في وقت تشهد حرب اليمن تصاعدًا كبيرًا، ولا سيما في محافظة مأرب، قُتل خمسة مدنيين يمنيين بينهم امرأة وطفلة في سقوط قذيفة هاون على منزل قريب من خطوط التماس بين القوات الحكومية والحوثيين جنوبي مدينة الحديدة السبت، في هجوم تبادل الطرفان الاتهامات بالوقوف خلفه.
وأكد مسؤول في القوات الحكومية أنّ المدنيين الخمسة قتلوا "أثناء محاولة الحوثيين استهداف قواتنا بقذيفة هاون سقطت على منزل تابع لمدنيين" في منطقة متاخمة لمدينة الحُدَيدة المطلة على البحر الأحمر من جهتها الجنوبية.
من جهتهم، اتهم الحوثيون في بيان نشرته وكالة الأنباء المتحدثة باسمهم "سبأ" التحالف العسكري بقيادة السعودية بالوقوف خلف الهجوم، مشيرين إلى أن المدنيين قتلوا "بغارتين لطيران العدوان"، على حدّ وصفهم.
وجاء هجوم السبت في وقت تتواصل المعارك الضارية في مأرب في شمال اليمن مع تقدم الحوثيين للسيطرة على آخر معاقل الحكومة. وقد لقي 50 مقاتلًا من الجانبين مصرعهم يومي الجمعة والسبت.
عملية "توازن الردع الخامس"
وفي موازاة الحملة على مأرب، كثفت جماعة الحوثي هجماتها ضد السعودية، حيث تبنّت الأحد هجمات بصاروخ بالستي وطائرات مسيّرة ضد العاصمة السعودية الرياض ومناطق أخرى في المملكة، متوعّدة بهجمات "أوسع".
وتحت عنوان "عملية توازن الردع الخامسة"، أوضح المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، في بيان، أنّ "سلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية نفذا "عملية هجومية كبيرة ومشتركة باتجاه العمق السعودي".
بيان عملية توازن الردع الخامسة التي استهدفت العمق السعودي في الرياض ومنطقتي أبها والخميس.. pic.twitter.com/fDqN08I8eR
— العميد يحيى سريع (@army21ye) February 28, 2021
وتحدّث عن استخدام صاروخ بالستي و15 طائرة مسيرة منها تسع طائراتٍ استهدفت مواقع "حساسة" في الرياض، فيما استهدفت الست الأخرى "مواقعَ عسكرية في مناطق أبها وخميس مشيط" في جنوب المملكة المجاورة.
وقال سريع: إنّ العملية استمرت "من مساء أمس السبت وحتى صباح اليوم"، محذّرًا من أنّ "عملياتنا مستمرة وستتوسع أكثر فأكثر طالما استمر العدوان والحصار على بلدنا".
استمرتِ العمليةُ النوعيةُ من مساءِ أمسِ السبت وحتى صباحِ اليوم. هذا وتؤكدُ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ أن عملياتِها مستمرةٌ وستتوسعُ أكثرَ فأكثرَ طالما استمر العدوانُ والحصارُ على بلدِنا.
— العميد يحيى سريع (@army21ye) February 28, 2021
ولم يصدر تعقيب من قبل التحالف السعودي الإماراتي حول بيان الحوثيين، لكن التحالف سبق أن أعلن مساء السبت، في بيان، اعتراض وتدمير صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون باتجاه الرياض، و6 طائرات مسيرة مفخخة أطلقت صوب جنوبي السعودية. كما أعلن التحالف، الأحد، أنه اعترض ودمر طائرة بدون طيار مفخخة أطلقت نحو المملكة.
وفي سياق متصل، أعلنت السعودية، الأحد، سقوط شظايا على عدة أحياء سكنية ما سبب أضرارا بأحد المنازل، وذلك نتيجة اعتراض وتدمير صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون نحو المملكة، مساء السبت، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
ومنذ 2014، يشهد اليمن حربًا بين الحوثيين والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، بدأت مع شنّ الحوثيين هجومًا سيطروا على إثره على العاصمة صنعاء.
وتصاعد النزاع في مارس/ آذار 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعمًا للقوات الحكومية، وغرق أفقر دول شبه الجزيرة العربية في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
لكن المعارك في محافظة الحُدَيدة تجددت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وفي بداية يناير/ كانون الثاني قُتلت خمس نساء وأصيب سبعة أشخاص بينهم أطفال بجروح جراء سقوط قذيفة في صالة أفراح بمدينة الحُدَيدة حيث تشرف لجنة أممية على وقف إطلاق النار الهش.
وبشكل متكرر يطلق الحوثيون صواريخ باليستية وطائرات مُسيَّرة ومقذوفات على مناطق سعودية، خلف بعضها خسائر بشرية ومادية. وتقول الجماعة: إن هذه الهجمات تأتي ردًا على غارات التحالف المستمرة ضدها في مناطق متفرقة من اليمن.
وتضم الحُدَيدة ميناء يُعتبر شريان حياة لملايين السكان. وشهدت المحافظة خلال الأعوام الماضية معارك عنيفة مع محاولة القوات الحكومية استعادة عاصمتها من أيدي الحوثيين قبل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في السويد في ديسمبر/ كانون الأول 2018.
يذكر أن الأمم المتحدة تنظم الإثنين بالشراكة مع حكومتي سويسرا والسويد مؤتمرًا افتراضيًا للمانحين للاستجابة الإنسانية في اليمن، في مسعى لجمع 3,85 مليار دولار للبلد الفقير.