السبت 13 أبريل / أبريل 2024

"بوليساريو" تتهم الأمم المتحدة بدعم موقف المغرب

"بوليساريو" تتهم الأمم المتحدة بدعم موقف المغرب

Changed

عادت التوتّرات إلى المنطقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما نشر المغرب قوّاته في منطقة كركرات
عادت التوتّرات إلى المنطقة في نوفمبر 2020 عندما نشر المغرب قوّاته في منطقة كركرات (غيتي)
تعتبر "بوليساريو" أن المغرب "لما كان تمكّن من فعل ما فعله، لولا دعم الأسرة الدوليّة ودعم الأمم المتحدة، مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة".

اتّهمت جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليساريو" الأمم المتحدة بأنّها تدعم موقف المغرب، محمّلةً إيّاها مسؤوليّة المأزق السياسي. 

وقال خاطري أدوه المسؤول في بوليساريو، إنّ المغرب "لما كان تمكّن من فعل ما فعله، لولا دعم الأسرة الدوليّة ودعم الأمم المتحدة، مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، وذلك خلال خطاب ألقاه السبت في مخيّمات "تندوف" للاجئين الصحراويّين في جنوب شرق الجزائر لمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لإعلان "الجمهوريّة العربيّة الصحراويّة الديموقراطيّة".

وبعد نحو 30 عامًا على وقف إطلاق النار، عادت التوتّرات إلى المنطقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما نشر المغرب قوّاته في منطقة كركرات في أقصى جنوب الصحراء الغربيّة لطرد مجموعة ناشطين صحراويّين أغلقوا الطريق الوحيد المؤدّي إلى موريتانيا المجاورة.

وأعلنت "بوليساريو" التي عاودت حمل السلاح في نوفمبر/تشرين الثاني بعد ذلك أنّها "في دفاع مشروع عن النفس".

وأكد أدوه أنّ "جبهة بوليساريو حاولت طوال 29 عامًا تجنّب الحرب من خلال تقديم تنازلات، لكنّها واجهت غيابًا تامًّا في التعاون، من الجانب المغربي ومن الأمم المتحدة"، حسب وكالة الأنباء الصحراويّة الرسميّة.

وتوقّفت المفاوضات حول الصحراء الغربيّة التي ترعاها الأمم المتحدة وتشارك فيها المغرب والجزائر وجبهة "بوليساريو" وموريتانيا، منذ ربيع العام 2019.

"بوليساريو" تدعو إلى "التعقّل"

من جانبه، طالب زعيم جبهة "بوليساريو" إبراهيم غالي في خطاب ألقاه في مخيّم "أوسرد" للاجئين الأمم المتحدة بسرعة الوفاء بوعودها المتمثلة في تخليص الصحراء الغربية من الاستعمار وفقًا لميثاقها وقراراتها.

وانتقد الأمين العام للجبهة بعض أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك فرنسا الحليف الكبير للمغرب، والذين شجّعوا المغرب على "التحرّك باتّجاه التصعيد الحالي"، على حدّ تعبيره.

ودعا غالي الذي يشغل أيضًا منصب رئيس "الجمهوريّة العربيّة الصحراويّة الديموقراطيّة" المعلنة في 27 فبراير/شباط 1976، الرباط إلى "التعقّل"، معلناً "مَدّ اليد" من أجل "سلام عادل".

وقال: "ندعو إخواننا في المملكة المغربيّة إلى السير في طريق الحكمة ووضع حدّ لسياسات العدوان والتوسّع والاستعمار (...) حتّى تعيش شعوبنا في سلام". 

"بوليساريو" تستعرض قواتها المسلحة

وعلى غرار كلّ ذكرى سنويّة، استعرضت جبهة "بوليساريو" قوّاتها المسلّحة خلال عرض عسكري في حضور القادة الصحراويّين.

وعَرضت طوابير من الجنود، من الرجال والنساء الذين وضعوا كمامات، أسلحتها، بينما سارت في المقدمة امرأة لفّت نفسها بالعلم الصحراوي. لكن، على عكس بعض السنوات السابقة، لم يتمّ السبت استعراض أيّ أسلحة ثقيلة. وبعد العرض العسكري، نُظّمت مسيرة فولكلوريّة على أنغام الموسيقى الصحراويّة شاركت فيها نساء ارتدين أزياء تقليديّة، إلى جانب أطفال.

نداء إلى بايدن

ويستمرّ النزاع منذ عقود بين المغرب وبوليساريو في شأن الصحراء الغربيّة التي تُصنّفها الأمم المتحدة "إقليمًا غير متمتّع بحكم ذاتي" في ظلّ غياب تسوية نهائيّة. 

وتُطالب جبهة "بوليساريو" المدعومة من الجزائر، بإجراء استفتاء على تقرير المصير تُخطّط له الأمم المتحدة، بينما يقترح المغرب خطّة لحكم ذاتي تحت سيادته.  وتُسيطر الرباط على نحو 80% من هذه الأرض الصحراويّة الشاسعة، حيث أُطلِقت مشاريع إنمائيّة مغربيّة كبرى خلال السنوات الأخيرة. 

وقبل فترة وجيزة من مغادرته البيت الأبيض، اعترف دونالد ترمب بالسيادة المغربية على كامل الصحراء الغربيّة في مقابل تطبيع علاقات الرباط مع إسرائيل. ويُعلّق الصحراويّون الآن آمالهم على إدارة بايدن الجديدة حتّى تعود عن هذا القرار الذي "ينتهك كلّ قرارات الهيئات الدوليّة".

وتقول الأمم المتحدة التي تمتلك بعثة ذات صلاحيّات محدودة هي "مينورسو" (بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربيّة)، إنّ موقفها "لم يتغيّر"، وذلك على غرار كثير من الدول المعنيّة بالملفّ.

كرامة إسبانيا

وكان صحافيون من إسبانيا طالبوا حكومة بلادهم بتحمل مسؤولياتها تجاه الصحراء الغربية، وذلك في بيان عبروا فيه عن التزامهم بنشر الأخبار حول القضية الصحراوية.

ونشر عشرات الصحافيين الإسبان من مختلف الوسائط الإعلامية بيانًا يعلنون فيه التزامهم بمواصلة المرافعة الصحافية عن القضية الصحراوية وتطلعات الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال،.

وحذّر البيان، من أنه “في حال عدم التحرك اليوم، سيبقى النزاع بالصحراء الغربية بمثابة رياح الصيف الحارقة والدين الذي يترتب دفعه بالنسبة لكرامة إسبانيا”.

وتمتد الصحراء الغربية على مساحة 266 ألف كيلومتر مربع على ساحل المحيط الأطلسي بين المغرب وموريتانيا والجزائر، يخترقها "جدار دفاعي"، كما تسميه السلطات المغربية، من الشمال نحو الجنوب على طول 2700 كيلومتر. ويقطن المنطقة، الغنية بثروة فوسفاطية، أكثر من نصف مليون شخص، بينما تعد سواحلها غنية بالسمك

المصادر:
أ ف ب / العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close