويتر" أمام واحدة من أسوأ ذيول الأزمة، وعبّروا عن صدمتهم مما وصلت إليه الحال مع تقاعس المسؤولين عن القيام بواجبهم. 

ووصفت المستخدمة ندى الوضع حاليًا بـ "هاوية، حيث لا حلم ولا أمل ولا تعليم ولا لعب ولا دواء #حليب_الاطفال_مقطوع

أما ندى عنداري، التي اعتبرت أن بإمكان الأم والأب تحمل الجوع، سألت: ما العمل مع الأطفال دون حليب لإطعامهم؟. وناشدت المعنيين تأمين الكميات المطلوبة.

بدوره، أطل مغرد باسم ابن جبيل على متابعيه بمقطع مصور كاشفًا أنه بحث في عدد كبير من الصيدليات عن حليب مجفف للأطفال، ولم يجد غرضه، سائلًا كيف سيعتاش الأطفال الآن؟.

وفي تغريدة أخرى عبّر عن غضبه بالقول أن من كان على علم بانفجار بيروت وسكت عن الأمر، هل سيكترث لعلبة حليب؟. 

ونبهت ستريدا يونس، التي استخدمت الوسم نفسه، إلى أن انقطاع الأدوية وقلة توافر المواد الغذائية يعود إلى عدم ترشيد الدعم والتهريب عبر المعابر غير الشرعية وجشع بعض التجار.

من جانبه، ذكّر المستخدم وائل بأن علبة الحليب إذا ما توافرت فإن سعرها يقرب من ربع الحد الأدنى للأجور.  

والمغرّد عمر فارس، توجه إلى مطلقي الهاشتاغ ومستخدميه بدعوة إلى المطالبة بحليب للأطفال في الشارع، من أمام منازل المسؤولين وليس على تويتر.  

يُذكر أن متظاهرين أقدموا في اليومين الماضيين على قطع عدد من الطرقات في مناطق لبنانية مختلفة احتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية، لا سيما مع تمديد الإقفال أسبوعًا إضافيًا من الأول من فبراير حتى الثامن منه، وتسجل  قوات الأمن يوميًا الآف محاضر الضبط بحق مخالفي الإجراءات.

وفي طرابلس، حيث كان أكثر من نصف السكان يعيشون منذ سنوات في مستوى أو تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة ويُرجّح أن تكون النسبة ارتفعت على وقع الانهيار الاقتصادي؛ تحولت الاحتجاجات إلى مواجهات مع قوات الأمن أسفرت عن وقوع 45 جريحًا. 

المصادر:
فرانس برس وتويتر

شارك القصة

تابع القراءة
Close