السبت 20 أبريل / أبريل 2024

الاتفاق النووي يواجه منعطفًا حرجًا.. تعثر دبلوماسي وسط جولة توتر

الاتفاق النووي يواجه منعطفًا حرجًا.. تعثر دبلوماسي وسط جولة توتر

Changed

يتزامن تعثر الخيار الدبلوماسي وجنوح إيران لمواصلة تخصيب اليورانيوم وتقييد عمل المفتشين في منشآتها النووية مع جولة توتر جديدة في المنطقة بين واشنطن وطهران.

في ظلّ إصرار إيران على رفض دعوات التفاوض مع واشنطن حول مستقبل الاتفاق النووي وتمسّكها بشرط رفع كل العقوبات، يبدو أنّ مسار العودة إلى الاتفاق قد دخل منعطفًا حرجًا، لا سيّما بعد رفض طهران لمقترح أوروبي للحوار، وتعبير واشنطن عن "خيبة أملها".

ويتزامن تعثر الخيار الدبلوماسي وجنوح طهران لمواصلة تخصيب اليورانيوم وتقييد عمل المفتشين الدوليين في منشآتها النووية مع جولة جديدة من التوتر في المنطقة بين واشنطن وطهران، تمثّلت بتبادل رسائل عسكرية بين واشنطن وطهران، ودخول تل أبيب كذلك على خط المواجهة.

إزاء ذلك، تُطرَح علامات استفهام حول آفاق الاتفاق النووي في ظل المعطيات الدولية والإقليمية المستجدّة، وما إذا كانت هناك استراتيجية أميركية للتعامل مع السلوك الإيراني الحالي، وكيف يُقرَأ التوتر العسكري الأخير.

ترمب قدّم "إغراءات" للإيرانيين

وفي هذا السياق، يؤكد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران عماد أبشناس أن طهران لن تقبل بأن تخطو أيّ خطوة قبل رفع العقوبات التي فرضتها عليها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في المقام الأول.

ويوضح أبشناس، في حديث إلى "العربي"، أنه "لو كانت إيران تريد أن تجلس على طاولة المفاوضات لكانت فعلت ذلك في ظل عهد ترمب"، مشيرًا إلى أنّ الرئيس الجمهوري قدّم من "الإغراءات" للإيرانيين أكثر بكثير ممّا يقدّمه الرئيس الحالي جو بايدن، "فقط لمصافحة (الرئيس حسن) روحاني".

ويشير إلى أنّ إيران رفضت التجاوب مع "إغراءات" ترمب، وأصرّت على رفع العقوبات أولًا، في موقف تكرّسه اليوم مع بايدن، الذي كانت تنتظر منه "رفع جميع العقوبات" فور وصوله إلى البيت الأبيض، وهو ما لم يفعله؛ ما أدّى لانعدام الثقة بين الجانبين.

وإذ يشدد على أنّ هدف أي مفاوضات هو الوصول إلى نتيجة يقوم الجانبان بتنفيذها، يلفت إلى أنّ المشكلة في الاتفاق النووي أنّ الأميركيين لم ينفذوا التزاماتهم بموجبه منذ البداية.

"الثقة مفقودة" بين واشنطن وطهران

في المقابل، يتحدّث الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط سيغورد نيوباور عن "منظور" مغاير للاتفاق، ولكن من وجهة النظر الأميركية، وبما يرتبط بالانخراط الدبلوماسي الأميركي في المنطقة.

ويلفت نيوباور، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي بسبب السلوك الإيراني، وبالتالي، "طالما أنّ الإيرانيين لم يلتزموا تمامًا وبشكل مطلق ببنود الاتفاق، فإنّ الثقة ستبقى مفقودة".

ويشدد على أنه لا يمكن العودة بشكل تلقائي إلى الاتفاق النووي ما لم تتغير الديناميكيات، مشيرًا إلى وجوب أن توقف طهران "تصعيدها" سواء مع دول الخليج، أو حتى مع إسرائيل.

ويشير نيوباور إلى أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن يحاول أن يحظى بدعم جميع الفرقاء في الطيف السياسي الأميركي، إضافة إلى تهدئة مخاوف شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، قبل إبرام أي اتفاق.

واشنطن تسعى لفرض رأيها "من موقع قوة"

وفيما يصف السفير الفرنسي السابق في طهران فرانسوا نيكولود الوضع بأنه "معقد للغاية" بشكل عام، يرى أنّ الموقف الإيراني "مفهوم بالنظر إلى السياق التاريخي".

ويذكّر نيكولود، في حديث إلى "العربي"، بأن إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب حاولت الدخول في حوار مع الإيرانيين من دون تقديم تنازلات، لكنّ هذا الأمر لم يكن مقبولًا بالنسبة إلى الإيرانيّين.

وإذ يعرب عن أسفه لكون هذا الأمر "يضرّ بمصالح الشعب الإيراني"، يرى أنّ الولايات المتحدة لديها الرغبة بأن تغلّب رأيها دائمًا، وتفرضه على الآخرين من موقع قوة.

ويعتبر نيكولود أن واشنطن تريد أن تظهر وكأنها "الذكر الطاغي والأقوى"، على حدّ تعبيره، بمعنى: "الذي يفرض الأشياء على الآخرين وعليهم إما أن يقبلوها أو يتركوها"، في حين أنّ الإيرانيين في المقابل يتمسّكون بمواقفهم حتى لا يظهروا "في موقع ضعف".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close