نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية فحوى تقرير داخلي أميركي حول تنفيذ مسؤولين إثيوبيين وميليشيات موالية لهم حملة تطهير عرقي ممنهج في إقليم تيغراي شمال البلاد، وذلك في سياق تصاعد الانتهاكات الحقوقية الدولية لمجريات معارك الإقليم، بينما تؤكد الحكومة الإثيوبية عدم استهداف أي مدني بالقتال.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الخارجية الأثيوبية: إن موقف مصر من مفاوضات سد النهضة لم يكن جيّدًا، مؤكدًا استعداد بلاده للوصول إلى اتفاق.
وتأتي هذه التطورات بعد استقبال نائب وزير الخارجية المصري للشؤون الإفريقية سفراء الدول العربية والأوروبية في القاهرة لإحاطتهم برؤية مصر بشأن الملف، والتأكيد على سعيها التوصل إلى اتفاق عادل وملزم قانونًا. كما ترحب بالمقترح السوداني بتشكيل رباعية دولية تشمل الكونغو رئيسًا للاتحاد الإفريقي بجانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
ويأتي ذلك أيضًا بعد أيام من قرار الرئيس الأميركي جو بايدن إلغاء قرار ترمب بتعليق جزء من المساعدات الأميركية إلى إثيوبيا ما اعتُبر ورقة ضغط ترتبط بالتوصل إلى اتفاق.
ولايزال سد النهضة عالقًا بين الأطراف الثلاثة ولا تزال الصورة الكاملة بشأن مستقبل المفاوضات ضبابية دون حل في الأفق.
مصر تقدّم مقترحات عملية
وحول هذه الأزمة يوضح ياسر الغرباوي مدير مركز التنوع لفض النزاعات من الدوحة أن الموقف اختلف كثيرًا مع وصول الرئيس بايدن فيما يتعلق برفع جزء من العقوبات عن إثيوبيا، وأن هذا الموقف خفف الضغط عن أديس أبابا وأعطاها "قُبلة الحياة" في هذا الملف.
ويشير الغرباوي، في حديث إلى "العربي"، إلى أنه "مع وجود مستشارين من أصول إفريقية في حكومة بايدن يقدمون تقارير تفيد بأن مصر هي المستعمر، وتستولي على مياه النيل، نجحت قوات الضغط الإثيوبية في الحصول على توقيع 200 عضو في الكونغرس في تأييد حقها المزعوم في السد".
ويؤكد الغرباوي أن مصر تقدم مقترحات عملية وسبل الحل بشكل أساسي، "لكن الطرف الإثيوبي بالغ بالتعنت في هذا الأمر"، مضيفًا أن الكرة الآن في الملعب الأميركي؛ حيث تلعب حقوق الإنسان دورًا مهمًا، ما تستغله إثيوبيا للضغط على واشنطن".
لدى إثيوبيا لوبي وجماعات ضغط
وعن انتهاكات إقليم تيغراي، يشير إلى أن "إثيوبيا لديها لوبي وجماعات ضغط قادرة على إيصال رؤيتها إلى إدارة واشنطن".
وعن إلغاء قرار ترمب ربط المساعدات المقدمة إلى إثيوبيا في ملف سد النهضة، يلفت الغرباوي إلى أن الإدارة الأميركية لم تتخذ حتى الآن موقفًا واضحًا تجاه سد النهضة، لكنها دعت إلى ضبط النفس والتفاوض، إلا أن قرار المعونات جاء في إطار محو سياسات ترمب وليس فقط في إثيوبيا.